هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الاثنين، 24 أكتوبر 2016

موت المعلم (1) بقلم : محمد خطاب



بالأمس كنا نري الحياة بأعين معلمينا .. و نتمسك بأهداب شروحاتهم للمنهج و نتلقي ما تفيض به قريحتهم ..كانت المدرسة وطن نستلقي فيه علي أرتال من المعلومات و نسبح في ملاعبها تحت أِشعة شمسها الحانية .. ولكن الرعب يملأ قلوبنا خشة نسيان الواجب أو فقدان معلومة نطقها معلمنا خشية العقاب القاسي .. و استدعاء ولي الأمر ، حب ورهبة و مسافات شاقة بين الطالب و المعلم .. بضع خطوات بين مقعدك و أصابع المعلم كافية لاصابتك بالغيبوبة .. تطور التعليم .. ةدخلت استراتيجيات التدريس الحديثة لتغير من تلك النظرة و تقرب المسافة بين المعلم و الطالب .. و نصبت آلاف الندوات و المؤتمرات التعليمية التي تداعب أذن الاعلام و قلب القيادة السياسية مما جعل كل نتائج تلك المؤتمرات يختزل في مفهوم محورية التعليم و التي وقعت من نصيب الطالب فتم صب جام الغضب علي المعلم ووصف من قبل وزراء التعليم بأسوأ الاوصاف و صور وحش كاسر يجب أن يقيد بالأصفاد حتي لا يؤذي الطالب .. لم توضع بنية واضحة للتعليم تضع المسافات المطلوبة التي تسمح للمعلم بالابداع ..أهملت المناهج و الأنشطة و تم إذلال المعلم . حتي أصبح رهين المحبسين الإدارة و المجتمع .. وليخرج المعلم من ورطته قرر أ، يعمل بلا مبالاة ..يدرس للطلبة بشكل وظيفي لا فني .. تلقيني بما يناسب مناهج الوزارة المتكلسة و تأخرت المدرسة خطوات و زاد الصدام بين المدرسة و المجتمع وتباعدت المسافات .
انفصل الطالب كلية عن المدرسة و بالتالي أًصبح المعلم بالنسبة له فريسة يفتك بها كلما حاول أن يوجهه أو يعلمه .. لم يعد للمدرس وجود داخل مجتمعنا و لا للمؤسسة التعليمية .. وحلت مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الاتصال الحديثة بديلا لوزارة التربية و التعليم .. وبتنا أمام واقع مشوه لمعلم لاوجود له إلا في التصريحات الاعلامية .. انحدار خلقي في مجتمع رفض أن يتعلم أو يطور أدواته ليصبح جزءا من العالم الحديث .
نستكمل في مقال آخر إذا كان المعلم جاني أم مجني عليه.

هل توجد مدارس جودة في مصر ؟!! بقلم : محمد خطاب




من الغريب أنه منذ إنشاء  هيئة ضمان الجودة ،و  اعتمدت علي خلاف الواقع العديد من المدارس علي مستوي الجمهورية دون وجه حق .. إعتمدت فقط لأنها استوفت أوراق الإعتماد و هي تعلم أو يخفي عليها أن بعض المدارس زورت احصائيات الغياب و رفعت نتائج الامتحانات لأجل عيون الهيئة ، اعتمدت  لأن ملفات فرق الجودة تم حشوها بالأوراق والصور  التي تجعل تقييم المدرسة الأولي في الكون لا في مصر فقط .
الهيئة تدرك ذلك ولكن أكل العيش جعلها تغمض عينيها عن مدارسنا التي تحتاج أن تنقل للعناية المركزة لا أن تحصل علي الاعتماد ..ولو كانت جادة لقامت بزيارة تقييم لتلك المؤسسة الرائعة التي قيمتها في ثلاث أيام بعد الزيارة فقط بأسبوع .. ساعتها لرأت مدرسة بدون مكياج يزيف حقائقها .. تدريس بطرق عقيمة و فوضي غياب المدرسين والطلبة و ضعف الأداء الاداري .. وضعف إدارة المدرسة ناحية المعلم وولي الأمر لاحتياجه للأموال  لأن الوزارة  توقفت عن دورها في امداد المدارس بما يلزمها.
المدرسة في أيام الجودة أنيقة ، رائعة ، راقية .. بالضبط حين تستقبل محافظتك مسئول كبير بحجم وزير  تتزين الشوارع الرئيسية و تكنس وتغسل وتنبت الزور علي ضفتي الطريق .. وفجأة تنتهي الزيارة لتعود القمامة لمكانها في وسط الطريق و تسقط الابتسامة عن وجه رئيسك في العمل .

