هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الأحد، 18 مايو 2014

مسرحية العملية ساذ21


              
يدخل سالم حاملا  براد الشاي  .  يصب الشاي وهو يبسمل . يفتح الراديو [ صوت المذيع يتحدث عن غزو  أمريكي  للعراق . يجلس مذهولا وهو يستمع إلى الخبر بإنصات .]
سالم : العراق كمان مش كفاية فلسطين . لا حول ولا قوة الله .[يغلق الراديو .  يمسك جريدة . يتصفحها . معلقا] وأدى الصهاينة دمروا جزء من مسجد صلاح الدين .. وقتلوا كثير من الفلسطينيين لا رحمة ولا دين .. والعرب نايمين [يتصفح باهتمام ] مفيش أمل الأسعار تنزل شوية .. حتى سعر الذهب في العالي .. [يطوى  الجريدة . يتجه ناحية المرآة ينظر جاهدا ]  الشعر الأبيض كتر في راسك يا سالم .. الظاهر  الزمن جرى بيك  و أنت مش واخذ بالك [صوت خبطات على الباب ] مين اللي جاى دلوقتى  [يفتح الباب. يدخل رجلان ]  مدحت بيه المدير العام  ( صمت)  حضرتك شرفتني  بالزيارة أخيرا .. معلش الشقة مش قد المقام .. أعملك شاي  .. أنا عندي شاي معتبر .. أروح اعمل كوبيتين (يستوقفه ) حتى عشان الضيف اللي بيشرفنا لأول مرة برضه (صمت )   هو حضرتك حصل منى حاجة ..   زعلان منى في حاجة .. حضرتك مصدق الكلام اللي بيقوله  شوقي عنى(صمت  )  أنا  عمري ما قولت أنى زعلان  لان شوقي خد ترقية ما يستحقها ش  وان ده   كان دورى انا .. بالعكس أنا مقتنع برؤية سيادتك وبعد نظرك..ورغم إن سيادتك ما بتحترمنيش قدام الموظفين .. الأصغر منى سنا.. بس أنا متأكد انك بتعمل ده عشان  الموظفين  تعرف  انك مبتتهاونش فى العمل ..   ورغم انك دايما تجازينى .. إلا أنى متأكد انها معزة مش اكتر (صمت ) طب اعمل حاجة تانى غير الشاى 
مدحت : خلصت 
سالـم : تحت أمرك   يا أفندم 
مدحت : (يشير لمحمود) هو ده يا محمود بيه..سالم  اخلص موظف عندي 
سالــم : (مندهشا)  أنا
 مدحت : بس هو كلامه  كتير 
سالم  : أبطل كلام خالص يا أفندم 
محمود : باين عليه إنسان طيب  
سالــم : طيب جدا 
مدحت : لو طلبت منك خدمة تعملها ليه .. متكسفنيش
سالم : رقبتي .. أنا نفسي أقدم أي خدمة لسعادتك من زمان 
محمود : الموضوع اللي جايين نكلمك فيه .. هيغير حياتك كلها بس لو فتحت مخك معانا 
سالم :  افتح مخي .. افتحوا أزاي 
محمود : تفتح مخك .. يعنى تفهم كلامنا كويس وتقولنا إذا كنت   مستعد     تساعدنا وللا لا
مدحت : ولو وافقت هاتاخد ترقيتك المتأخرة ..غير الحوافز ..  وفوق ده كله رضايا
سالم : رضاك  ده أعظم جايزة ممكن احصل عليها يا مدحت بيه 
مدحت :  اتفقنا .. محمود بيه بيعمل معايا مشروع
سالم :  (لمحمود) ونعم الاختيار 
محمود : يا بنى .. هيه جوازة هتحلى  بضاعة 
مدحت : المهم يا سيدي  ..وعشان نقدر نمول المشروع لازم قرض من البنك 
سالـم   :  فكرة كويسة 
محمود : و عاو زينك تبقى ضامن لينا في البنك
سالــم : (قلقا) بس القرشين اللي حاطهم في البنك .. مخليهم للجواز
محمود : يا بنى إحنا مش عاو زين  فلوسك
سالم : (جانبا) الحمد لله 
مدحت : أنت ناوى تتجوز 
سالــم : (خجلاً) ايوه 
مدحت : ولاقيت العروسة 
سالــم  : لســــه
محمود : يا سيدي  جوازك عليه أنا 
سالــم : صحيح 
مدحت : طبعا .. أنت هتبقى من رجالتنا
سالم : رجالتكم
محمود : هتمضى الضمان .. وللا عندك مانع 
مدحت : لو مش عاوز   .. نشوف حد غيرك
سالم : عاوز 
مدحت : ( يمسك الموبايل .يتصل. لسالم) افتح للضيوف  
سالم : (يفتح الباب. يدخل رجلان) شوقى 
شوقي : (لحسام) اتفضل يا أستاذ حسام
حسام : ازيك  يا مدحت بيه .. ازيك يا محمود بيه .. جاهزين   
محمود : جاهزين وللا إيه ياسالم 
سالم : أنا جاهز 
شوقي : وأنا شرحه 
حسام : علي خيرة الله (يخرج الاستمارات ) وقع يا أستاذ سالم هنا (يمضي سالم )   وأنت يا أستاذ شوقي    (يوقع شوقي) 
  شوقي :  جميل خالص .. اى  خدمات تاني يا أستاذ مدحت
مدحت : شكرا (جانبا لحسام) عمولتك  هتوصلك  لحد عندك
حسام: وأنا ها ريحك  قوى .. مبروك  يا  جماعة   (يخرج حسام) 
مدحت : (لسالم)  أنا مش هانسالك  موقفك معانا . اعتبر النهاردة  أجازة       (يخرج مدحت ومحمود وشوقي )
سالم :    النهاردة أجازة .. دي تبقى أول أجازة اخدها من أول  ما   أتعينت .. عمر فات ولا ارتحتش.. حتى الأجازات الرسمية ما باعرفش اعمل فيها إيه .. بأنام لحد جسمي ما ينمل .. طب النهاردة إجازة ها عمل فيها إيه ( خبطات على الباب ) ويا ترى ده مين .. يكونوا  لغوا الإجازة ( يفتح الباب . تدخل سيدة في العقد الرابع من عمرها جميلة)  سالم : مدام هدي
هدى : ازيك يا أستاذ سالم .. أنت مستغرب أني جايلك  في وقت زي  ده 
سالم : أنتي تشرفي في أي وقت .. هو المدير أدي لك  أجازة النهاردة 
هدى :  اتأخرت في الصحيان غبت  (صمت) أنا شوفت الأستاذ مدحت  المدير العام وضيوف معاه عندك قولت أطمن عليك  .. هو فيه حاجة   
سالم: لا أبدا الأستاذ مدحت كان عاو زني  أضمنه في قرض من البنك
هدي : وضمنته   
سالم : وأنا أقدر أقوله لا
هدى : حد يضمن مدحت بيه .. ده راجل ذمته أوسع من الكوتش 
سالم : تفتكري انه مش هيسدد 
هدى : ده منشف ريق ناس كتير  .. إيه اللي وقعك  معاه 
سالم : أنا عارف .. كل ما أشوفه أحس إني مسلوب الإرادة ..  وما أقدرش غير إني أقول حاضر  
هدي : تورط نفسك  في قرض .. عشان خايف من المدير العام
سالم : (قلقا) كمان ما أقدرش حد يقصدني في خدمة وأقول لأ
هدي : شوف أنا موظفة في التربية والتعليم من أمتي ..  ما قابلتش   حد في طيبتك  .. بس الطيبة ما تنفعش في الزمن ده  (صمت)
سالم : (غاضبا)  ما أعرفش غير اني اكون نفسي .. انا عشت عمري ما رفضتش طلب لحد حتي لو كان الطلب هيئذيني ما أقدر ش  ما أقدر ش 
هدي :  انا ملاحظة انك عايش لوحدك .. لا بتزور حد ولاحد بيزورك 
سالم : ومين هيزورني لا ليه اهل ولا اصدقاء 
هدي : و  ليه لحد دلوقتي ما اتجوزتش .. اهو تلاقي حد يسليك  يملأ عليك حياتك  (بحزن) أنا جربت الوحدة وعارفة مرارتها ..بعد ما مات جوزي وسابني وحيدة مع بنتي حسناء
سالم : (مغيرا الموضوع )واضح  انك  كنتي  بتحبيه
هدى : كان هو النور اللي باشوف بيه في ضلام الدنيا (تتنهد) مات ورأسه على صدري .. زى ما كان بيتمنى طول عمره (صمت) ارتاح من هموم الدنيا 
سالم : مات إمتي
هدي : من خمس سنين .. خمس سنين وحيدة .. لا أنيس ولا ونيس  ..خمس سنين عايشة ويا ذكرى لاتدفى ولا تريح
سالم : الوحدة وحشة فعلاً .. أكيد  بنتك مالية عليكي حياتك 
هدى : بنتي مسيرها تفارقني لجوزها ..  ما جاوبتنيش عن سؤالي بخصوص الجواز 
سالم : (حزينا) أنا كنت زي أي شاب باحلم بالعش الهادي والعروسة الأصيلة  اللي تحافظ عليه وتخلف ليه ابن يكون امتدادي 
هدي : وإيه اللي جري
