هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الخميس، 31 ديسمبر 2020

مر من هنا بشر بقلم : محمد خطاب


 

مر من هنا بشر بقلم : محمد خطاب

 

جلس علي شاطيء خياله ، متكأ الي حواديت الماضي و سياط الواقع المؤلم ، حيث الموت كأس يدور حول المريدين للحياة ، ينتزعهم منها كما ينتزع دكتور الاسنان ضرس العقل بآلة حادة تفقدك الوعي .. وتسدل ستار أسود علي عينيك .

قفز من بين ثنايا العقل سؤال حول جدوي حياة أشبه بحقل ألغام تراها تصطاد أحبائك كل يوم .. مجرد حركة واحدة خاطئة منك تحيلك لأشلاء ؟!

وضع رأسه بين كفيه يعصرها حتي يتوقف عن التفكير دون جدوي .. وجوه شاحبة تخرج من بحر آسن أمواجه تزأر احتفالا بتآكل مساحات الحياة  .. يتدافع البشر ويدهس الكبير الصغير  ، و القوي  الضعيف  ، وصوت تكسر العظام مرعب .. انها نهاية الكون حيث تلتهم الشمس الكواكب واحدا تلو الآخر وصولا بالارض التي تتلاعب حراراتها الحارقة بها لتذيبها بما تحمل من بشر و حيوانات و نبات بعد أن جفت البحار و المحيطات .. و بات التهام الارض وجبة شهية لنجم أضاء الطريق للبشر ملايين السنين و أنشأ الحضارة و اليوم تحول لوحش مخيف لا يشبع بعد تضخم حجمه لحد يسمح بكنس الفضاء من كل الكواكب .. و تظل أحلامنا و آلامنا و متاعبنا و أفرحنا و انتصاتنا و انكسارتنا معلقة في سماء الكون نجوم تشهد ؛ أنه مر من هنا بشر.

 


السبت، 21 نوفمبر 2020

التعليم في زمن الكورونا بقلم : محمد خطاب




تراجعت قيمة المدرسة ولم تعد غولا يخيف الطلاب و بات المعلم مجرد معلم من معالم المدرسة يفرح التلاميذ بزيارته و أحيانا يتجاهلون رؤيته ، نوافذ التعلم تشعبت و المدرسة مبني بارد خالي من الطلاب .. انها مجرد ساحة للقاء الطلاب وتبادل الاحاديث لا التعلم

.. كورونا فرضت واقعا عقلية المجتمع غير مؤهلة لاستيعابه .. التعلم الالكتروني / التلفزيوني بديل آمن للتجمعات الطلابية لكنه غير كافي .. حراراة اللقاء بين المعلم و الطالب لا يمكن استبداله .. التعليم ليس مجرد معلم صاحب معرفة موسوعية يغرق الطلاب عبر شاشات التلفاز بالمعلومات ولكنه معلم و مربي و مرشد و ميسر تربوي لا يمكن استبداله .. كان الله في عون هذا الجيل سيفتقد متعة التعلم بسبب الكورونا .

متابعات المدارس بين المنهجية و الاساءة بقلم : محمد خطاب

متابعات المدارس بين المنهجية و الاساءة

 

