هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


السبت، 29 ديسمبر 2012

غزل الإخوان للغرب تجاوز المدى بقلم : محمد خطاب













من المعلوم بالضرورة أن الإخوان لديهم شهوة السلطة تفوق المدي حتى أنهم يعرفوا ب ( كائن انتخابي ) يعرف طريقه للصندوق بكل الوسائل التي تعينهم من استقطاب أشخاص لهم قدرة علي تلميع وجهم الجماعة ، إلي جانب رشاوي انتخابية ، وأخيرا استخدام  المساجد في مناصرتهم وتشويه معارضيهم باعتبارهم ضد المشروع الإسلامي .
في الخارج الإخوان بوجه آخر يقبلون أيدي أمريكا و رسائل ترضيه من اعتراف بالهولوكوست و طمأنة أمريكا علي مستقبل إسرائيل و زيارات مشبوهة للإمارات في الوقت الذي تعادي فيه الإمارات علنا نظام الإخوان في مصر ، و أخيرا تأتي دعوة عصاك العريان لعودة اليهود لمصر ، وهي  تنم عن الجهل و الغباء السياسي ولم يجرؤ مبارك علي القيام بتلك الجريمة
تخيل اليهود الخونة يأتوا إلي مصر و يطالبوا بحقهم في الأراضي  اللي صادرتها الدولة بعد ثورة 23 يوليو  بجانب إعطاء الهوية المصرية للآلاف من الأسر اليهودية من أم يهودية و أب مصري ليكونوا طابور خامس في 
مصر ، تخيلوا أن مصر كانت لا تمنح الهوية المصرية لأي مصري من أم يهودية قبل الثورة حفاظا علي الأمن القومي رغم العلاقات الحميمة بين النظامين في ذلك الوقت ،  ليأتي هذا العريان ليقلب الطاولة  علي الجميع ، من أعطي لكل من هب ودب الحق للحديث باسم مصر وإطلاق تصريحات غير مسئولة تورط مصر داخليا وخارجيا ، الحقيقة أن مصر تحولت من دكتاتورية الفرد إلي  للحكم الأولجاركي وهو(حكم الأقلية) داخل الأحزاب السياسية ، و لذلك نري مؤسسة الرئاسة لها ألف رأس و ألف لسان كلهم يتحدثون في نفس الوقت وتصريحات تكون متناقضة مع العقل و المنطق أحيانا ، وعليك أن تبتسم لسماعها وتهلل مع أولاد أبو إسماعيل حتى لا توضع في خندق المحاربين للإسلام !
حديث الإخوان للغرب يختلف تماما عن حديثهم للداخل  و معالجتهم للأمور بطيئة و كأنهم يستمتعون بالفوضى ليمرروا مشاريعهم الخاصة بأخونة الدولة وصولا بالخلافة ، لكن روح الثورة في الشعب لا تموت و لن تسمح بأن يكون أمن و أمان البلاد في يد فئة لا تري سوي مصالحها فقط  .
 