سالم :  خطبت واحدة عن طريق والدتي الله يرحمها .. كانت أول تجربة عاطفية ليه .. و ذي ما يحصل لما نخطأ  الاختيار  جات قبل الجواز بأسبوع وظهرت علي حقيقتها .. 
هدي : رفضت تتمم الجواز
سالم : مش بس كده .. دي مرضيتش تتديني الشبكة ومبلغ كنت                                                             شايله معاها  للجواز    ..  رفضت ترجع أي حاجة.. وداست علي قلبي ببرود .. واتجوزت في نفس الميعاد شخص تاني  (صمت) كانت صدمة   كبيرة وخصوصا لشاب في مقتبل العمر انكفيت علي ذاتي وقررت
   تأجيل   الموضوع نهائيا
سالم : أنا نسيت أقدم لك حاجة تشربيها
هدى  :  أنت محتاج لحد يملا عليك حياتك  و مش   كل البنات ذي اللي الانسانة اللي خدعتك  .. لسه الدنيا بخير (بتوتر) طولت عليك  وأدخلت  في حياتك الخاصة ..  بس دي أول مرة ارتاح فيا لحد غريب عني وافتح له قلبي بالشكل ده                    
      ( تدخل حسناء   فتاة في مقتبل العمر . ملابسها متحررة )
حسناء : ماما  أنتي هنا وأنا باد ور عليكي
هدي  :معلش يا حبيبتي أتأخرت عليكي .. سلمي علي عمو سالم 
حسناء : هاي
سالم : هاي 
هدي : أنتي مش فاكرة عمو سالم  زميل ماما في الشغل اللي كلمتك 
          عنه
حسناء : والواحدة هتفتكر إيه وللا  إيه  بس يا ماما 
سالم : وأنتي في سنة إيه 
حسناء : في الثانوية العامة
 سالم  : ليكي  حق  تنشغلي 
حسناء : انته فاكرني مشغولة بالمذاكرة (تضحك ) 
هدي : حسناء عيب تكلمي عمو كده 
سالم : سيبيها  يا مدام هدي أنا أحب أتعرف علي أفكار الشباب ..
             أمال أنتي مشغولة  بايه 
حسناء : برقصة شاكيرا حتي  بص  (ترقص . سالم ينظر بنهم  )
هدي : (تجذبها بعنف) كفاية كده
حسناء : إيه يا ماما .. أنا عملت حاجة غلط  .. مش أنتي اللي علمتيني الرقص وقولتي  ليه  عشان  الرشاقة 
هدي : اسكتي يا بت عيب 
حسناء : ماما يا أستاذ سالم  بترقص  جنان 
سالم : صحيح يا مدام 
هدي :  (بخجل) صحيح .. بس عمري ما رقصت غير للمرحوم
حسناء : أنا بقي نفسي أرقص للناس كلها .. وأتمايل قدامهم والآهات تحرق صدورهم 
هدي : شوفت يا أستاذ سالم البنت وعما يلها  .. أنا خلاص ما عد تش مستحمله شقاوتها أكتر من كده
سالم  : مايصحش بنت جميلة زيك  ترقص قدام أغراب 
حسناء : طب ما أنا رقصت قام حضرتك  وعنيك  كانت ها تكلني
هدى : (تصفعها ) قليلة الأدب  (تخرج حسناء غاضبة )
سالم : كنت قاسية عليها 
هدى : مش شايف بتكلمك ازاي 
سالم : بنت صغيرة ومش مقدرة قيمة اللي بتعمله واللي بتقوله                                               ..تعرفي يا مدام هدي 
هدي : قولي هدي 
سالم : صعب .. ما اتعودتش ارفع الكلفة بيني وبين حد 
هدي : هو أنا أي حد 
سالم : (مغيرا الموضوع)  تعرفي  اني طول الفترة اللي اشتغلتها في التدريس ما ضربتش تلميذ
هدي : معقولة .. أكيد تلاميذك ملايكة .. يعني ما بيتشاقوش .. و مطيعين  
سالم :  المدرس المتمكن من مادته بيعرف أزاي يستولي علي عقول 
            تلاميذ يفقهوهم  سنا وتجربة وحكمة 
هدي :  رغم أني مش مدرسة بس اقدر اجزم لك  .. إن عيال اليومين   دول  مش ملايكة ولا بيحترموا السن ولا التجربة ولا الحكمة اللي كنا    بنحترمها زمان  .. دول ذي ما أنت شايف بنتي بيحترموا خبرة روبي 
وتجربة هيفاء وحكمة شاكيرا 
سالم : لأن الأهل انشغلوا عن أبناءهم بلقمة العيش ..   ودي الكارثة لأن دول الشباب اللي في أيدهم مصير الأمة وهما اللي مفروض يحافظوا عليها ويحموها من الفكر الصهيوني اللي ساد العالم وهيقضي علينا كلنا لو ما انتبهناش لخطورته وقاومناه
هدي  : ده كلام مثالي محتاج لناس مؤمنه بيه  .. محتاج لطلبة تحترم  المدرس .. بنتي بتحكي ليه كل يوم عن مواقف ومقالب  تشيب بيعملوها في المدرسين 
سالم : انا فاكر في بداية تعييني ان الطالب اللي كان بيخطأ  أو بيتعدي حدود الأدب كنت بأعنفه بشدة (بأسي) بعد المعتقل لاقيت إن صعب تحاسبي الأولاد علي ذنب مجتمع بحاله .. مجتمع منهار من الداخل .. مجتمع ما بيحترمش حق المواطن في التعبير عن ذاته   من غير ما يهينه  
  ص . مروان : يا جماعة يااللي هنا  
هدي : ده صوت الدكتور  مروان
سالم : ادخل (يدخل مروان)
مروان : ازيك يا أستاذ سالم .. ازيك يا مدام .. ما تأخذونيش  يا جماعة (لهدي) أنا روحت لك  الشقة  أكلمك بخصوص  إيجار الشهر ده  قالت ليه حسناء  انك   هنا 
هدي : جيبت الإيجار يا أستاذ مروان .. متأخر عليك شهرين 
مروان :أنا كنت جاي اعتذر لك عن أيجار الشهر ده كمان اصل الظروف 
هـدـي: (مقاطعة)  ظروف تاني .. هيه الظروف بتاعتك ما بتنتهيش
مروان : خلاص مستقبلي هيتحدد كمان يومين .. وساعتها هتاخدي فلوسك ومعاهم جواب شكر 
هدي : هات الفلوس من غير شكر   .. دي فلوس يتامي  يا دكتور مروان
مروان : كلامك صح  (لسالم) أستاذ سالم أعذرني  إذا كنت دخلت بيتك كده لا احم ولا دستور   
سالم : أنت شرفتني 
هدى : نسيت أعرفكم ببعض (لسالم)دكتور مروان دكتور بكلية هندسة ومتخصص في الكترونيات
مروان : وصاحب اختراع هيهز الدنيا   
سالم : اختراع إيه    
مروان : أتوصلت لطريقة أطور بيها  رادراتنا  بحيث تكتشف طائرات الشبح .. تقنية الطائرات دي .. وازاي ممكن نصنع زيها
 سالم : اختراعك ده لو صحيح هيفيد البلد في الظروف الصعبة اللي بنمر بيها 
مروان : ما هو ماحدش راضي يسمعني .. كلهم واقفين ضدي  
هـدي :  ليه .. ما دام دي حاجة هتفيد البلد 
سالم : ورؤسائك في القسم .. رأيهم إيه 
مروان : (حزينا)  اللي بيسخر مني و اللي بيتهمني بالجنون                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   
هدي : بعد إذنكم   (تخرج هدي)
سالم : (لمروان)   أتفضل 
مروان : أنا مش عاوز اقطع عليك خلوتك 
سالم : خلوة إيه يا راجل .. ده أنا باد ور علي حد أتكلم معاه  من زمان 
مروان : إذا كان كده معلش (صمت) أنا سمعت انك  موظف كبير في التربية والتعليم       
سالم : الكبير صغير في التربية والتعليم                                                          
مروان : مش فاهم   
  سالم :   شوف  انا قضيت عمري كله في التربية والتعليم  .. أتعب واشقي و  أشتغل بكل ضمير والنتيجة إيه  الموظف الصغير   بيتعامل  باحترام اكتر مني..  عمري ما اشتكيت من أي ظلم وقع عليه ولا أي تجاهل في الترقيات .. مبدأي  في الحياة .. كل اللي يريده  ربنا يكون .. 
مروان : المفروض صوتك يوصل لرؤسائك .. تقولهم عن الظلم اللي واقع عليك 
سالم : وأقلق راحتهم ليه 
مروان :  اسمح لي دي  تبقي 
سالم  : (مقاطعاً) سلبية 
مروان : لا مؤاخذة 