أزمة ضمير أم فقدان الحافز علي العمل ؟
في ظل غياب أي دور لمراكز البحوث التربوية لتحديد الداء العضال للعملية التعليم أَضحت المدرسة طاردة للطلاب ، و لا توجد حلول  بديلة لجعلها مدارس المتعة .. و دور التدريب و التوجيه في وضع قدم المعلم و الادارة المدرسية علي أول الطريق للعمل الجاد .
*هيئة ضمان الجودة والدور الغائب
هيئة ضمان الجودة لا تثق في نفسها و لا تضع روشته لمدارس الجودة و لا خريطة لمتابعات من خلال وحدة قياس الجودة بالادارات و المديريات و لا توجههم بوضع تقارير فنية عن أداء مدارس ما بعد الاعتماد .. وكيفية الحفاظ عليها مدارس آمنة ، جاذبة ، راقية .
الهئية يجب أن تعيد النظر في أدائها الهش و تبدأ في التعامل كمؤسسة  تبني لا جهة رقابية تقبض و تجري !



الاثنين، 17 أكتوبر 2016

لماذا لا ينصلح حال التعليم رغم كثرة الوزارية و الكتب الدورية ؟ بقلم : محمد خطاب


القرارات الوزارية و الكتب الدورية وسيلة لتقويم ما اعوج و تعذر اصلاحه من أحوال التعليم .. و لكنها أصًبحت وسيلة عقابية للمدارس .. فالقرارات تتلوها قررات تمحوها و الكتب الدورية أشبه بمسرحية تخاريف ( شعبي الحبيب الطيب المهاود .. قرار ديكتاتوري رقم !!) .
 الوزارة  لا تجهد نفسها في دراسة أحوال التعليم أو دراسة أية قرارات تصدرها قبل أن تبتبلي بها المدارس .. و غالبية تلك القرارات تكون تحت ضغوط الرأي العام و استرضاء  للقيادة السياسية .. لا أحد دخل اليدوان و عمل لوجه الله تعالي .. لا أحد فكر للحظة في جوهر مشاكل التعليم الحقيقية و وضع خريطة للارتقاء به.
حين يضرب معلم طالب تقوم الدنيا ولا تقعد و تصدر عشرات القرارات الوزارية المكبلة للمعلم و التي تجعل لوم طالب جريمة يعاقب المعلم عليها ! هذا بجانب عشرات اللقاء التلفزيونية التي تطمئن الجمهور أن المعلم المذكور تم سحله وزاريا .
ومن أغرب الكتب الدورية ما صدر في شهر يونيو عن طابور الصباح و تحية العلم و مشاركة المعلم في الطابور في وقت كانت الاجازة بدأت للتو !! ثم يصدر قرار جوهري بتغيير التقويم الشامل 313 و الغاء الميدتيرم ثم يتراجع الوزير نحت ضغوط اعلامية بل وينكر صلته بها وهو ما أحدث اضطرابا هائلا في المدارس .

أيضا تغيير لائحة الانضباط المدرسي و صدورها مع الدراسة و لم تصل اليها الا في وقت قريب .. و تطالب المدارس وهي عاجزة عن الفعل بتشكيل لجنة حماية مدرسية تنظر في احوال الطلاب المخالفين وبالطبع المدارس المرتعشة لن تتعامل مع حالات الخروج عن الانضباط المدرسي من قبل الطلاب لخوفها هي أيضا من أولياء الامور .
الوزارة لا تكلف نفسها وسعا في دراسة ظاهرة العنف المدرسي مع متغيرات المجتمع الحالية و وضع حلول منطقية تستطيع المدارس تنفيذها .. و بدلا عن ذلك تستمر الكتب الدورية و القرارات الوزارية في التهاطل عن أرض بور بغية استنباتها دون جدوي .
الحديث عن حجرات المناهل أمر ضروري و تحديث أجهزة الكمبيوتر شيء جيد و تحميل المناهج علي أجهزة الكمبيوتر بالمدرسة شيء يدعوا للفخر و لكن عن أية أجهزة نتحدث وهي أجهزة خارجة عن الزمن و تحتاج للتكهين و التحديث من قبل الوزارة!!
خذ عندك مثلا الحديث عن أمن المدرسة ومن يقف علي البوابة و النوبتجية و المدارس مفرغة من العمال بعد أن تمت التسوية لهم و لم تهتم الوزارة ت\بتعيين غيرهم .
الأكثر غرابة أن المدارس مفلسة و لا تمتلك وسيلة للدخل بعد الحساب الموحد .. و علي مدير المدرسة أن يستجل عامل بالفلوس و يصلح شأن المدرسة بالفلوس و هنا يضطر مدير المدرسة للجوء للمعلمين لديه و تحصيل مبالغ ناهيك عن أولياء الأمور وهو ما تجرمه الوزارة ..وما يضع المدير رهينة بأيدي المتبرعين للمدرسة سواء مدرس أو ولي أمر ..وهي إشكالية كبري لا تهتم الوزارة بوضع حلول وتكتفي بقرارات و كتب دورية مستحيلة التنفيذ .

وهكذا يأتي و وزير و يحل آخر و العقلية النمطية تدير الوزارة بنفس الكيفية و بفشل ذريع و يدفع الوطن الثمن من دماء أبنائه.