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

صناعة الكذب بقلم : محمد خطاب




أسوأ خيانة هي خيانة المثقف لضميره حين ينحاز للنظام الحاكم و يتفنن في الدفاع عنه وتلميعه و تمهيد الطريق له للاستمرار لعقود ، مثلك أولئك المثقفين هم سبب كوارث شعوبهم و لولاهم لسقطت العديد من الأنظمة الفاشية و الديكتاتورية في عالمنا العربي منذ اللحظة الأولي ، والديكتاتور العبقري هو من يجيد انتقاء أبواقه و صناع القرار من الشخصيات المؤثرة و صاحبة الكاريزما حتى تلتف الجماهير حول ما تقوله من أكاذيب و ضلالات ، اللعب علي أوتار مثل الاستقرار و محدودي الدخل و البكاء علي الفقراء ودغدغة مشاعر الشباب العاطل  و الخطب الرنانة  التي تحوي عبارات مميزة تظل عالقة في أذهان الجماهير ، بجانب  أخذ مقتطفات منها و نشرها و تردديها علي مسمع الجماهير السكري بالأكاذيب حتى أنها ترفض تصديق عكس ما يقوله قائدها المبجل مهما شاهدت من أفعال تخالف خطابه . ظنا    أنها لو صدقت أن زعيمها كاذب أن ينقلب عليها وتفقد الاستقرار و قوت يومها  .
الخبز و الوظائف والاحتياجات اليومية هي كل ما يهم الغالبية العظمي من جماهير العالم الثالث التي تخشي الغد وتري الزعيم حاجز بينها وبين مصائب قادمة في خيالهم !
كل شيء يسير كما هو مخطط له من عباقرة تخصصوا في تجييش مشاعر البسطاء حتى يتماهوا في شخص زعيمهم ، إن صورة للزعيم وهو يقبل رأس رجل عجوز أو صبي صغير تحتل الصفحة الأول في الصحف القومية ، و في صدر نشرات الأخبار المتلفزة ليتحول فعل بسيط لانجاز يعادل بناء السد العالي ، و يلخص شخص  الزعيم من رفقاءه باسم يسهل علي الناس البسطاء قبوله مثل رجل السلام ، حامي الوطن ، زعيم الأمة ، القائد الأب ، رب الأسرة المصرية . كذلك الصور التي تنشر في الشوارع والميادين و الإعلام يجب أن تكون منتقاة تظهر يقظته و حكمته و اتزانه .
يختار الزعيم وقت الخطاب و نوعه  وكلماته حسب المناسبة و الطائفة الموجه لها ، فمثلا خطاب موجه للعمال في عيدهم يختلف عن آخر موجه للأمة في عيد قومي ، الزاوية التي تتعامل معها الكاميرا و إشارات اليد و عددها تقطيب الوجه والابتسامة و حس الفكاهة في وقتها ، ارتفاع الصوت و انخفاضه حسب أهمية العبارة ، إنها حزمة من الأكاذيب يتقنها قادة العالم الثالث سرعان ما تكشفها الأزمات الحقيقة و تعاملها معها حتى نجد أنهم أصفار كبيرة و أصنام لا قلب لها ولا مشاعر صنعناها بأنفسنا ، انظر للخطاب الأخير لمبارك و زين العابدين تجدهم فئران مذعورة و غير واثقة من نفسها و خطابها بلا بريق  ، و يقترب من الشعبية و يفتقد الحماس و التأثير علي الشعب . صناعة الزعيم تحفظ له عرشه لفترة من الوقت و لكن ما إن ينهار عرشه حتى يلفظه التاريخ هو و من معه ، حينها يأتي آخر يسير نفس الخطي ما لم تكن هناك دولة مؤسسات تعمل بخطط مستقبلية لا حسب نزوات زعيم البلاد ، و شعب متعلم يراقب و يحلل و يقيم و يحاسب ، شباب لا يعرف التهليل كلما حك الزعيم أرنبة أنفه .

