هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الخميس، 1 ديسمبر 2022

الادارة المدرسية في قانون الكادر وتعديلاته و اهدار الكفاءات بقلم : محمد خطاب

 


يتناغم قرار معالي وزير التربية و التعليم رضا حجازي بخصوص تدريب المعلمين من سن 35 -45 علي القيادة المدرسية مع توجهات الدولة بافساح الطريق للقيادات الشابة ، وهو قرار يجب أن ينسحب بالضرورة علي مديري الاقسام و مديري المراحل ومديري الادارات ….الخ وهو أصل قانون الكادر و تعديلاته و الذي يعيبه أن المدة المقررة بحكم المسابقات لمدير االمدرسة أو الوكيل أو التوجيه محددة المدة لفترة عامين المد أو العودة للتدريس بعد أن اكتسب الخبرة الادارية وهو ما يعد تداول غير عادل للخبرة و اهدار للكفاءات ، فمن الصعب نفسيا علي من تقلد منصب قيادي و برع به ، و تحمل ضغوط المنصب العودة لصفوف المعلمين ليبدأ من نفس النقطة التي بدأ بها ، وبذلك نكون فقدناه كقائد متميز و لن يعطي في التدريس ما اعطاه من قبل . مصادرة الخبرات الادارية بدلا من اعادة تدويرها بالتناغم مع اعداد كوادر شابة للقيادة المدرسية خطأ جسيم نرتكبه في حق أنفسنا ، ويجعل المعلمين ينفروا من المناصب القيادية بدلا من الاقبال عليها. يجب اعادة النظر في طريقة اختيار القيادات و طريقة تقييم الفترة التي قضوها في المنصب و بناءا عليه تحديد التجديد لمدة او لمدد أخري حفاظا عليهم.

السبت، 17 سبتمبر 2022

عاجل لمعالي الوزير : كاميرات المدرسة و ضوابط استعمالها بقلم : محمد خطاب

 



قامت معظم مدارس الجمهورية بمساهمة مالية واضحة من معلمي لمدارس ووضعت كاميرات مراقبة و قامت بتوزيعها علي المبني المدرسي كحل لمشكلة النبطشي و تأمين فعال للمدارس و لكن ما هي الضوابط الاخلاقية و القانونية الواضحة لاستعمالها ؟
مثلا تجد معظم مديري المدارس يضع جهاز عرض لكاميرات المراقبة في مكتبه في وضع يسمع بالقاصي و الداني برؤية المعروض علي الكاميرات ، رغم أن الكاميرات خاضعة لامن المدرسة و المديريات و الادارات التابعة لها و لا يجب الاطلاع عليها الا من قبل مدير المدرسة أو مسئول الامن بالمدرسة لو حدث مكروه .
لماذا لا تضع الوزارة ضوابط لتداول التسجيلات اليومية لتلك الكاميرات و من له أحقية بالاطلاع عليها ، أو طلب نسخة منها وهل يعتد بها في ادانة معلم في الشئون القانونية .
هل يستطيع اي مسئول بالمتابعة مثلا أو أيا من قيادات التعليم طلب تسجيل ساعة معينة او الاطلاع علي حادثة معينة أو حيازة التسجيل دون طلب رسمي من الوزارة,
أمور ملحة فرضها انتشار كاميرات المراقبة بالمدارس مما يتطلب تقنين استعمالها و تداول المعلومات من خلالها و المسائلة القانونية طبقا لما تم تسجيله,

الجمعة، 2 سبتمبر 2022

الاحزاب و تسييس مديريات التربية والتعليم بقلم : محمد خطاب



هل في صالح العملية التعليمية أن تحشر الاحزاب أنفها في عمل المديريات و تقوم بالتدريب في معامل التدريب بالمديريات و بنفس الكوادر المدربة من قبل المديريات و أنفقت علي صقلهم من أموال الدولة وكل هذا فقط من أجل أن يقال أن الحزب الفلاني يقدم جديدا في العمل السياسي و من قال أن تدريب المعلمين عمل حزبي انه عمل أكاديمي فقط !