المدارس القلب النابض للامم و مناط الأمل فيها .. تعاني الأمرين في بلادنا رغم ما تبذله الدولة من جهود للتطوير .. لكن جسد المدرسة به من الثقوب ما يحتاج لثورة وليس مجرد ترقيع الثقوب بقرارات لا تسمن أو تغني من جوع .. و لجان التفتيش المتتابعة بجانب زيارات القيادات التعليمية و القيادات الشعبية و المحلية بجانب زيارات المحافظين و ما يصاحبها من جدل أحيانا لم تضف الكثير  او تعدل مسار العملية التعليمية .. بل أصبحت مقررا سهل الفهم و التعامل معه من قبل المدراء المحنكين ..والاعتياد لا يصلح شيئا في مؤسسة تعليمية لا يملك مديرها ميزانية واضحة وكافية  لدفع أجرة عمال   تستقدمهم بدل العمال الذين سووا أواضاعهم المالية و انتقلوا لوظيفة أعلي  و كارت الكهرباء و المياه و الضيافة و اصلاح الاعطال و الصيانة المستمرة لمرافق المدرسة و الانشطة و تجهيز المدرسة للدراسة  وهو أمر مخصصاته في ظل الحساب الموحد غير كافية و يجد المدير نفسه مضطرا للصرف من جيبه و مساندة المدرسين له ماديا  ، ثم يكون علي المدير ضبط الاداء داخل المدرسة  و هو أمر شاق   ما دام المعلم يصرف علي المؤسسة التعليمية مما يتقاضاه من أجر زهيد علي العمالة ، و لكن مع ذلك تسير المدارس بصورة طيبة حسب قدراتها المحدودة ، وهنا يأتي دور القيادات في زيارتهم للمدارس الوقوف مع المعلم  و دعم المديرين بالكلمة و بوضع حلول جذرية من الوزارة لمشكلة العمال و كارت الكهرباء و المياه و ميزانية المدارس  الضعيفة .

أخيرا :

 يأتي دور المسابقات لاختيار القيادات التعليمية وتوفير التدريب الكافي لهم حتي يصبحوا ملمين بكل جوانب العملية التعليمية حتي يصبح لدينا كفاءات قادرة علي التعامل مع مصاعب العملية التعليمية و مشكلاتها.

قصة قصيرة ظــــــــــــــــــــــــــــلام تاليف محمد خطاب

 

في ليلة غربية الاطوار .. أظلم الكون فجأة و بدأ الظلام يتشكل لوحوش ضخمة مرعبة مد احداهم يده في جسدي ينتزع أحلامي و ذاكرتي و بضغطة مؤلمة يوقف خفقات قلبي ليصبح قطعة لحم بلا روح أو احساس .. جليد يلفني .. وزمان مستلقي علي أريكة الانتظار .  فجأة بدأ جسدي يرتفع في الفضاء، وعيني تلتقط بقعة ضوء قادمة من اللاشيء ،  ليتشكل داخلها جنين نابض بالحياة و ذكري الميلاد الأول لأول شعاع نور حدد ملامح الأشياء .. شعاع كان جسرا نعبر عليه فوق خوفنا .. رعشة الاحساس الاول بالالم ، اللذة ، الفقد، الحب، الانجذاب ، التعلق .

الجسد المستسلم للسبات الابدي .. لا يقوي علي خفقان الروح و عذوبة المعني و تسلل الحياة لكل خلاياه .. ومطاردة الظلام في غيابات الجب .. و تراتيل الحياة تسحق جمود الموت .. عادت الحياة كتيار عاشق يسري في جسد حبيبة .. لكن لم أعود

      


مسرحية وقفة مع الحياة بقلم : محمد خطاب

 

                مسرحية وقفة مع الحياة  بقلم : محمد خطاب



الشخصيات : الشحات / عاصم / نورا/علا /البلطجي / الاول /الثاني / الثالث

الشحات :  هارمي  نفسي  في النيل خلاص زهقت من حياتي .. انا قررت

           و انتهي .. محدش يمنعني ( يقترب الرجل من سور الكوبري  

          عازما علي الصعود حديد الكوبري ثم يعود لنفسه ) ايه ده مالك

          قطعت كل المسافة دي عشان تيجي كوبري قصر النيل و ترمي

           نفسك .. خفت ليه .. ( مترددا) مش هخاف هرمي نفسي ( يقف

          أعلي السور الحديدي يصيبه الهلع ) ايه ده الميه بعيدة خالص ..

        علي ما انزل اكون مت من عطش .. انا حاسس بدوار خايف اقع

        .. مبعرفش أعوم ...انزل ازاي .. مش قادر جسمي اتخشب ..  