سالم : كل اللي في الشغل بيقولوا كده .. في أول تعييني بالتدريس .. كان عندي طموحات أني أغير العالم .. كنت بأدرس  مادة الدرسات بطرق مبتكرة كانت أكبر متعة عندي .. لما أتكلم عن تاريخ بلدي ومقاومتنا للاستعمار علي مر التاريخ  .. حاولت أحول حصتي لمنبر للطالب يقول فيه رأيه بصراحة في اللي بيجري في بلده .. والأحداث اللي بتجري حوا لينا
مروان : بالشكل ده العيال تحب حصة التاريخ وتعشق الجغرافيا  .. أنا فاكر  إن حصة الدراسات كانت مملة بسبب جفاف   المعلومة اللي بيديها لنا مدرس المادة .. أكيد المدرسة كافئتك علي جهودك 
سالم :   خمس سنين 
مروان : مكافئة 
سالم : اعتقال
مروان : (مندهشا) اعتقال
سالم : خمس سنين أتعلمت فيهم الأدب  مسحوا تاريخ العالم من ذاكرتي .. مفضلش غير تاريخ  الذل  والصمت المفروض علينا من آلاف السنين ..عرفت ليه بنقدس الزعماء في كتب التاريخ
مروان : ليه
سالم : لان الأفواه كانت مكممة والقلم ما كانش بيكتب الا عن عظمة الحاكم وانسانيته وانجازاته اللي ابتده منها التاريخ وانتهي عندها وصدقه المتناهي وشفافيته اللي يحسد عليها .. من يومها وأنا حاطت  جذمة في بقي وساكت بأطيع أوامر الرؤساء بكل أمانة .(ساخرا). ما هو  الرؤساء دايما علي حق 
مروان : القهر  أسوأ أمراض الدكتاتوريات .. أنت تعرف أكتر حاجة مزعلانى  إيه 
سالم :  أنهم  مش سامعينك 
مروان : إن ليه أكتر من عشر كتب في السوق عن العلم والتفكير العلمى  و إ زاي نبني قلعة علمية وصناعية نطور من  خلالها  صناعتنا وتخلينا من  الدول المتقدمة (صمت) عارف رد عليه أعداء النجاح   قالوا  إيه
سالم : أكيد رحبوا بالفكرة
مروان : قالوا إني سيبت البحث العلمي وتفرغت للفلسفة والكلام غير المجدي 
سالم : مع إنها أفكار جميلة 
مروان : ولما قدمت البحوث بتاعتي حسيت إن فيه ناس من مصلحتها البلد ما تستفدش من أبحاثي 
سالم : ده لأنك بتسحب البساط من تحت التنابلة والموظفين  المتعينين بالواسطة وهما ما يملكوش أي مواهب .. أزمة بتعاني منها البلد كلها .. أزمة بتحرم البلد من زهرة شبابها المخلصين واللي بيملكوا العلم (صمت)   و ناوي تعمل إيه  
مروان : أديني قاعد ومنتظر .. منتظر وقاعد .. تعرف أنا لو حبيت أبيع أبحاثي للدول الأجنبية ها كسب ملايين .. بس ساعتها بلدي هتتحرم ثمرة تفكير ابنائها اللي علمتهم وربيتهم .. مثلاً  من يومين ظهر ليه أتنين شكلهم من دولة أجنبية رغم إنهم بيتكلموا عربي لبلب.. عرضوا إنهم يشتروا أبحاثي بملايين الدولارات لصالح مؤسسة علمية أجنبية اسمها "ساذ 21"
سالم  : وقبلت
مروان : رفضت ومن ساعتها وهما بيطاردوني 
سالم : وهما عرفوا بالبحث منين 
مروان : من موظفين بايعين ضما يرهم لليشتري
سالم : فيه سؤال محيرنى  
مروان : اسأل 
سالم : رغم الدرجة العلمية الى إنت حاصل عليها وكتبك المنشورة في السوق .. إلا إنك 
مروان : (مقاطعا) مش قادر أدفع الإيجار 
سالم : معذرة 
مروان : أنت معذور الناس ما بتشوفش في الأستاذ الجامعي غير مظهره  و وضعه المميز .. ما يعرفوش إن الباحث بيصرف اللي كل اللي يملكه علي البحث العلمي .. عندك أنا مثلاً بعت حتة الأرض اللي أملكها في البلد .. حتى عفش شقتي  بعته عشان أقدر أواصل أبحاثي (صمت ) مجنون مش كده 
سالم : بالعكس أنت العاقل الوحيد في عالم مجنون
مروان :  أسيبك  أنا .. ورايا شغل كتير لازم أخلصه 
سالم : أنا عندي اقتراح 
مروان : اقتراح ايه
سالم : بأقول لو توافق تيجي تسكن معايا . . يبقى ليا عظيم الشرف .. واهو نوفر أجرة شقة
مروان : مش عاوز أتقل عليك .. أنت راجل بتحب الهدوء وأنا حياتي متلخبطة .. كتاب هنا ومرجع هناك .. ونظام صارم في الأكل والشرب 
 (مترددا)  لا لا خليني ذي ما أنا
سالم : وجودك معايا يسعدني .. أنا عايش وحدي ومحتاج لونس 
مروان : بس 
سالم : لابس ولا حاجة ..أنت تروح تجيب حاجتك وتيجى .. أنا هاستناك 
مروان :خلاص ما دمت  عاوز كده (يخرج مروان  . تدخل هدي وخلفها رجلان )
هدي : أتفضلوا .. الأستاذ سالم اهو 
يوسف : أهلا أستاذ سالم  .. أنا يوسف (يشير لداود)  وده اخويا داود
سالم : اهلا بيك (لهدي) خير 
داود : خير ما تقلقش كده .. إحنا عاو زين نأجر شقة 
(ينظر سالم لهدي . تشير بعلامة الرفض)
سالم :بس إحنا ما عندناش مكان فاضي
يوسف : إحنا عاوزين الشقة تلات تيام بس (يحاول سالم الكلام يقاطعه يوسف)    وأي مبلغ تطلبه تحت أمرك
سالم : طب عدي علينا كمان يومين .. نكون فكرنا 
هدي : باين عليكم خواجات 
يوسف : إحنا مصريين عشنا عمرنا كله في أمريكا بنشتغل في مؤسسة علمية هناك ..   وجايين يومين سياحة .. محبناش ننزلهم في اوتيل
داود : فضلنا نقضيهم في مكان شعبي جميل زي الحي بتاعكم
هـدي  : (تأخذ سالم جانبا ) ايه رأيك الناس دي شكلها مش مريحني 
سالم : و لا أنا  .. هما قالوا لك حاجة 
هدي : أصلهم سألوني عن الدكتور مروان في الأول
سالم : (مندهشا ) مروان
هدي : شكلهم مش مريحني
سالم : وإذا كانوا عاشوا عمرهم بره .. ايه اللي فكرهم  بالبلد دلوقتي  ويعرفوا مروان منين
 هدي : لا وعاوزين يسكنوا هنا بالذات 
سالم : أنا بديت اقلق يكونوا هما اللي بيطاردوا مروان  
يوسف : (لداود) أنت متأكد إن هو المكان اللي ساكن فيه الهدف
داود : إلا متأكد  .. دي معلومات متخصصة بتقوم بيها شركة ساذ 21من سنتين 
يوسف : البحث اللي بيقوم بيه الدكتور مروان لو ما وقعش في ايدينا هاتخده شركات تانية 
داود : وساعتها بيتنا هيتخرب
يوسف : هما مالهم بيتوشوشو  في ايه
داود : ما رديتوش علينا 
سالم : (ليوسف) هو فيه مكان  كان ساكن فيه الدكتور  مروان 
يوسف : (باهتمام بالغ ) كان ساكن .. وراح فين 
سالم : المكان 
داود : المكان ما يهمناش اللي يهمنا هو الدكتور مروان
هدي : (لسالم) أنت قولت ليه اسم الدكتور مروان
سالم : ما أعرفش (لداود) أنت عارف إن اللي بيسيب السكن الخاص وخصوصا اللي في غموض الدكتور مروان  ما  بيسيبش خط سيره .. إنما انتوا  عاو زينوا في إيه  
يوسف : فين الأوضة  اللي كان ساكن فيها 
(سالم وهدي ينظران إلي بعضهم باستغراب )
يوسف : انتوا نسيتوا المكان  (تدخل حسناء)
هدي : (منفعلة)  روحي يابت من هنا دلوقتي 
داود : وده معقول .. أمال مين اللي هيدلنا علي شقة الدكتور مروان
حسناء : مش الدكتور مروان هينقل مع الأستاذ سالم 
هدي : كان ده كان .. هو خلاص مشي من هنا 
حسناء : أزاي ده أنا لسه شايفاه بيجهز عزاله .. ده حتي قالي 
داود : قالك إيه 
حسناء : قالي أنتي جميلة 
هدي : يا بنتي اسكتي الله يهديكي 
حسناء : هو أنا قولت حاجة غلط 
سالم : لا أبدا .. روحي أنتي دلوقتي 
يوسف : وده معقولة الأمورة هتفضل معانا لحد ما نقابل الدكتور 
         مروان 
حسناء : متشكرة 
سالم : انتوا عاو زين إيه من الدكتور مروان
يوسف :  أنت بتتكلم بالنيابة عنه


