هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الأحد، 31 مارس 2013

الموظف الحكومي من الخنوع للثورة بقلم : محمد خطاب





الموظف الحكومي في مصر شخصية نمطية و هو  كائن هلامي  ، لا إرادة له و لا قدرة علي التفكير بل هو متلق للأوامر ، مسلوب الإرادة في مواجهة قياداته ، وهو نمط تم تعميمه علي الشخصية المصرية و كأنه مقرر مدرسي يسير الكل عليه خشية فقدان الوظيفة وهو هم أول ، و الإقصاء هم ثان  ، لذلك نادرا ما تجد ثورة قام بها موظف لأنه خروج علي قواعد اللعبة التي لا تتيح لك سوي رفع اليد بالدعاء علي من ظلمك سرا ، تخيل لو قال رئيسك في العمل اقتراح خاطئ  و اعترضت عليه أو اقترحت رأي أفضل ستجد عشرات العيون المصوبة نحوك وكأنك ارتكبت إثم ، لان قواعد اللعبة تمنع التجاوز في حق رئيسك و التي تقتضي :
* عدم التفكير إلا في كيفية تنفيذ أوامر مرؤوسيك
*  محاولة إرضاء رئيسك دائما بالطاعة العمياء و التبجيل المخلص
* ستر عيوب مديريك و التغطية علي أخطاءه
* لو أمرك بشيء يخالف ضميريك خذ مسكن و افعله و الا أخذت كارت أحمر
* لو ابتكرت شيئا انسبه لرئيسك لأنه ربيب نعمتك
* سخر كل إمكانياتك المادية و العقلية له ( ستجد موظف يمتلك سيارة سخرها لرئيسه في العمل و جعل نفسه سائقه الخاص )
* اعمل لإرضاء مديريك تنل نعيمه ، واعمل لإرضاء ضميرك تنل جحيمه
* العمل لا يصبح جيدا إلا بالطاعة العمياء
* كن مرنا و متغيرا في فكرك بحيث تجعل عقلك ملعبا فارغا تراك القيادة الجديدة و كأنك خلقت لأجله
* نعم ، حاضر ، أوامرك يا فندم ، من غيرك مش عارفين كنا عملنا إيه ، كلامك حكم .. كلها طريق  ذهبي يجعلك تخطف عقل و أذن رئيسك و حينها تصبح الرجل الأول .
القواعد الذهبية للموظف الحكومي تقتل داخله الابتكار و تخل بكرامته و من هنا كانت ثورة 25 يناير التي قام بها جيل من الشباب الثوري لم يتربي علي تلك المدرسة و رفض قواعدها المخزية .. و انقلب الشباب لقائد لجيل السمع و الطاعة وستجدهم في الطليعة و قد خرج من جيل الموظفين الحكومي جيل جديد يثور و يطالب بحقه في كل المهن من المعلم ، المهندس، الطبيب إلي العامل لم يعد يخاف أحد من الغد لأن من ذاق مر الطاعة عليه أن يهنأ بلذة الرفض لأي خطأ ، و إذا كان اليوم الموظف الثوري منبوذ من أقرانه من الخانعين فغدا ينقرض جيل المنبطحين ليخلي الطريق للرجال أصحاب الإرادة .