        حاسس اني هموت كده    من الرعب .. هموت غريب زي ما

       عيشت غريب .. لا حد مهتم بيه و لا حد بيسأل عليه  .. وياريت حد  

       هيعرفني بعد ما السمك ينهش جسمي .. أكيد البلطي هيعمل عليه

       وليمة .. وحته من جسمي هتقف في حلق حد بيكرهني و هيبصقني في   

        الزبالة لا انا مش عاوز اترمي في الزبالة و النمل يقطعني و

       يوزعني علي اصحابه و يخزني لعياله لالالا .. منظر سخيف

        ( ينظر حوله) حد يلحقني و ينقذني

           (يقترب منه بعض الشباب أحدهم سمين  )

الاول : شايف يا وللا الراجل اللي وقف علي السور

التاني : آه طلع ازي

الثالث : عاوز يعمل زي تيتانك

الاول تيجوا نعمل زيه

الثالث : فكرة

الثاني : لالا .. انا مقدرش اطلع زيكم

الاول : مكسوف انك تخين

الثاني : متقولش تخين

الثالث : طب تعالي و اطلع يا رفيع (يضحكوا)

الثاني : بتتريق عليه طيب اللي هيطلع هوقعه و أولكم الراجل ده

الشحات : لا و النبي مبعرفش اعوم

الثالث : فكرة حلوة يا تختخ

  (يتخانق الثاني مع الثالث الاول يحاول الفصل بينهم ويقتربوا من الشحات)

الشحات : انا هقع وهموت وانتوا بتتخانقوا

الاول : عامل فيها بطل و انت خيخه انا هزقك

الشحات : لا و النبي انا مرعوب قلبي هيقف

الثاني : (يضحك) جبان

الشحات : حتي انت يا تخين (الاول و الثالث يشيروا للثاني بسخرية)

الثاني :  بتضحكوا عليه (و يبدأ العراك بينهم)

( يدخل عليهم بلطجي و في يده شومة )

البلطجي : فيه ايه ياد انته وهوه روحوا العبوا بعيد

الاول : خلصوا يالا نمشي من هنا

الثالث : احنا ماشيين اهو

البلطجي : (يشير للثاني) خدوا الواد التخين معاكم (يضحكوا)

الثاني : مقبولة منك يللا يا شباب  خدوني معاكم (يخرجوا)

الشحات : (للبلطجي) ربنا يكرمك .. خلصتني من شوية العيال دي .. دول كانوا هيوقعوني في الميه

البلطجي : طلع يالا المحفظة و هات الفلوس اللي معاك

الشحات : يا بلطجي بيه بعد اذن حضرتك

البلطجي : حضرتك ايه و اذن ايه باين عليك تلميذ

الشحات : لا انا .. انا

البلطجي : انت ايه

الشحات :  لا مش هقولك

البلطجي (يرفع الشومة ) ولا مالك هتخوتني ليه .. طلع المحفظة

الشحات : ( يرتعش ) يادي الليلة السوداء ايه الللي جابني هنا ما كنت

              في حالي ..  كافي خيري شري .. يا حضرة

البلطجي : نعم

الشحات : معقولة تقبلها علي نفسك تاخد محفظة واحد منتحر ده حتي حرام

البلطجي : يا كبير انت دلوقتي لما هترمي نفسك هتموت صح

الشحات : بس متفولش عليه

البلطجي : (متعجبا ) مفولش .. طب انت هتموت

الشحات : اه اه هومت عرفت

البلطجي : هتعمل ايه بالفلوس بقي

الشحات : و لا حاجة

البلطجي : طيب (بتأثر )  سيبهم ليه صدقة تبقالك بعد مماتك (يبكي ) ده الكفن مالوش جيوب

الشحات : (يبكي بتأثر ) صحيح بس (تدخل فتاة و خطيبها)

نورا : عاصم شايف الراجل اللي واقف هناك علي السور

عاصم :  شكله هيرمي نفسه في النيل

نورا : أوه أخيرا شوفت حد وهو بيرمي نفسه في النيل .. حدث لا يصدق

عاصم : تعالي نتصور معاه سيلفي قبل ما يموت

نورا : الله علي افكارك (تشير  للشحات )  يا قمر .. يا قمر

الشحات : ( بذهول) قمر أنا الله دي الحياة احلوت قوي

البلطجي : هات الفلوس

الشحات : فلوس ايه انت مش سامع

البلطجي : سامع ايه

الشحات : مش شايف (يشير للفتاة)