حسناء : هو فيه إيه .. مش فاهمة حاجة 
يوسف : (يخرج سلاح يصوبه ناحية حسناء ) هتتكلموا وألا نموت  الأمورة دي (حسناء يغمي عليها )
سالم : انتوا مين .. مش ممكن تكونوا مصريين 
داود : باين عليك ذكي      (يدخل مروان  حاملاً  شنطة) 
سالم : اهرب يا مروان (مروان يخرج مسرعا وخلفه يوسف وداود )
هدي : هو إيه اللي بيحصل
سالم : ما أعرفش  بس الأيام الجاية هتبقي صعبة علينا كلنا 
  
                               ستار

        
       









المشهد الثاني
 المنظر :  حجرة تضم ثلاث مكاتب أمام كل مكتب كرسيين.. يجلس تامر وسعيد
تامر : عرفت يا سعيد الأستاذ سالم عمل إيه
سعيد : عمل إيه قول يا أبو الأخبار 
تامر  : بتتريق عليه طب مش قايل 
سعيد : قول .. قول و النبي
تامر : لا مش ها قول .. أتحايل عليه شوية 
سعيد : لو قلت الخبر اللي عندك .. ها قولك الأخبار اللي  عندي
تامر  : أخبار إيه .. قول 
سعيد : ها قولك بس تقولي 
تامر : قول و بلاش رخامة
سعيد :  سالم 
تامر : اشمعني
سعيد : عرفت بخبرتي سبب حزنه وتعاسته طول الفترة اللي فاتت
تامر : هو كان تعيس الفترة اللي فاتت .. صحيح ده كان قرب يكلم نفسه .. إيه السبب
سعيد : أصله ضامن المدير العام في قرض من البنك 
تامر : وطبعا المدير العام يأكل مال النبي .. طالع واكل نازل واكل 
سعيد : الراجل يا ولداه رجله حفيت بين مكتب المدير ومكتبنا   عشان يقبض المرتب المتأخر له تلات .. شهور من غير فايدة .. المدير العام نازل يمطوح فيه.. ها كنت جاى تقول إيه
تامر : كنت جاى أقولك  إن (صمت)
سعيد : ما تقول خرست ليه
تامر : شوقي هو كمان ضامن البيه المدير 
سعيد : شوقي  أبو الفذلكة يقع في المطب ده 
تامر : هو حد يقدر يقول للبيه المدير لا  
سعيد : حقه يا ابني .. ده كان وداه وراء الشمس .. ربنا يحفظنا من شروره (يدخل سالم مهموما )
تامر :  إيه يا أستاذ سالم لسه يرضه
سالم : (مفزوعا) لسه إيه  .. هو أنت تعرف حاجة
 تامر : هو فيه حد ما يعر فش .. المديرية كلها عارفة  
سعيد : هو فيه حاجة بتستخبي اليومين دول .. ده أحنا في عصر الاتصالات والإنترنت
سالم : هيه وصلت للإنترنت 
تامر : سعيد قصده إن الموضوع بتاعك  كل المديرية عارفاه .. من أول الضمان لدوختك وأنت بتلف وراء المدير العام مدحت بيه عشان يديك  مرتبك اللي مستولي عليه لصالح البنك
سالم : اعمل إيه .. قالي اضمني ضمته . . امضي مضيت .. اعمل إيه تانى .. مرتبي حاجز عليه ليه تلات شهور وكل ما أروح له  .. يراضيني بقرشين ميكفونيش غداء يومين ما بالك بباقي الشهر .
تامر : ( بنظرة ذات مغزى لسعيد)  ده غير معاملته الوحشة  ليك  (يضع سالم يديه علي رأسه)
سعيد : ده بيعاملك  كأنه مداينك  مش أنت اللي مداينه .. إيه الزمن الوحش ده .. خلاص ماعدش   فيه لارحمة ولا وفاء الله يكون في عونك يا أخي
سالم : (مقاطعا ) بس .. كفاية
سعيد : أحنا كنا بنواسيك  
تامـر : يلا يا تامر نروح نفطر ونشيش عل القهوة  بمرتبنا (لسالم) عن إذنك (يخرج سعيد و تامر )
سالم : أنا اللي جيبت ده كله لنفسي .. حتة مطب ..مطب. ده بير غويط وقعت فيه ومش عارف أطلع أزاي منه ... ده راجل مقتدر وانا مش قده .. أنا راجل عشت عمري كله جنب الحيط لا  (يدخل هدي و  راضي) 
راضي : مالك يا سالم .. هو برضه لسه ما قبضكش مرتبك
سالم : (يبتسم بمرارة)مرتب.. أنا خلاص فقدت الأمل أنى أقبض شلن واحد من مرتبي
راضي : كلمته أكتر من مرة وأنا بأقبضه مرتب الشهر والحوافز اللي نازلة ترخ عليه ذي المطرة بمناسبة وبغير مناسبة  
سالم : وقالك إيه 
راضي : يقو للي حاضر بابتسامة صفراء .. اسمح ليه يا سالم  أقولك إن دي غلطتك مش غلطته 
 سالم : غلطتي إني حبيت اخدمه 
راضي : حد يضمن حد النهاردة.. وخصوصا إذا كان ذي مدحت بيه 
سالم : والحل
راضي : ربنا عنده كتير   (تدخل هدي ) 
راضي : اسيبكم عشان الحق اقبض باقي الموظفين .. بعد اذنكم (يخرج راضي) 
هدي : لسه ما فيش اخبار عن مروان 
سالم : مفيش أي اخبار  .. بس كويس اننا اخفيا الاوراق المهمة 
هدي : أنا خايفة يعملوا فينا حاجة  
سالم : لو كانوا ناويين يعملوا  ..  كانوا عملوا في التلات شهور اللي   عدت  
هدي : لو يأسوا هيعملوا .. أنت مش شايف كل مرة ييجوا يسألوا يبقوا زي المجانين  .. ويفضلوا يقلبوا الشقة ويفتشوا كل حته فيها  
هدي : نفسي اعرف هما بيدوروا علي إيه بالظبط 
سالم : ممكن تكون حاجة  (يدخل مروان . يبدوا عليه الإرهاق )
مروان :سالم ..هدي 
سالم : مروان  أنت بخير  
مروان : الحمد لله 
سالم : اقعد ارتاح  .( صمت ). وكنت فين الفترة دي كلها 
مروان : اهو من مكان لمكان  .. استخبي هنا شوية وهنا شوية 
هدي : مين الناس دول .. وعاوزين منك إيه 
مروان :  مجرمين بيطاردوني وعاوزين يسرقوا ابحاثي 
سالم :  بلغت البوليس 
مروان : محدش اهتم ببلاغي .. وسخروا مني .. قالوا ليه فاكر نفسك احمد زويل 
هدي : ده عيبنا مفيش حد بياخد الأمور علي محمل الجد (صمت) مين الناس دول 
سالم : دول اللي قتلوا مشرفة عالم الذرة وعلماء كتير من خيرة ابناء البلد . . وهيفضلوا يقتلوا لحد ما البلد تصحي وتفوق وتبدأ تعرف قيمة ثروتها البشرية وتعرف تستثمرها  
هدي : يا مصيبتي .. ما دام الموضوع وصل للقتل يبقي حياة بنتي في خطر 
مروان : ما تخافيش الناس دي عاوزاني أنا .. مش أي  حد تاني 
هدي : ما تزعلش مني  يا دكتور مروان .. بس أحنا طول عمرنا عايشين في حالنا .. لا عمرنا أذينا حد  ولا حد  فكر في آذانا
 مروان : وانا عمري ما اذيت حد .. كل ذنبي اخلاصي لبلدي 
سالم : دكتور مروان واجهة مشرفة لينا ويستحق اننا نساعده 
هدي : واحنا في ايدنا إيه