تكاد جدران المديريات تقول : أنت تقوم بدوري الذي أقوم به فماذا أضفت؟

أيضا  تكالب الاحزاب علي استقطاب قيادات التعليم وكوادرهم ممن هم في الميدان للجان الاحزاب لتسهيل عمل الاحزاب داخل المديريات

 مقترحات للعمل الحزبي :

ماذا لو قامت الاحزاب بتبني حملات لدعم المدارس بالعمال بدلا من دفع أجرها من جيوب المعلمين؟

ماذا لو قامت الاحزاب بتبني دهن أسوارالمدارس بدلا من دهنها من جيوب المدرسين الغلابة؟

ماذا لو قامت الاحزاب بامداد المدارس بأحدث الأجهزة لمعامل الكمبيوتر ؟

ماذا لو أعلنت المديريات نواقص العملية التعليمية من أجهزة حديثة، مقاعد ، صيانة مباني، تكافل و كرامة... الخ و دعت الاحزاب للمساهمة فيها؟

و الي أن يتم هذا علي الاحزاب أن تقوم بدورها لا بدور المديريات التعليمية.


الاثنين، 14 فبراير 2022

احياء دولة الضمير في التعليم ..لا نعمم ولكن..؟ بقلم : محمد خطاب

 

 

 



التعليم هو سبيل الامم للارتقاء بصناعتها و فنونها وثقافتها و  زراعتها ....الخ عبارة جميلة تتصدر الكتب و لكن الطالب الجالس أمامك في الفصل قد ملئت رأسه برسائل خاطئة شوهت عقله و جعلته نافرا من التعليم و أي شيء يجبره علي التفكير .. فقط عشرات القنوات و مواقع التواصل الاجتماعي تنسج  في رأسه  ثقافة الجنس و البلطجة و الفهلوة .. الخ ، و ما العنف المدرسي و عزوف الطلاب عن التعلم الا جرس انذار لطالب سلوكياته بمثابة قنبلة موقوته لا تعرف حرمة و لا دين و لا أخلاق هذا الطالب مشروع بلطجي يريد النجاح بالغش و رغما عن معلمه .. طالب لا يعرف حرمة لمدرسة و لا احترام لمعلم و أقول له:

الغش يا ولدي نار من مستصغر الشرر .. الغش يهدم أكوان ويضيع مصائر أوطان

الغش يقتل فيك الابداع و ينمي روح الاستسهال .. الغش يقص جناح الأمل في خير العمل .. الغش يخدر عقلك فتظن الحياة سهلة المأخذ ولكن احذر من شراك الأقدار

بالعمل و الاجتهاد تبني الأوطان و بالغش تهدم   ، في زمن الغش يصبح الشريف غريبا و الممتنع قابض علي الجمر و المجتهد منبوذا.. بالغش تخرج المدارس أجيال من المرتشين ومعدومي الضمير .. السكوت علي الغش جريمة و الحديث عنها شبهة و محاولة ايقافها وهم .. كل ما حولك ينهار بسبب الغش .. أجيال بعد اجيال استمرأت الغش حتي صار ديدنها .. تخرج المهندس و الدكتور و المدرس و الاعلامي و الصحفي  بالغش فانهارت العمارات ، و مات المرضي نتيجة الاهمال و فسد الاعلام وبات يروج للشذوذ و الاباحية و باتت الصحافة رهينة الاخبار المضللة و تقدم وجبات ثقافية فاسدة تنهي ما تبقي من عقل في المجتمع ، و المدارس مصنع يفرخ اجيال استسهلت النجاح و أدمن الفشل و سرقة مجهود الآخرين ، بل و سقرة أعمارهم و أموالهم .. بات الناجح عدوا و الفاشل صديقا و فهلوي .. بات  الذوق العام في الأغاني هابطا و لم تعد الكتب تقرأ   .. سقط العقل مغشيا عليه في زحمة الافك و أية دعوة للاصلاح انتحار .. المجتمع لم يعد في حاجة لمن يصلح .. بل لقطيع لا يفكر و لا يعترض و لا يبدع  ، لم يعد في حاجة لوخز الضمير  ، المجتمع بحاجة   لمن فقط يسير مع السائرين ..  نحتاج لبطل لا ليقود الجيوش و يحرر القدس بل   يضع حدا لسارقي النجاح و مغتصبي الشهادات .. نحتاج لاحياء قيم  الاسلام السمحة