البلطجي : شايف ايه (بابتسامة بلهاء ) آه .. شوفت

الشحات : ينفع بعد كده انتحر

البلطجي : ارمي نفسك وخلص

نورا : عمو البلطجي لو سمحت ممكن تصورني انا وعاصم خطيبي

             مع عمو المنتحر

عاصم : اوعي تكسفنا ياعمو وهنعمل بوز البطة

البلطجي : (مندهشا) نعم

الشحات : دي طلعت مخطوبة زقني في النيل يا عمو البلطجي

البلطجي : استنه يا مرزق لما نقلبهم و نشوف معاهم قرشين

نورا : احنا مستعدين ندفع 100 جنيه و تصورنا

البلطجي : قليليين

عاصم : 300 جنيه حلوين

الشحات : 300 عشان تتصوروا معايا

نورا : انت مش عارف انا كنت مستنية اللحظة ازاي

الشحات : انا .. اللحظة .. انتي متعرفيش انا دلوقتي بقيت مش عاوز انتحر

نورا : (لعاصم) خلاص يا عاصم يللا بينا ده مش هينتحر

عاصم : عطلتنا علي الفاضي

البلطجي : رايحين فين ده هيرمي نفسه في النيل دلوقتي حالا

الشحات : ايوه هرمي نفسي تحبوا تشوفوا (يحاول القفز)

نورا : (للشحات) استني مترميش نفسك

الشحات : للدرجة دي خايفة عليه

عاصم : خايفة عليك ايه يا تافه دي عايزة تتصور قبل ما ترمي نفسك

نورا : تعطي ال 300 جنيه للبلطجي يللا يا عاصم نتصور

البلطجي : طبعا اتفضلوا عشان السلفيك بتاعكم

الشحات : (بنظرة استسلام لنورا) انتي عاملة زي الدنيا مرة تديني الامل

          و قبل ما افرح  تاخديه مني تاني

نورا : باين عليك فليسوف

البلطجي : مش وقته هاتي تليفونك اصورك معاه

      ( تعطيه التليفون ويقف عاصم علي يمين الشحات و نورا علي

          يساره وعلي وجهها تكشيرة)

عاصم : اضحكي يا نورا عشان الصورة هو احنا هنلاقي كل يوم حد منتحر

نورا : مش قادرة صور و خلاص

البلطجي : ( لعاصم ) صورتكم وريني موبايلك يا افندي عشان اصوركم

عاصم : اتفضل

البلطجي : اما انا محظوظ النهارده بشوية الخرونجات دول

عاصم : مش هتصورنا

البلطجي : اه هصوركم بصوا النيل وراكم شكله ازاي

          (يبصوا وراهم يجري البلطجي )

نورا : ده سرق الموبايلات روح وراه يا عاصم

      (يخرج عاصم  وتخرج وراه)

الشحات : خسرتوا الفلوس و الموبايلات وانا خسرت حياتي و البلطجي الوحيد اللي خرج كسبان .. محدش عاوز يسيبني في حالي حتي و انا (تدخل فتاة جميلة)

