هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الخميس، 16 يوليو 2015

من أجل طالب لديه القدرة علي (السؤال) بقلم : محمد خطاب


يرتبط التفوق في مصر بمقدار ما تحفظه لا ما تمتلكه من معلومات  تشكل بنية عقل الطالب ، ولكن هل هذا كاف ؟ هل الطالب بمجرد امتلاكه للمعلومة يصبح قادرا علي استخدامها ؟ هل لديه القدرة علي تطويعها؟ هل لديه مهارة استخراج مكنونات البناء المعرفي ؟
 امتلاك المعرفة دون تمحيصها و تفكيك بناها بالأسئلة النقدية يخرج طالبا نمطيا .. يحفظ المعلومات و يسكبها دون وعي في كراسة الاجابة بعدها تتحرر المعلومة من عقله لتتركه كما بدأ يعود .. في احتياج لاستعادة المعلومة .
 حفظ المعلومة (نهج الاسفنجة) وتسميعها كفيل بتفوقك في الامتحان بالنسبة لتعليم لا يهتم بالجودة ولكنه لا يمكنك من مواصلة مشوار التعلم و التنمية الذاتية واثراء عقلك بالمهارات و القدرة علي البحث و سبر أغوار العلم .. وهو ما ينتج مواطن يعيش عالة علي المجتمع يستقي أفكاره من الآخرين دون نقاش فيتشكل حسب ما يلقن له .. ان كان الأثير متطرف  حمل البندقية وخرج علي المجتمع و كفره لدواعي لم يفهما أبدا .. وان كان الأثير مشبع بالافكار السلبية و الخضوع والسلبية تحول علي نفس النمط السلبي و هجر المجتمع وانزوي بعيدا عنه .
*السؤال بداية المعرفة الحقيقية
أما تربية النشأ علي التفكير و اختراق ما استغلق عليه فهمه من خلال البحث و الاستقصاء وطرح اسئلة و البحث عن اجاباتها من مصادر مختلفة و المقارنة بينها بغية الوصول للحقيقة .. عندها نكون أمام طالب تم اعداده للحياة يكون وصيا علي افكاره ويرفض وصاية الآخرين و يستطيع أن يميز بين الغث و السمين منها .. وهو أمر يحتاج لثورة في المناهج من خلال تقليل مساحة الحفظ و اطلاق العنان للفهم و البحث و الخيال .
* المعلم صانع الدهشة
فقط المعلم القادر علي اخراج النشأ المفكر .. بصفته مصدر ثقة الطالب .. شريطة و جود مناهج تساعد علي الابتكار، و توفير برامج تنمية مهنية جيدة له ، و مناخ تعليمي صحي .. كرامة المعلم هي أولي خطوات التطوير .. وهيبة المعلم في درة الكرامة .. و مقدمة التطوير هي مرتبات تكفي المعلم وتوفير الامان الوظيفي .. وعدم ارباك المعلم بقضايا مختلقة من الاعلام لتشويه صورته .
*دور وزارة التربية و التعليم في التغيير
يحدث هذا التغيير عندما يكون الطالب محورا حقيقيا للتعليم ، لكن للأسف أصبح الوزير رأس السلطة التنفيذية في وزارة التربية و التعليم هو محور التعليم و مصدر ارباكه .. في ظل نظام عمل يقصي المبدعين و يقرب أصحاب السمع و الطاعة .. و من المعلوم أن  الولاء  لا يصنع حضارة بل الاختلاف و حرية الفكر و البحث .. نحتاج للوزير جامع عقود الماس من المفكرين و الخبراء الجادين ..يضعون مناهج حقيقة و تخطيطا حقيقيا للمستقبل .. دون ادخالنا في متاهات الخلاف و اختلاق المشاكل .


الأحد، 5 يوليو 2015

بلا فكر نحلق في سماء العولمة بقلم : محمد خطاب




(المعلم ألقي أسئلة ظن أنها سهلة :
هل أصبح العالم قرية صغيرة ؟! هل شعرت بأنك جزءا منه ومن ثقافته ؟!
يرد عليه طالب في الفصل وهو يحدث آخر بالمحمول علي الفيس بكلمات عربي بحروف أجنبية :
 نعم أنا لي أصدقاء من كل الدول العربية و الاجنبية.. واحدثهم علي الموبيل حاليا.
يسأل المعلم مندهشا :
 و في ماذا تتحدثون ؟
الطالب :
عن حياتنا و افكارنا
المعلم : عظيم ... أنتم تتبادلون الثقافات إذن ؟
الطالب : لا أعرف شيئا عن الثقافات تلك .. لكن أعلم جيدا أنهم يعيشون حياة كلها حرية دون عقد أو كلاكيع مثلنا
المعلم : تقصد حرية الرأي
الطالب : أقصد البنات (المزز) يا أستاذ
المعلم مصدوما : هل هذه الحرية فقط ما لفتت نظرك ؟!
الطالب : و الفسح و الرفاهية يا أستاذ
طلب المعلم من الطالب اغلاق الموبيل .. و بعد محاولات أغلقه وهو ينظر لشاشة الموبيل بوداع العشاق .. لقد أغلق عالمه الافتراضي مرغما .. وظل حزينا شارد الذهن لا يريد أن يستمع لشيء .. و طلب الذهاب للحمام .. تركته يخرج مع جهازه  وحين أتي .. كان يزفر بشدة لان مدير المدرسة سحب الموبايل منه ، و هو أمر يعتبر ضد الحرية من وجهة نظره ..))
موقف مر علي الكثير منا كمعلمين .. ونقف حائرين أمامه : من المخطيء الطالب ابن عصره المتسارع في علومه و تقنياته أم نحن بأفكارنا ونظرياتنا التقليدية التي تأبي أن تكون التكنولوجيا جزءا أصيلا منها .. فيصبح الطالب أمام طريق ثالث لم يرتاده مسبقا ..يتوه في شكليات التكنولوجيا بدلا من التعلم  عن طريق لغة العصر، التعلم التقني الذي يجعله يتعلق بالتكنولوجيا ليسبر أغوار العالم لا لمجرد التسلية  .. تأخرنا كثيرا في فهم التقنية الحديثة و أهميتها بالنسبة للعلم ، و تركنا أبنائنا معها وحدهم دون توجيه او تصويب فغرقوا في براثن المواقع المتطرفة دينيا او الاباحية بما يعني (الغاء العقل)

التعلم التقني بالنسبة للوزارة أجهزة كمبيوتر غالبا لا تعمل .. و  لا توجد صيانة حقيقية لها .. و اذا وجدت .. لا يوجد النت خشية سوء استعماله من الطالب و اذا وجد النت يقف المعلم علي أطراف أصابعه خشية المواقع الاباحية .. وهكذا  لا توجد خطة واضحة ومدروسة  من الوزارة تربط التعليم بالتقنيات الحديثة و مناهج تساعد علي ذلك .. و أسلوب الامتحانات يراعي ذلك .. مما يجعل حجرة الاوساط خارج حسابات المعلم و الطالب معا.
أخيرا : نحن خرجنا من العولمة بأيدينا و اقتصر استخدام الوسائط التقنية الحديثة علي الغش في الامتحانات بدلا من نقل و تبادل المعرفة و الانخراط في العالم..
نحن بالفعل نعيش علي أطراف العالم في الجزء المعتم تقودنا جحافل الظلام لمزيد من الانزواء عن العالم الحديث .