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

المعارضة الرشيدة و الدستور بقلم : محمد خطاب



انتهت مرحلتي الاستفتاء بحلوها ومرها و دفعت مصر ثمنا باهظا بدءا من نزيف الاقتصاد إلي نزيف الدماء و انقسام الشعب علي نفسه . المميز في المرحلة الأخيرة بدأ  عصر المليشيات و هو تحول خطير من المعارضة السياسية إلي المعارضة المنفلتة التي تجيش البشر و تستخدم البلطجية و تحرق المقرات الحزبية و تحاصر المؤسسات و تهاجم الجوامع وتقطع الطرق و تسقط ق الآخرين في التعبير عن الرأي و تصادر عليه . نحن أمام لوحة يرسمها أبناء عصر القهر  ومن ذاقوا الأمرين سويا و أزاحوا النظام يدا بيد . لا نريد أن ندين أحد لان الكل مدان ، الكل مخطيء و أولها المعارضة التي اعتقدت أنها قادرة علي إسقاط مرسي بانسحابها و نزع الشرعية عن الجمعية الدستورية ففاجأ الجميع حتى المقربين بإعلان دستوري به أعلي سقف من الصلاحيات ينشغل به الجميع ويربك المعارضة و تبدأ المحاولات لتخفيض الصلاحيات حينها يكون الدستور قد انتهي التصويت عليه وتم تحديد موعد الاستفتاء و يصبح الأمر بين الشارع والمعارضة لا بينه و بين المعارضة ، حينها يسقط جانب من الإعلان و يصوت الشعب و هي لعبة عبقرية ولكن الثمن كان فادحا علي كل المستويات  الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية ، وستظل مصر فترة ليست بالهينة حتى تتعافي من آثارها و يعود الوئام .
و بالعودة لتحليل رقمي للانتخابات نجد أن  مجموع الأصوات التي قالت نعم 10,655,332 ومجموع الأصوات التي قالت لا 6,029,617 يعنى المجموع الكلى لمن صوتوا للدستور 16,684,949 يعنى حوالي 16 مليون مواطن من أصل خمسين مليون لهم حق التصويت يعنى نسبة التي  وافقت على عملية الاستفتاء (مجموع نعم + لا) تساوى 33% مقابل 67% من المقاطعين ومن غير المهتمين ونسبة من قالوا "نعم" تساوى 21% من النسبة الكلية ممن لهم حق التصويت .. هذا هو واقع من قالوا نعم للدستور هم 21% فقط من الشعب و باقي الشعب ما بين "رافض للدستور" و "مقاطع للاستفتاء" و "غير مهتم" .
ليس معني هذا التقليل أو التشكيك في نتيجة الانتخابات فهي انتخابات تاريخية بكل المقاييس و مهما شابها من أخطاء فهي أفضل من انتخابات عصر مبارك التي كنا يصوت الشعب  عكس ما يريد فنجد النتيجة عكس ما نريد !
هناك أخطاء فادحة لمرسي منذ البداية أنه لم يشكل طاقم رئاسي يحوز ثقته ويستشيره ، و بدلا من ذلك اختار طاقم رئاسي ووزارة لم يعتمد عليهم في أي قرار مصيري ، و كأنه أدمن العمل السري حتى وهو رئيس !
مرسي أنجز سياسيا وفي سبيل إحكام قبضته علي السلطة أهم انجاز وهو إسقاط الحكم العسكري لمصر للأبد ، و هو الآن في طريقه لإكمال المشوار و بسهولة بعد الدستور لإكمال سيطرته علي الحكم .
أما المعارضة و هي جبهة عريضة لم تقدم شيئا لتقنع الشارع بما تفعله ، خاصة الجزء الأبرز فيها وهو جبهة الإنقاذ التي تضم إلي جانب مناضل  مثل حمدين صباحي ابرز الفلول ؛ عمرو موسي وهي  جبهة ـ للأسف ـ شاب أفعالها أخطاء مثل العنترية المبالغ فيها و إحكام الرأي و إقصاء الشعب في قراراتهم و كأنهم أوصياء عليه مما نفر الشعب و أعطوهم درسا قاسيا في التصويت علي الدستور ،  و لكن علي الجانب الآخر هناك معارضة حقيقية مثل مصر القوية و حزب مصر و غد الثورة و الكثير من المعارضين مثل العوا و أيمن نور و غيرهم ممن خففوا حدة الاحتقان قليلا .
تحتاج مصر لمعارضة رشيدة تعلي قيمة الحوار لا الشجار و تقدم حلول و بدائل لا تضع عقبات و هي معارضة موجودة بالفعل ولكن صوت جبهة الإنقاذ يطغي علي صوتهم ، وعليهم أن يسيروا قدما في الحوار البناء لصالح شعب تعب كثيرا و أنهك و يحتاج من الجميع أن يسعي لإسعاده .
أما الرئيس عليه أن يسعي للحوار بجدية أكثر ، و أن يطمئن المعارضة أنه رئيس الجميع و لم يأتي ليمثل فصيل واحد ، و عليه أن يقيل الوزارة الفاشلة و يشكل وزارة متناغمة من حزبه حتى  و إعطاءها الصلاحيات الكاملة للعمل و الخروج بالبلاد من عثرتها ، و أن يكبح جماح مناصريه و تخفيف حدة الخطاب من أنصاره تجاه المعارضة ، كما أتمني أن يبدأ قرارا بمنع تملك الأجانب في مصر و إسقاط الشراكة الأوروبية والتي تسمح بتوطين الأجانب في مصر ، و الموازنة بين الأجور و الأسعار .