الشحات  : تاني بنت حلوة بتعدي قدامي وتفتح نفسي للحياة دي جاية

         عليه ياتري عاوزة ايه مني

علا : اسمع يا استاذ لو سمحت

الشحات : (ينظر خلفه) أنا

علا : اعرفك بنفسي الاول انا صحفية وكل يوم باجي المكان الزفت

         اعمل لقاء مع حد بينتحر وفي الاخر بيرجع في كلامه .. و يكتشف

        قال ايه انه بيحب الحياة معقولة فيه ناس كده أنا خلاص زهقت

         من الشغلانة دي بقي

الشحات : مش فاهم هو حضرتك صحفية تخصص منتحرين

علا : انا متخصصة في الكوبري ده بس انما الكباري التانية

        بيغطيها زمايلي

الشحات : يا سلام

علا : متقولش كده انت عاوز تنتحر ليه

الشحات : غلاسة

علا : (بتهديد) متقول عاوز تنتحر ليه و من غير ما تستخف دمك

الشحات : زهقت من عيشة البني آدمين و غشهم فقلت ارمي نفسي في

         النيل يمكن يكون النيل احن عليه من الناس .. و

علا: فيه سبب تاني

الشحات : بصراحة عندي احساس اني لو رميت نفسي في النيل

            احسن مليون مرة من عيشة من غير شغل

علا: طيب ما تدور علي شغلانة

الشحات : دورت لما زهقت

علا : ده سبب تنتحر عشانه .. لو كل واحد مالقيش شغل انتحر ..

          البلد   هتخسر زهرة شبابها اللي هما احنا

الشحات : الحكم دي مالهاش لزمة .. انا خلاص نويت و مفيش

          حاجة هتعطلني

علا : يا سلام طالما نويت يبقي ازقك

الشحات : لالا استني

علا : هتتأخر علي السمك تحت .. دول جعانين و بيدورا علي لقمة

الشحات : ( ينظر لاسفل ) السمك جعان ما ياكل .. ما بياكلوا بعض

علا : خفت

الشحات  : بصراحة  مرعوب

علا :(  تمد ايدها ) انزل معايا

الشحات : أديني نزلت مش تعرفيني بنفسك

علا: مينفعش اتعرف علي تافه زيك

الشحات : وليه الغلط ده أنا مهندس يعني كنت طالب متفوق و في

         الكلية كنت متفوق

علا : كلام ممتاز فين المشكلة

الشحات : المشكلة اني من اوائل الدفعة ورغم كده لا لقيت مكان في

       الكلية ولا بره الكلية 

علا : كتير المشاريع الخاصة دور انما تستسلم كده

الشحات : دورت

علا : دورتاني .. مكسل تدور و مش مكسل تنتحر

الشحات : لما الحياة تتقفل في وشك و تشوفي شباب زيك متوفر لهم

              كل حاجة  الدنيا بتسود في عنيكي

علا : كلام خيبان .. طول ما فيك نفس يبقي فيه حياة و أمل

( يدخل البلطجي وهويصرخ وخلفه نورا و عاصم يضربانه )

علا : مين ده

البلطجي : الحقيني يا ست الصحفية هيموتوني

علا : انت تاني تستاهل الضرب

نورا : كنت فاكر انك هتهرب مننا ياخي ده بعدك

عاصم : ( يضربه بايده ..  تؤلمه ) اي ايدي وجعتني يا بلطجي يا وحش

نورا : ما تسترجل ياه

الشحات : خلاص سيبوه الراجل اتهري ضرب

نورا : انت مانتحرتش

الشحات : (ينطر للصحفية ) خلاص غيرت رايي و هدور علي شغل

عاصم : و السليفي

البلطجي : انا يا ست هانم هرمي نفسي في النيل ..  خدوا معايا سليفي

نورا : الله أخيرا هاخد السيلفي

البلطجي  : بس هاتو 500 جنيه

نورا : اتفضل

البلطجي : و ال 300 جنيه اللي خدتوهم مني

نورا  : وادي 300 جنيه خلصنا بقي مين هيصورنا

الشحات : انا هصوركم ابتسموا

نورا : حاضر  (يبتسموا)

الشحات : (للبلطجي) انت لا متفتحش بوقك لتبلعهم

البلطجي :  ادي قفلت خلاص صورت

نورا : يللا ارمي نفسك عشان نصورك وانت بتنتحر ونوريها لاصحابنا

علا : انت هتعملوا ايه سيبوه مش خلاص اتصورتوا

البلطجي : اه  والنبي الحقيني يا ست الصحفية

عاصم : ده رجع عيل ... هات الفلوس

البلطجي : يشير بعيد شايف العصفورة

عاصم : عصفورة الله

(يجري البلطجي يجري عاصم ونورا خلفه علا و الشحات يضحكان)

