هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الاثنين، 13 أغسطس 2012

الانقلاب الناعم علي العسكر بقلم : محمد خطاب



يخطئ من يظن أن الرئيس مرسي هو صاحب المبادرة في الانقلاب علي المجلس العسكري ، الحقيقة الأمر مختلف كلية من وجهة نظري ، الأمر فرض علي مرسي فرضا بعض الأحداث مثل :
*  عدم قدرة الرئيس علي الوفاء بالتزاماته حتى الآن بتوفير احتياجات المواطنين العاجلة مثل الأمن و الغز والكهرباء و رغيف الخبز و البنزين و هي أمور حيوية جدا تمس حياة المواطنين و الأهم من ذلك الأمن المترهل رغم تغيير القيادات الأمنية وكأن المؤسسة الأمنية تصر علي عدم مواجهة الاحتياجات الأمنية في بعض الأماكن بحزم .
*  أزمة سيناء وهي أزمة مركبة و يمكن تسميتها أزمة مرسي و تتلخص في الآتي :
-   تقاعس أمني ومخابراتي عن مواجهة خطر محتمل أعلنته إسرائيل و أطلقت جرس إنذار ضخم أزعج الموتى في قبورهم ولم يهتم له قادة الأجهزة الأمنية مم اعرض أبناء المؤسسة العسكرية للموت و أصاب الأمن المصري في مقتل .
-  ما بدا و كأنه تلاعب من الأجهزة الأمنية بالرئيس مرسي و ظهور السيد الرئيس  بشكل مخزي في بداية الأزمة حين وصل سيناء و بالخصوص مدينة العريش ولم يجلس بها سوي نصف ساعة وعاد للقاهرة دون الوصول لمكان الحادث مما جعل الشعب يراه بظهر الجبان واكتملت الصورة حين لم يؤمن موكبه في مسجد رشدان و لم يستطع أن يصل لمكان الجنازة المهيب الذي حضره الكل و غاب الرئيس !!
- بدأ الأمر وكأنه بداية انقلاب عسكري ضد مرسي وخاصة بعد الدعوات ليوم 24/8 القادم للخروج ضد الإخوان .
- كان علي الرئيس أن يخرج بموقف مشرف و يجهض  السيناريو القادم ضده و يأخذ خطوات استباقية بدأت بإزالة الورم العميق بإقالة بدين ورئيس المخابرات و الذهاب إلي سيناء في موقع الحدث وإصراره انه يقود العمليات بنفسه وهو أمر ذو دلالة يعلن به رسميا انه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة و انتهاء عصر طنطاوي و عنان وبداية مرحلة الرئيس مرسي القادر علي الوفاء بعهوده . اذن كان الأمر يسيرا ومتوقعا و من الصعب أن يقف أمام الشرعية الجيش الذي حافظ عليه خاصة أن تاريخ الجيش المصري هو تاريخ مشرف لا يعرف الانقلابات وينحاز للشرعية دائما . و سهل من الأمر انصياع عنان والمشير خاصة أن السن لا تسمح بنزاعات و صراع علي السلطة .
استرد مرسي عرشه المفقود و بدأت مرحلة جديدة مشرقة له في قيادة البلاد و عليه أن يظهر انه قادر علي تحقيق مشروع المائة يوم و الأهم إظهار انه رئيس مصر لا رئيس جماعة أو ممثل لتيار بعينه و كل ما نتمناه التوفيق لصالح مصر . أيضا نتمني أن تختفي ظاهرة عسكرة المناصب في مصر من محافظين و محليات و شركات ... الخ و إعطاء الفرصة لأهل العلم و الفكر للعمل الجاد لخدمة ورفعة البلاد .