مروان :  أنا خفت وأخدت أبحاثي كلها من الشقة و أخفيتها عند زميل مخلص زيكم  .. محدش ضامن عمره .. خد يا سالم
سالم : (يسلمه سي دي ) إيه ده 
مروان : دي نسخة من أبحاثي  علي السي دي ده .. إخفيها 
سالم : بس أنا 
مروان : أنت الوحيد اللي ممكن  أثق فيه و أأتمنه  علي أبحاثي
سالم : وأنت ناوي تعمل إيه دول مش هيسكتوا  إلا  لو خدوا منك                 
            البحث أو 
مروان : يصفوني .. عشان كده أنا قررت أختفي اليومين دول لحد ما                 
جهة رسمية تتبني البحث بتاعي 
هدي : صوت المدير العام .. استئذنكم لحسن ده راجل شراني 
(تخرج هدي . يدخل مدحت و محمود وشوقي )
مدحت : (لسالم . بغضب ) إيه الكلام اللي بتقوله عني يا أستاذ 
محمود : بقول نسمعه بدل ما نظلمه 
مدحت : هيقول إيه بس يا محمود بيه .. هو عاد فيها كلام ما خلاص   
 ا لإنسان اللي كان مصدر ثقة داير يقول في المديرية كلها أني نصبت عليه وخليته يضمني في البنك.. لا و واكل عليه مرتبه ..  إيه يعني تلات شهور ما اديتهمش ليك .. ظروف وهتعدي .. وبعدين آدي شوقي عنده نفس ظروفك ما اشتكاش ليه
شوقي : ايوه نفس الظروف .. ولا عمري اشتكيت 
سالـم : بس أنا مش لاقي آكل ومحتاج للمرتب .. وشوقي مدير مكتبك  وبيشتغل معاك  في مشاريعك لكن أنا
محمود : بسيطة نشغلك معانا بس اصبر شوية 
سالم : اللي تشوفه حضرتك   .. بس اقبض  أي مبلغ أتقوت منه (ينظر لمروان)
مروان :  أنا دكتور مروان صديق الأستاذ سالم 
شوقي :     (لمدحت ) حضرتك كنت منبه ان مفيش حد من الموظفين 
            يستقبل ضيوف اثناء ساعات العمل
سالم : الدكتور مروان كان عاوزني في موضوع وماشي 
مدحت : بره الشغل مش هنا .. أنت عارف القراراللي اصدرته بخصوص                        الزيارات  .. ولأنك   قدوة لزملائك .. مخصوم من مرتبك تلات تيام
سالم : بس أنا 
مدحت : عارف إن مرتبك محجوز في البنك ادفع من الحوافز وأنا ابقي أحاسبك علي المبلغ الإجمالي .. مبسوط  عن إذنكم (يخرجوا)
مروان : مش عارف أقولك إيه  
سالم : ده مش ذنبك أنت .. أنا اللي استاهل كل اللي يجري ليه 
   بس لكل شيء نهاية 
مروان : هتعمل إيه
سالم :  ما أعرفش .. بس أكيد الوضع ده مش هيستمر الحق أنت اختفى عن عيونهم ..  قبل ما يوصلوا ليك  
مروان : أنا متشكر علي وقفتك  معايا 
(يخرج . يحاول سالم إخفاء السي دي . يدخل تامر  يتابع سالم وهويخفي السي دي)
سالم : يا سلام دلوقتي بس  الواحد ارتاح .. محدش يقدر يعرف مكانه
تامر : أنا 
سالم : (مرتبكا ) أنت  ..  أنت إيه                                           
تامر : أنا أول واحد  عرف معدنك الأصيل  و الله ودايما باشكر فيك  وأقول انك  عون للمزنوقين والمفلسين زيي
سالم : عاوز إيه يا أستاذ تامر   
تامر : قرشين كده تفك زنقة أخوك
سالم : منين ما أنت عارف الظروف
تامر : بقي كده 
سالم : لو حد سأل عليه .. أنا رايح لحد الأستاذ راضي وراجع 
         ( يخرج سالم)
تامر : بقي مش عاوز تسلفني .. عامل فقير (يدخل سعيد)طب 
         هاعمل فيك مغرز هيطلع من عينك
سعيد :   حصلك إيه يا تامر  بتكلم نفسك 
تامر : تعالي دور معايا بسرعة 
سعيد : أدور فين وعلي إيه 
تامر  : نويت أعمل في صاحبك مغرز 
سعيد :سالم  وناوي تعمل إيه 
(تامر  يبحث في مكتب سالم . يخرج سي دي  )
تامر  :  شايف يا سعيد اللي أنا شايفه 
سعيد :  إيه ده 
تامر: سي دي 
سعيد : وايه يعني
 تامر : تفتكر .. راجل مش متجوز  بيعمل إيه  بحاجة زي دي 
سعيد : فهمتك .. بس لالا .. سالم مش بتاع حجات زى  دي 
تامر : بسيطة أحنا ناخد السي دي ده ونخبيه .. وبالمرة نتفرج عليه
سعيد : طب ولو دور عليه
تامر : وهو شافنا واحنا بناخده .. وبعدين هنشوفه بسرعة و نرجعه ولا من شاف ولا من دري .. يلا ميعاد الانصراف قرب
سالم : وبعدين إيه الحل   .  . لحسن يكونوا مراقبينه .. أخ السي دي 
(يبحث عنه ) الله راح فين .. لحقوا وصلوا له  .. يا نهار أسود كده حياتي في خطر وبعدين إيه العمل .. أهرب أروح فين ده أنا ما ليش حد في الدنيا خالص  .. (يدخل يوسف وداود )  انتوا مين .. وعاو زين إيه 
يوسف : مالك يا أستاذ سالم   .. أنت مش عارفنا وللا عاوز تنكر معرفتنا 
سالم : وايه الفرق .. ما دام النتيجة واحدة وهي أني بتمني إن دي تكون آخر مرة أشوفكم فيها  
داود : (يقترب من سالم ) فين صاحبك 
سالم : صاحبي مين 
يوسف : (مصوبا السلاح نحو سالم)   أنت هتستعبط 
سالم : ما أعرفش  .. انتوا عاو زين منه إيه 
يوسف : هو مكانه فين .. قول 
سالم : ما اعر فش 
داود : أحنا شوفناه وهو خارج من المديرية 
سالم : ولما انتوا شوفتوه .. ما ممسكتهوش ليه 
داود : ما لحقناهوش .. كان عارف اننا بنتابعه  زاغ مننا (يدخل تامر وسعيد) 
سعيد  : فينك  يا سالم .. أوعي تكون زعلت (ينظر إلي يوسف وداود)  ما خدتش بالي ان معاك ضيوف 
يوسف : أحنا مش ضيوف أحنا أصدقاء سالم من زمان .. مش كده يا سالم 
سالم : كده (يلاحظ وجود الديسك في يده . يشير له بالإنصراف )
سعيد  : مالك  بتشاور بإيدك ليه .. عاوزنا نمشي (ينظر داود له نظرة وعيد فيتراجع) مش تعرفنا بضيوفك 
سالم : روح دلوقتي يا سعيد 
سعيد : خلاص ما تزعلش نفسك 
تامر : أحنا  غلطانين اللي جايبين لك  اللي وقع منك 
     (ينظر يوسف باهتمام ناحية السي دي يصوب سلاحه نحو سعيد    )
داود : وريني كده اللي في ايدك 
 سالم :  لا يا سعيد 
داود : يبقي هو ده اللي بندور عليه .. (لسعيد ) هات السي دي باقولك 
سعيد : مش فاهم إيه الحكاية 
سالم : إهرب يا سعيد ..  (يهرب سعيد)
داود : وراه يا يوسف   ( يخرج يوسف)
تامر : أنا ما ليش دعوة(داود يخرج سكينا) الحق يا سالم
               (داود يطعن سالم ويهرب)    