علا : ها وانت ناوي تعمل ايه

الشحات : الحياة مبنعرفش قيمتها الا لو حسينا اننا هنخسرها

علا : طيب انت وبسيطة اديك عرفت قيمة الحياة الدور والباقي علي  

        سواقين العربيات اللي بيموتوا  كل يوم علي الطريق و يموتوا  

        و يرملوا ويموتوا الناس اللي ملهاش ذنب  بسبب الحوادث اليومية

الشحات :  صحيح مصر بتخسر زهرة شبابها في حوادث الطرق بسبب

             السرعة الزايدة و الحجات اللي بيتعطاها بعض السواقين عشان

             يطبقوا في الشغل ويكسبوا اكتر

علا : لازم حملة توعية .. لازم تثقيف للناس دي و نفهمهم أن في العجلة

       الندامة  .. لازم نوصلهم ونخاطبهم .. والامثلة ليهم واضحة كام سواق

       زميلك خرج بالعربية عشان يلحق الدور و مرجعش لا لحق الدور و

        خسر حياته وحياة غيره .. يا عالم لازم وقفة مع الحوادث

( يدخل عاصم ونورا و البلطجي يضع شاش حول وجهه و

الاطفال الثلاثة )

نورا : واحنا معاكم مش كده ياعمو البلطجي ( تضع يدها علي كتفه)

البلطجي : (يصرخ) أه .. حاصر طيب فعلا كل يوم يموت حد نعرفه

              او قريب مننا

الاول : و برضه الشباب اللي بيسوق موتسكلات و بيعملوا حوادث

         و بيموتوا او بيتصابوا بعاهة

الثاني :  وبرضه مبيتعلموش  عشان كده كلنا ايد واحدة (لزميل الثالث ) مش كده يا تخين

( الثالث  يصحك بشكل هستيري و يضحكوا معه .. البلطجي مكشر تنظر له نورا يضحك من الخوف )

 

 

 

الأربعاء، 13 مايو 2020

تسرب لا نهائي بقلم : محمد خطاب




تتطاير الافكار ، و تتناثر من رأسه ، لا شيء يستقر مكانه .. الضغوط اليومية تستنزف عقله .. امواج تعلوها أمواج من أحداث يتخيلها و صراعات تسحقه أسفلها مع أشخاص بعضهم يعرفه و الكثير منهم مجهولين له ،أو ربما رآهم من قبل في المواصلات العامة أو أثناء التمشية اليومية قبل ساعات الحظر ... في يوم قرر أن يشتبك مع الضابط الواقف في آخر الشارع .. جلس علي الرصيف و عقله يندفع  نحوه يتحدث معه بكلام غير مفهوم و الضابط يتجاهله .. أخذ يشيح بيده للضابط و هو لا يهتم .. سقطت عيناه علي رجل ضخم الجثة عيناه تتحركان يمينا ويسرة و كأنه يهرب من شيء .. أشار اليه بشكل مستفز ، اختفي الرجل بين الجموع .. شعر أنه غير مرئي لهم .. لا أحد يشعر به .. تسقط أحدي العمارات فوق رأسه فجأة و أصوات الناس تصرخ و الغبار الخانق يملأ الفضاء المرئي .. يشعر بأن عظامه سحقت و أسياخ الحديد انغرست في جسده .. أصوات سيارات الاسعاف تزعجه و عويل النساء يخرجه من عالمه الجديد نعم عالم جديد و جسد جديد حيث أسياخ الحديد أصبحت جزءا من جسده .. نظر الي الدم يتدفق من خلال ثقوب كبيرة تملأ جسده دفئها أسكره و تلذذ بغمس أصابع يديه .. فكر أن يكتب اسم حبيبته علي الارض المغبرة بتراب المبني ... لم يجد ما يكتبه شوي علامة استفهام .. مر شريط حياته أمام عينيه دون يشعر مثل البشر .. كان يصفه أستاذه بالكائن فوق البشري .. خرجت الاسياخ فجأة من جسده و الثقوب تمرر هواء ساخن يشعر بلسعته .. و الدم تتخثر علي ملابسه و تجف .. تصلبت رقبته و قطع الظلام تعيد ترميم جسده . غلبه النعاس نام علي الرصيف و برودة تسري في خلاياه .. تسلقت الذكريات القديمة شجرة الحلم الجافة لتحترق برماد الآلام .. دموعه تغرق الارض حاملة ذرات الملح الي بيوت النمل فتهجر الارض و تتسلق جدران المدينة و دبات أقدامها يدوي في سماء الكون .. فجأة تحترق الارض بأشعة الشمس الغاضبة و يتبخر معه في فضاء قاتم ..لا نهائي .