السبت، 15 ديسمبر 2012

الفردوس الغائب في مصر الثورة بقلم : محمد خطاب



أنت لا تصنع ثورة كل يوم
لا قدرة لشعب علي أن يظل ثائرا أبد الدهر
 الحياة لا تستقر مع التناحر
أشعر بالميل للفلسفة قليلا لأفهم واقع مأسوي ؛ واقعنا المصري . تأتي المأساة من جدلية الواقع السياسي و انهيار عقد اجتماعي ظل مكتوبا بين أبناء الشعب منذ نشأت الحياة علي شريط النيل وتوحدت مصر علي يد مينا ، عقد اجتماعي مبني علي مودة وحب وترابط بين الأسرة المصرية مرورا بالشارع والحي والقرية والمدينة إلي المحافظة ونهاية بالدولة الأم ، مزقت السياسة وقرار خاطئ رابط المودة ، و أذاب الاستقطاب الأيدلوجي أواصر القربى ، وتناحر أبناء البلد الواحد وسط حالة من الإقصاء  السمج بين معسكرين معسكر المعارضة بقماشته العريضة التي تضم ليبرالي و علماني و وصفي و إسلامي و قضاة و صحفيين و الفنانين و الكثير من المثقفين . المعسكر الآخر يضم التيار الإسلام السياسي  ؛ سلفي و إخوان يساندهم مشايخ لهم حضور قوي في الشارع و جماهيرية عريضة يستطيعون التأثير و الاستقطاب بشكل كبير ، والحقيقة أن كثير من الدعة خسرناهم كدعاة و لم نربحهم كساسة .
و اعتمدت إستراتيجية المعارضة علي التخويف من المشروع الاخواني و السيطرة علي الدولة لصالح المرشد ، بجانب التركيز علي الرعب من سيطرة التيار السلفي و الذي شوهه أفعال أبو إسماعيل و دعاة منفرين .
أما إستراتيجية الموالاة فقد اعتمدت علي تخويف الناس علي الإسلام وإظهار المعارضين علي أنهم أعداء للمشروع الإسلامي و العمالة للخارج ،  بجانب الممارسات الأخلاقية مثل شرب الخمور و أكل الجينة النستو !
و عامل الاستقرار والتركيز عليه بشكل متكرر .
النتيجة أن مصر خاسرة و لن تقوم لها قائمة ما استمر التناحر والصناديق ليست حلا بل قد تعمق المشكلة حال استقوي بها احد الفصيلين واعتقد أنها صكا علي بياض ليوجه الدولة حيثما يريد .
لقد تمادي كلا المعسكرين في تشويه الآخر و توريط الشارع في الملاسنة و معارك لا طائل من ورائها .
برز في الأزمة شيئا مهما هو افتقاد مصر للفكر السياسي الايجابي  الذي يخطو بالأمة من كبوتها ، و القدرة علي إدارة الأزمات و التعامل مع الآخر وقبوله ، وافتقاد الثقة بين كل الأطراف .
وقعت الدولة في السيناريو اللبناني و هو سيناريو كارثي لأنه يستخدم الشعب البسيط وقودا لمراهقة الساسة و أطماعهم وصراعهم علي السلطة .
في الوقت الذي لا نشعر بوجود الرئيس و لا مستشاريه و لا نوابه ، بل من يملأ الساحة صراخا و عويلا و تصريحا هم أنصار الرئيس سواء سلفي أو إخواني ، فلا نجد دورا لمجلس الوزراء و لا أي جهة سيادية في الحل و كأن الدولة رئيس و أنصاره في مقابل معارضة وأنصارها !!
ولا ول مرة في مصر تحاصر الجوامع وتحرق المقرات الحزبية و يسقط مواطن مصر علي يد أخيه دون أن يدري لماذا ؟ و لأول مرة رئيس لا يري الحق سوي في جانب و لا يلوم سوي من عارضوه و لا يهتم بمليشيا أبو إسماعيل و عربدتها في الشارع و كأنه عصا الرئيس لتأديب المعارضين .
الدولة تنهار وحلم العدالة الاجتماعية لا وجود له في ذهن الرئيس و أنصاره و تبني سياسة الحزب الوطني في الكوبونات كحل ورفع أسعار الخدمات والضرائب لا ينبي عن دولة رفاهية ، بل ستسمر معاناة الفقراء و سيظهر أثرياء جدد من أنصار السلطة الجديدة .
لا يمكن لبلد تنهار اقتصاديا أن تستمر في تناحرها للأبد و لا لفصيل واحد أن يضع تصوراته وسيناريو الخروج للازمة ، وعلي الجميع أن يجلس للحل و تغليب مصلحة الدولة ومراعاة ضميرهم في التعامل مع شعب بسيط كل ذنبه أنه أزاح نظام متوحش ونسي أن يزيح كل المنتفعين و المتسلقين .
 قليلا من التأمل كثيرا من التدبر و العمل