البيئة المدرسية
الانسان هو جوهر العملية التعليمية التي تقوم له وبه الأنظمة التعليمية .. و لذلك يجب أن يتصف النظام التعليمي بالمرونة و الانفتاح علي كل جديد .. واشباع حاجات التلميذ القيمية و المعرفية وارتباط بيئة المدرسة بالمجتمع بشكل تشاركي دون استعلاء من الطرفين . البيت و المجتمع المحيط بالمدرسة يكملان ما يتم تدرسيه داخل الفصول .. والمسارات التي تصل بينهما يجب أن تكون مفتوحة علي الدوام .
حيث أن التواصل البناء يعطي المدرسة القدرة الحقيقة علي ترويض الطالب واخضاعه للقيود المجتمعية و المعرفية والانضباط السلوكي و الأخلاقي و القيمي ، كذلك بناء انسان متعلم باحث عن المعرفة لا يكتفي بما حفظه بين دفتي الكتاب المدرسي ..وهو أصعب بكثير من بناء مشروعات عملاقة تكلف مليارات الدولارات وهي ضرورية لنهضة المجتمع مما يستوجب الاستثمار في مستقبل الأمة لانتاج جيل يستكمل المسيرة و يساعد علي توطين التكنولوجيا و المعرفة في بلاده بدلا من اهدار تلك المشروعات لعدم وجود كفاءات في دولة ذات كثافة سكانية عالية .
مشكلات المدارس أعمق من أن تنبري الوزارة او وزير لحلها بمفرده و أكبر من قرار سياسي أو كتاب دوري أو قرار وزاري ..انه هم وطن يحمله جميع أبنائه المخلصين : مجتمع مدني – نقابات – أحزاب بخلاف المفكرين من المثقفين واساتذة الجامعات و رجال التعليم والاعلام ...الخ
الاشكاليات الرئيسية في المؤسسة التعليمية
القيادة :
اختيار القيادات في مصر قضية عسيرة لا توجد ضوابط حاكمة لاختيارات الشخص المناسب في المراكز القيادية مثل مدير مدرسة وصولا الي مديري المراحل والتوجيه و مديري الادارات و وكلاء الوزارة .. المنصب يشغل بالاختيار و القبول و الواسطة و من لا يأتي بالمجاملة في مسابقة يأتي بالانتداب !! الباب الخلفي للفساد في التعليم .. ومن هنا وضع ضوابط صارمة للاختيار الانسب من خلال لجنة لا تعول علي شهادات خبرة لأن معظمها يأتي بالمجاملة أو بالدفع المباشر و الاختبار الالكتروني و المقابلة المتعمقة و مقياس علمي واضح للاختيار سيؤتي ثماره أكثر
المعلم :
بخصوص المعلم/ طالب كلية التربية يجب اعادة النظر في المناهج التي تدرس و تكون متوافقة مع الناحية العملية للطالب/المعلم حتي يكون قادرا علي التفاعل مع مجتمع المدرسة ولا يشعر بالغربة والاحتراق النفسي لوجود فارق كبير بين ما درسه وما يتطلبه عمله ووظيفته.
أما المعلم المتمرس يحتاج لبرامج مكثفة تركز علي أساليب التعلم و دمج التكنولوجية بالتعليم و ورش عمل علي المناهج باستمرار للوصل لافضل طريقة لاخراج منتج تعليمي متميز .. تواكب هذا مع رفع مرتبات حتي يتفرغ المعلم لواجبه المقدس نحو طلابه .
الطالب : جوهرة التاج في التعليم وهو محور مهم من محاور التعليم و طالب اليوم مسلح بالتكنولوجيا و عقلية السماوات المفتوحة و إن لم يتم احتوائه و تدريبه و تعليمه ووضعه علي بداية طريق البحث العلمي و البعد عن الطرق التقليدية للتعلم نكون قد حرثنا البحر .. الطالب شريك في عملية التعلم و للاسف المناهج الحالية لا تساعد علي ذلك ، كذلك الضوابط الأدبية و الأخلاقية تحتاج لتضامن المجتمع بكل طوائفه لأن تعليم مع انفلات اخلاقي تدمير للمجتمع كله وليس الطالب فقط.