تامر : الحقوني  ..  سالم إتقتل  
 سالم : ما تخافش أنا بخير الحق سعيد
                (يخرج تامر. يدخل مدحت وشوقي وباقي الموظفين  )
مدحت : إيه الدوشة دي .. أنت تاني يا سالم  
شوقي : ده معور نفسه 
راضـي  :  يا جماعة هاتوا الإسعاف .. الراجل بينزف
سالم : أنا مش مهم .. الجرح بسيط  ..أنا خايف علي سعيد للمجرمين      يعملوا فيه حاجة 
راضي : إتسند عليه  .. أوصلك للمسعف (يخرج راضي وسالم )
شوقي : وبعدين يا مدحت بيه .. لو راح سالم المستشفي هيبقي فيها سين وجيم ومين دخلهم وفين بيناتهم    
مدحت : ومين قال إن الموضوع هيوصل للمستشفي .. روح للمسعف 
              وفهمه الموضوع
شوقي : هوا يا أفندم ( يخرج  شوقي )
 مدحت : وبعدين  سالم ده مشكلة .. طول ما هو هنا ما بيجيش من وراه غير المشاكل .. خايف ليلفت لينا  الأنظار  .. هاوديه مدير مدرسة في أي قرية  (تدخل هدي )
مدحت : إيه الأخبار 
هدي : الإسعاف نقلته المستشفي  
مدحت : مين اللي اتصل بالمستشفي 
هدي : أنا 
مدحت : بتخالفي اوامري 
هدي : ما هو أنا ما اقدرش اسيب زميل يموت 
مدحت : يموت ليه . . الجرح سطحي ومش مستاهل الشوشرة دي كلها .. ده غير البوليس هييجي هنا ونخش كلنا  في سين وجيم
هدي : يعني حضرتك خايف علي نفسك ومش خايف علي حياة الراجل المسكين 
مدحت : الله الله وأنت محموقة عليه ليه 
هدي : لانه زميل كلنا معاه عيش وملح ( يدخل شوقي)
مدحت : كلتي معاه عيش وملح بس
 شوقي :  الأستاذ سالم له معزة خاصة  جدا عند مدام  هدي
هدي :  أنا عارفة تلميحاتكم السخيفة تقصدوا بيها إيه
شوقي : الظاهر أنتي اللي مش عارفة  انك بتكلمي المدير العام 
هدي :  دي عارفاها  .. زي ما أنا عارفة ان المدير العام جه هنا بعد ما دفع رشوة تلاتين الف جنيه لناس في الوزارة ده غير النهب اللي بتنهبوه من المديرية 
مدحت : هيه حصلت انك  تسبيني وتتهميني علني بالرشوة والسرقة .. شوقي حولها للتحقيق 
هدي : وانا موافقة ومستعدة اقدم الدليل علي كل كلمة قولتها 
شوقي : أنا باقول إيه يا بيه 
مدحت : قول يا وش السعد 
شوقي : باقول نسايسها احسن لحد ما نعرف  إيه اللي تعرفه بالضبط  .. وبعدين نتصرف علي هذا الأساس
مدحت : (لهدي) روحي شوفي شغلك دلوقتي وبعدين لينا حساب .. اتحركي وبعدين نتكلم (تخرج هدي)
شوقي : سعادة البيه 
مدحت : عايز إيه 
شوقي : المطبعة السرية 
مدحت اشمعني 
شوقي : حضرتك كنت وعدتني تحط اسمي فيها .
مدحت : مش قبل ما تعرف الهانم  عارفه إيه .. ومخبيه إيه 
شوقي : بسيطه  .. أنا هاجيب لحضرتك التفاصيل كلها حالاً (يخرج شوقي )
مدحت :والله عال يا هدي  بقي بعد ما اشتريت الوظيفة من دم قلبي .. 
عاو زه تضيعي مستقبلي وأرجع أطلع السلم من الأول  .. أنا ها ربيكم كلكم يا كلاب (يخرج مدحت . يدخل راضي وهدي )
هدي : (تمسك اوراق ) معقولة كل دي سرقة حصلت في عهد مديرنا المصون .. ده ما سابش بند الا وسرق منه 
راضي : حتي فلوس الأنشطة المخصصة للطلبة سرق منها وفارض إتاوة علي مديرين المدارس بياخد منهم نسبة كل سنة من مخصصات الأنشطة والصيانة .. كده أو ينقلهم لأماكن نائية .. حتي أباطرة الدروس الخصوصية بياخد منهم نسبة مقابل حمايتهم  .. ده غير بيع اسئلة الإمتحانات  للمدرسين كل سنة .. وغيره وغيره 
هدي : إيه الراجل ده ما بيشبعش طالع واكل نازل واكل 
راضي : واللي يعارضه يكدره و ينقله لمكان نائي 
هدي  : أنت خايف 
راضي :  أنا ساعدتك بما فيه الكفاية .. عشان الغلبان سالم  .. اللي لسه طالع من المستشفي ..خليني أنا بعيد عن الموضوع .. أنا عندي عيال بأعلمهم ومرتبي ما يستحملش خصومات .. ولا استحمل النقل
هدي : عارفة يا أستاذ راضي .. ومتشكرة علي تعبك معايا  و أنا بقي هاعرف أتصرف كويس  (يخرج راضي )
هدي : يا حبيبي يا سالم .. ما كنتش اعرف إني باحبك كده إلا النهاردة   (يدخل مدحت)
مدحت : بقي الحكاية كده 
هدي : مدحت (صمت) أنت هنا من امتي 
مدحت : من أول يا حبيبي يا سالم 
هدي : (لنفسها) الحمد لله 
مدحت  :  كده  .. عيني  عينيك 
هدي : عاوز إيه مني يا شوقي 
شوقي : كنت بتتامري مع راضي علي إيه .. و إيه الأوراق دي (يحاول أن يخطفها )
هدي : أنت مجنون (يدخل تامر و سعيد )
شوقي  : ما هو أنا مش ممكن .. اسمح لك تأذينا كلنا بغباوتك 
هدي : خايف يا شوقي لتروح السجن أنت و السيد المدير العام 
شوقي : ها ها  .. وريني الورق اللي في ايدك 
هدي :  الورق ده هيروح  للنيابة الإدارية (يحاول استخدام العنف)
تامر : ابعد ايدك عنها يا شوقي .
سعيد : أنت بتتفالح علي واحدة ست 
شوقي : أنا كنت باحاول انقذها من المصير اللي بيستناها  .. لو فضلت راكبة دماغها واتحدت المدير العام 
سعيد : خايف عليها يا شوقي 
تامر : طول عمرك كلب المدير العام
شوقي : ما تغلطش يا تامر أحسن لك أنت عارف أنا ممكن اعمل إيه
تامر : هتعملوا إيه فينا اكتر من عملتوه وبتعملوه كل يوم
شوقي : (هامسا لتامر)  ساعدني أخد الورق منها .. ولك مكافئة كبيرة 
تامر : لو قربت منها هندفنك هنا .. روح لمديرك وبلغه إننا هنشهد بكل اللي نعرفه عنه (يخرج شوقي مذعورا)
هدي : (لسعيد) أنت قدرت تهرب منهم أزاي 
سعيد :  قول إيه اللي خلاني اهرب .. بمجرد ما شوفت السلاح في ايدهم لاقيت نفسي باجري ذي  الرهوان   .. ما هو الخوف يخلي السلحفاة طيارة 
تامر : تصدقي انه كان بيجري ذي العدائين .. لما قطع نفسهم ونفسي (يدخل سالم )
هدي : أنا رايحة ال (تري سالم . تتوقف . بسعادة ) سالم أنت بخير 
سالم : الحمد لله  
هدي : أذاي سابوك تخرج 
سالم :  غافلتهم في المستشفي وجيت 
هدي  : بس ده خطر عليك  .. الجرح لسه ما لمش 
سالم : أنا أحسن دلوقتي  (لسعيد ) خدوا منك السي دي 