نحتاج لاحياء الضمير .. و مساندة كل مستنير حتي لا نغرق في التفاهات و لا نرجم المعلم باعث الضمير في تلاميذه  فيتربص به زملاءه و أولياء الأمور و يراه قياداته مصدرا للمشاكل مثلما يحدث   في بعض الأحيان.

السبت، 15 يناير 2022

قصة الساحرة بقلم : محمد خطاب

 



جلست  العجوز، الساحرة لبيضاء؛ كما يناديها حفيدها  ، حيث يكلل الشعر الابيض رأسها ، و أسنانها المتساقطة يجعلها أقرب لجنيات الكرتون ، كانت تضحك حين يمتطي حفيدا أحمد حصانه الخشبي ويقول لها  تعالي يا ساحرة و اجعليني أطير في السماء بحصاني هذا ، كانت تحتار في طلباته الكثيرة الغريبة تلك ، و تشعر بألم يعتصرها من سلبية ابنها من تصرفات الحفيد المزعج حين أجبرها علي حمله فوق رأسها و تصدر أصواتا شريرة مثل الساحرات ، رفضت في باديء الأمر فظل يبكي بحرقة و هنا تدخل ابنها قائلا : لا تغضبيه يا أمي انه حفيدك ، و خرج لعمله تاركا أمه تنوء بحمل حفيدها و تصدر أصوات أنين يحسبها صوت الساحرة فيضحك ، آلمها  ظهرها حتي ناءت بحمله وقالت له  متوسلة : تيته تعبانة .. اركب حصانك الخشبي . احمر وجهه و هم بالبكاء ، جاءت أمه تصدر أمرا لحماتها : يهون عليك بكاء حفيدك .. أنت قاسية .

قالت  : ظهري يؤلمني ، لم أعد قادرة علي حمله. ظلت زوجة ابنها تنفخ في الهواء غيظا مما جعل السيدة العجوز ترضخ لحفيدها ليركبها وهي تقول لنفسها : حملت ابني  حتي كبر و أصبحت مسنة و بدلا من أن يحملني أحمل ابنه! خرجت العجوز من الشقة متسللة للشارع مبتعدة قدر صحتها عن بيت ابنها ، ورغم انها لا تعرف الشوارع من بعض .. شعرت قطعة من القش جرفها تيار الحياة الهادر .. استسلمت له لا تلوي علي شيء .. تنظر في وجوه الناس بحثا عن وجه مألوف دون جدوي .. لا تعرف كم مشت ولكن قدماها تؤلمها  جلست علي الرصيف  بصعوبة و ألم المفاصل يعاودها بشدة ، تكتم صراخا فتسقط قطرات من عينيها تبلل جبينها ، تمسحها سريعا بكمها ، تنظر حولها مذعورة متسائلة : أنا فين.

شعرت بالرعب من فكرة انها باتت في قبضة المجهول ، أسيرة الضياع وسط بشر تتسابق من اجل الوصول الي مكان ما . يحتكون ببعض دون التفات و كأنهم تعودوا علي ذلك ، بدا الزحام مزعجا لها شعرت انها عارية أمام بعض الوجوه المحملقة فيها ، دقات قلبها تكاد تعصف بصدرها و أنفاسها تتلاحق .. شعرت بدوار و الناس تتحول لاشباح تسير في خطوط متقاطعة .. ثم اختفي كل شيء .. وبقي صوت حفيدها وهو يردد الساحرة الشريرة و ابنه و زوجته يضحكان بصوت تهز وجدانها .. أسبلت عينيها و ابتسامة مرسوم علي شفتيها.