الخميس، 2 أغسطس 2012

الرئيس مرسي و الرئيس مرسي بقلم : محمد خطاب





طبيعي أن تكون ولاية الرئيس محمد مرسي الأولي بها الكثير من المشاكل ، خاصة بعد تحوله من رجل مطارد يعمل في تنظيم سري إلي رجل دولة بل الرجل الأول في الدولة و الحاكم بأمره .
و يكفي أن نقول أنه من ايجابيات التجربة الانتخابية الأولي: أنه أول رئيس مصري مدني يأتي نتيجة انتخابات نزيهة ، ولكن ما يجب المداومة علي ذكره انه رئيس علي شعب منقسم علي نفسه وانه فاز بهامش أكثر 1% ، وهو ما يعد دليلا انه لم يلق قبولا شعبيا كبيرا ، و انه رئيس شعب منقسم علي نفسه ، شعب له مخاوف مشروعة من سيطرة تنظيم الإخوان علي مفاصل الدولة بما يسمي ( أخونة الدولة ) .
المخاوف الأكبر من وعود السيد مرسي لمناصريه – من خارج الإخوان - في الجولة الثانية ، خاصة حين نري تحالف مع أنصار الدولة الإسلامية وتحالف مع التيارات الدينية المتشددة و من المؤكد أن الوعود في الجانبين مختلفة كل الاختلاف ، من وعد بدولة مدنية لا دينية ولا عسكرية .. وعد آخر بدولة إسلامية من وجهة نظر الإسلاميين ؛ تطبق أحكام الشريعة الإسلامية .
أي الوعدين سيلتزم مرسي ؟ و كيف و تنفيذه لوعد لطرف يعني تخليه عن أنصاره وخيانة العهد مع الطرف الأخر ؟
و لا ننسي أيضا  وعده للأقباط بنائب رئيس قبطي و إعطاءهم كافة حقوقهم التي طالما طالبوا بها وأهمها قانون موحد لدور العبادة .
علي الرئيس أولا اختيار فريق رئاسي لا ينتمي لأي فريق وله قبول شعبي  تكون مهمته إعادة رأب الصدع وإصلاح ما أفسدته الانتخابات من انشقاقات داخل البيت المصري وهو ما يستلزم تجرع الدواء المر و تبني سياسة إعادة إنتاج خطاب يليق  بالشعب المصري  الثائر .. وتوضيح موقفه بوضوح من ثورة 23 يوليو ومن الحضارة الفرعونية .

بعض الخطوات التي يجب أن يخطوها مرسي الرئيس :
الخطوة الأولي  في البناء تأتي من التفاف الشعب حول الرئيس مرسي و هو أمر لن يتم بدون مصالحة والتوقف عن الهجوم الالكتروني علي كل من يقترب من اسم الرئيس مرسي وكأنه عيب في الذات الإلهية . و أن يدرك أنصار التيار الإسلامي الذي يتزعمه مرسي الإخوان أن الاختلاف مع الرئيس ومعهم طبيعي وليس فيه أي عداء للدين و أن الوطن متسع لجميع أبناءه .

الخطوة الثانية : تبني خطاب عاقل تجاه نصف الأصوات الانتخابية المعارضة و التعامل معها بجدية و محاولة استمالتها لان من الصعب أن تتخلص من أكثر من 12 مليون صوت معارض  و إلغاء كلمات مثل : التخوين والدسائس و الدولة العميقة والفلول و أنصار النظام البائد .. فهي  كلمات تصلح وأنت في المعارضة أما الرئيس فهو رئيس للكل المؤيد والمعارض .
الخطوة الثالثة : أن يقوم حزب الرئيس وهو عضو فيه ما زال .. بتقريب وجهات النظر بينه وبين الأحزاب و خاصة الليبرالية و العلمانية وتوضيح موقفه منها كأحزاب مصرية .. و اخذ رأيها ورؤيتها لمستقبل مصر بجدية و التعاون البناء من اجل رفعة الوطن و قطع الطريق علي المتعصبين من الجانبين ممن يرفعون راية التكفير في وجه بعض الأحزاب .
أخيرا : نريد مستشار لرئيس الدولة للعدالة الاجتماعية لا الانتقالية لان المجتمع يحتاج للأخذ بجدية ؛ عدالة المرتبات و إعادة توزيع الدخل وتوفير المأوي و الملبس و العيش والغاز و العمل بكرامة . كما نريد مستشارا للرئيس لعلاج كل من يعمل مع الرئيس من  توابع الحقبة المباركية المتمثلة في أسلوب اختيار  الوزراء و المحافظين  و المستشارين المبني علي الولاء لا الكفاءة .