سعيد : (يخرج السي دي ) في الحفظ والصون 
تامر : بس هما أكيد مراقبينك  
سالم : (هامسا) بيني وبينكم أنا بلغت البوليس  من كام يوم  من ساعة ما الناس دي بدؤا يترددوا علي البيت والبوليس عاملهم كمين    
هدي : أنا ها روح ابلغ النيابة الإدارية عن التجاوزات اللي في المديرية 
سالم :  (لهدي)  أنا كنت عاوز أشكرك  علي وقفتك معايا.. الزملاء بلغوني أول ما وصلت   بكل حاجة
هدي : أحنا اللي نشكرك اللي حركت جوانا .. مشاعر الرفض للي بيسرقوا اجمل ما في بلدنا .. بيسرقوا روحها وعزيمتها  (يدخل راضي) 
 راضي : الحقي يا مدام هدي 
هدي : فيه إيه يا راضي
راضي : بنتك حسناء اتخطفت (هدي تسقط مغشيا عليها) 
سالم : (يحاول افاقتها) هدي 
هدي :  بنتي .. عاوزة بنتي 
سالم : نبلغ البوليس 
تامر : مش لما نعرف مين اللي خطفها 
هدي : أكيد شوقي 
سعيد : وممكن تكون الناس اللي طاردتني وطعنت سالم
سالم : نستني و هنعرف 
راضي : أنا باقول نبلغ البوليس وهما يتصرفوا  ( يدخل ضابط في ملابس مدنية)
الضابط : أحنا عارفين ومتابعين الوضع ما تقلقوش 
هدي : بنتي يا حضرة الضابط 
الضابط : بنتك هترجعلك واللي خطفوها هيأ خذوا جزائهم لما يتصلوا
            ..  المهم مش عاوز حد يعرف بوجودنا في المصلحة 
 هدي : أتفضل حضرتك الأوراق دي بتدين المدير العام وبعض               الموظفين هنا
الضابط : شاكرين تعاونك معانا (يخرج الضابط) 
هدي : يا تري أنت فين يا بنتي 
سعيد : مؤكد هترجع لنا بالسلامة (يدخل مروان متخفيا .)
سعيد : ( لمروان)  أنت مين
مروان :  أنا مروان .. متخافوش أنا بخير 
سالم : كويس انك  قدرت تهرب منهم .. بس إيه اللي جابك هنا .. مش خايف يكونوا جايين ورآك 
مروان : اصلي اتفقت مع الهيئة العربية علي تبني بحثي .. خلاص بحثي هيطلع للنور والبلد هتستفيد منه 
سالم : مبروك  (يناوله السي دي)  الأمانة 
مروان : متشكر يا سالم 
سعيد : وأنا اللي جريت بيه ودوخت العدا ورايا 
تامر : وأنا مالحقتهمش
مروان : متشكر لكم كلكم   .. اروح اسلم البحث  ( يخرج مروان يدخل مدحت  و خلفه شوقي )
مدحت : بقي كده تبلغوا عني وتعادوني .. طيب هنشوف مين اللي هيضحك في الآخر
سالم : مؤكد اللي علي حق هو اللي هيكسب 
مدحت : كده يا سالم .. و أنا اللي اصدرت قرار بترقيتك وكيل مديرية .. مش بس كده  أنا لاقيت ضامن هيدخل مكانك  يعني من الشهر الجاي مرتبك هيفرج البنك عنه وآدي فلوسك اللي أنا مديون لك بيها عشان تغير فكرتك اللي واخدها عن رئيسك اللي بيحبك  .. بعد ده كله تعمل معايا كده 
سالم : أنت رجعت حقي متأخر عن ميعاده .. كان ممكن أكون اسعد إنسان في الدنيا لو ما عرفتش البلاوي اللي سيادتك عاملها في الناس والبلد 
مدحت : يعني إيه ..  نويتوا تتخلوا عني يا جماعة 
هدي : أنت اللي أتخليت عن نفسك  لما سرقت حق غيرك 
شوقي : وأنا   .. أنا ذنبي إيه  أنا كنت بانفذ أوامر البيه وبس ..  أجرمت يعني  
سعيد : أجرمت ولازم تتحمل نتيجة غلطتك
تامر : طول عمرك خايب يا شوقي 
شوقي : أنا لو ضعت ها خد الكل في رجليه . . حتي مدحت بيه
مدحت : انته أتجننت 
شوقي : ايوه أتجننت .. طالما مش قادر تحميني ولا تحمي نفسك  .. أتصرف أنا بقي (لهدي) علي فكره  بنتك عندي أنا  .. ايوه أنا اللي خاطفها أنا وسيادة المدير
مدحت : أنا قولت لك اخطف حد 
شوقي : مش قولت ليه أتصرف
 خلاص أنا أتصرفت .. (لهدي) و لو أتورطت في أي حاجة من قريب أو بعيد هيكون ليه تصرف تاني مع بنتك  (يدخل الضابط )
الضابط : (لشوقي)كده أنت دخلت السجن من أوسع أبوابه .. أنت والمدير العام  .. تعالوا معانا    (صوت رصاص ) مين اللي ضرب الرصاص ده  (يدخل مروان مصابا )
سالم : مروان 
مروان : الحق المجرمين قتلوني وخذوا البحث 
الضابط : (لمروان) اللي عاملوا فيك كده مش هيفلتوا (يخرج الضابط )  
سالم :  هاتوا الإسعاف 
مروان : حياتي مش مهم ..  المهم هو البحث
 (يدخل رجلا الإسعاف  يحملان مروان )
مروان : خليك هنا يا سالم .. ودور علي البحث وسلمه للدولة (يخرج مروان)
سالم : حاضر يا اعز الاصدقاء  (تدخل حسناء )
حسناء : ماما 
هدي : أنتي بخير يا بنتي .. حد من المجرمين عمل فيكي حاجة 
حسناء : أنا بخير يا ماما .. ما تخافيش عليه .. حضرة الظابط خلصني من ايد الناس دي(تشير لشوقي) خلاص  يا ماما نويت اسمع كلامك و أخد الحياة بجدية  و أخد شهادة ذي ما أنتي عاوزة 
هدي : (تحضنها) بنتي حبيبتي 
تامر : (لسالم) بصفتك بدل المدير العام  مؤقتا ..  إيه أول قرار هاتاخده
راضي : تطهير المديرية من الفساد طبعاً
سالم : أول قرار  هاطلب أيد الإنسانة اللي بأحبها (مشيرا لهدي)
هدي : صحيح يا سالم .. ده يوم المني 
سالم : يعني أنتي موافقة 
راضي : أنت لسه ما فهمتش
سعيد : وتاني قرار 
سالم : هارجع للمدارس من تاني 
راضي : (متعجبا) بتقول إيه
سالم : ده القرار اللي كان لازم اخده من زمان 
سعيد : بعد ما أترقيت
سالم : أنا عمري ما نسيت أني مدرس تاريخ .. وان التاريخ هو ذاكرة الأمة اللي لازم نحافظ عليه.. ونعلمه لأولادنا عشان  يحترموا ماضيهم 
ويفهموا حاضرهم ويقدروا يتعاملوا معاه  بشرف 
سعيد : هترجع  تاني  للطباشيرة
سالم : الطباشيرة يا ما خرجت علماء في كل المجالات
هدي : وأنا معاك  في أي قرار تاخده 
حسناء : وأنا أول تلامذتك  (يدخل الضابط )
تامر :  أبشركم .. قبضنا علي داود و يوسف .. والبحث بقي في أيدين  أمينة 
سالم : صحيح .. أنا باقول نروح نبشر مروان في المستشفي  
هدي : أكيد  هيفرح لما نبلغه 
الضابط  : للأسف مروان  مات قبل ما يوصل المستشفي 
 سالم : مات.. يا تري كام عالم  ماتوا في حب البلد .. والبلد مش دريانة . .  دمك مش هيروح هدر يا أخلص  العلماء
       
ستار
انتهت 2002
  






     ا  لشخصيات : 
سالم                                موظف  بمديرية التربية والتعليم 
  هدي                               الام
  حسناء                         الابنة
  مروان                       دكتور جامعي
موظفي التربية والتعليم : 
مدحت     مدير التربية والتعليم         ـــــ محمود شريك في المشروع
  شوقى –  تامر ـ راضي ـ   سعيد  

الضابط 
عملاء : يوسف ـ داود 

******* 
محمد عبد الحميد عبد الرحمن
01282825937

السبت، 10 مايو 2014

مجلس الأمناء والآباء والمعلمين فعال بشرط ؟ بقلم : محمد خطاب



مجالس الأمناء والآباء والمعلمين علي مستوي الجمهورية أصبحت مراكز قوي يتحصن بها الأثرياء و أنصاف المتعلمين .. أصحبت تعيق الأداء في المنظومة التعليمية .. و لم تصبح كما خطط لها .. أداة تنموية للمدارس و الإدارات و المديريات .. و السبب أنه لا توجد محددات واضحة لدور مجالس الأمناء و لا وسيلة لتقييم العضو المتقدم للحصول علي المنصب .. و لذلك أتمني أن يراعي الآتي :
1 - أن يكون المتقدم له سجل فعال في خدمة المجتمع و مهتم بالتعليم بأعمال و واضحة لا لبس فيها
2 - أن يكون الترشيح لعضوية المجلس مرتين فقط و لكن غير متتاليين حتى لا يفسد المجلس التعليم بالتربيطات و لا يصبح مركز قوي يعرق الأداء التعليمي
3 - أن يكون شرط واضح للترشح لفترة ثانية هو انجازات واضحة و طفرة في التمويل و الدعم للمدارس والإدارات و المديريات
4 - وضع خطوط عريضة وفاصلة تبين دور المجلس و علاقته بالمدارس حتى لا تتضارب الصلاحيات بين المجلس و نقابة المعلمين حيث دأبت مجالس الأمناء علي دس أنفها في كل صغيرة و كبيرة في التعليم .
5 - توضيح دور المجلس في تعبئة جهود المجتمع المحلى من اجل توفير الرعاية المتكاملة للطلاب بصفة عامه ورعاية الفئات الخاصة منهم ( معوقين )
7 - أيضا ضوابط تقرير المجلس أوجه الصرف والمتابعة على الميزانية الخاصة بالمجلس وعلى الموارد الذاتية للمؤسسة التعليمية والتربوية ويحقق الرعاية المتكاملة لأبنائنا الطلاب
8 - أن يكون تقييم أعضاء المجلس بما حققوه من تعظيم دور المدرسة في خدمه البيئية والمجتمع المحلى والعمل على التغلب على مشاكل المالية التي تواجهها وتحقيق طموحاتها


نشرت في :
دنيا الوطن
الديوان
الجورنال
السبورة

كسر الجدار الرابع من المسرح إلي المدرسة إلي الثورات بقلم : محمد خطاب



الجدار الرابع هو حائط تخيلي غير مرئي بين الجمهور من المتفرجين وبين الممثلين على خشبة المسرح . كسر الجدار الرابع في المسرح ، هو كسر حالة الإيهام التي تستحوذ على عقل المتفرج ليخرجه من هذه الحالة إلى حالة المشاركة في الفعل الدرامي سواء كانت مشاركة فعلية – أي بالتدخل في الحدث نفسه - أو فكرية عن طريق استثارة تفكيره في الحدث الذي يقوم الممثلين بتمثيله على خشبة المسرح ، و عملية كسر الإيهام أول من استخدمها هو الكاتب و المخرج الألماني بريخت، و من هنا أطلق على مسرحه مسمى "المسرح التحريضي"، فهو لا يكتفي فقط أن يكون المشاهد جالس بشكل سلبي بل يجب أن يكون مشاركا أو جزء من الحدث نفسه.. انتقل الأمر من المسرح  ليشمل استراتيجيات التدريس الحديثة في التعليم  علي تنوعها :
الحوار والمناقشة
- التعلم التعاوني .
- لعب الأدوار .
- العصف الذهني .
- حل المشكلات .
- الخرائط المعرفية .
- الأسئلة .
- التعلم الذاتي .
- تعلم الأقران
- الاكتشاف .
  .. حيث  أزاحت الطرق التقليدية التي يقف المعلم فيها أما تلاميذه يلقي معلومات إليهم وهم في مقاعدهم جالسون منبهرون بما يقال ..  ليصبح الطالب عنصر مشارك ومنتج في الفعل التعليمي .. طالب مفكر .. قادر علي إيجاد الجديد و بذلك كسر الحاجز بين المتلقي (الطالب) و المرسل (المعلم ) .. أصبح الطالب يري أن المعلم لا يحتكر العلم و أنه من الممكن أن يكون مشارك معه .. يقتسم الواجبات و المهام ..  ومنها انتقلت الشراكة لبنية المؤسسة التعليمية ككل .. الموظف المنكسر الراضخ لرأي رئيسه في العمل لا يلقي قبولا من زملاءه ..  كسر الحاجز سرعان ما انتقل إلي الحياة المدنية ، و لم يعد المواطن يري القداسة التي وضعها الطاغية حول نفسه  بل هو بشر عادي بل و أقل من العادي .. يخاف  و يخطئ  مثلهم .. لم تعد هناك حواجز مصطنعة يختبأ خلفها أحد .. اقتربت المسافات البينية بين الشخصيات و بات عليك أن تكون قائدا فعليا .. تقنع قبل أن تأمر .. لان المتلقي لن ينفذ إلا عن رضا ذاتي .. المتلقي أصبح صانع للأحداث .. و هو أمر بات صعب التعامل معه من قبل الأنظمة القمعية فتهاوت أما طرقات البيئة المعلوماتية   التي خلقت واقع مختلف به الكثير من الأكسجين المعرفي .. لا يستنشقه أعداء الحريات .. الشعب يصنع واقعه و يعيشه بنفسه دون حاجة لمن يرشده و يعلمه ..

 نشرت في :