الأحد، 12 أبريل 2020

كورونا الصفعة البيولوجية و إعادة تشكيل العالم بقلم : محمد خطاب




العقاب البيولوجي هو وسيلة استخدمت في الماضي في الحروب تمهيدا لغزو الدول و أغلب الظن  انها عادت مع الفيروس الصيني كما سماه ترامب و الذي استهان به العالم و تعاملت كل الدول بشكل مفرد في البداية ظننا أن نظامها الصحي منيع و التقدم العلمي في مجال التكنولوجيا الحيوية سد منيع ضد أي الفيرس الجديد .
أحد أهم السيناريوهات ان الفيروس مخلق في معامل ووهان وخرج عن السيطرة و أن الصين أدركت خطورته منذ شهور وتركته يستفحل بغية تصديره للعالم .. و حظرت الحديث عنه حتي الدكتور الذي اكتشفه و مات به نبه الي خطورته ولم يستمع اليه أحد .. الفيرس الحلم بالنسبة لدولة مثل الصين من تسيطر علي الاقتصاد العالمي و تدين العديد من الدول .. مما يجعل لها الافضلية في التحكم في النظام العالمي و المحرك الوحيد له وازاحة أمريكا و أوروبا للابد من طريقها .
الشلل الذي اصاب الدول و جعل البيت الملاذ الوحيد من المارد البيولوجي سريع الانتشار و الذي لم يفرق بين دولة متقدمة و متخلفة تتعافي منه الصين و تبدأ في حصد الثمار الاقصادية باعتبارها دولة المنشأ التي صدرت الفيرس و تصدر اليوم مستلزمات الصحية و الوقائية .
العالم اليوم كل دوله منشغلة بذاتها تحصي   الضحايا اليومية و الحصاد المرير للفيرس الذي يزداد بمتوالية هندسية وو ما يفوق قدرات أعتي الدول الاقتصادية ما بالك بالدول الفقيرة .. وهو ما سيتسبب في اعلان العديد من الدول افلاسها و تحولها لعبيد صندوق النقد الدولي و الدول الممولة له .يالاضافة لإعادة تشكيل خريطة القوة و النفوذ الدوليين للدول الاكثر استعدادا و الصين علي رأسها .. كما أتوقع أن تتحول الديون المتراكمة علي غالبية دول العالم  لسيف صيني مسلط علي تلك الدول و سياستها .. إعادة تدوير الديون و الاستثمار فيها سيجعل الصين القوة التي لا تقهر و المتحكم الوحيد في الاقتصاد الدولي و بالتالي السياسة الدولية  .. فهل يتحول التنين الصيني لمستعمر جديد أشرس من دول الاستعمار العتيدة   اوروبا و أمريكا ؟

الخميس، 9 أبريل 2020

طارق شوقي و الرهان الصعب



بقلم : محمد خطاب
منذ غياب طه حسين عن الساحة لم يأت وزير مجدد مثل طارق شوقي حين قرر مواجهة البيروقراطية المصرية و سدنة التعليم التقليدي وحراس التلقين و الحفظ
و أباطرة الدروس و ترزية الامتحانات و القيادات التقليدية في المديريات و الإدارات و أنصار الثبات و الجمود في مراكز صنع القرار .. اتخذ القرار بمساندة القيادة السياسية و تغيير دفة التعليم من تقليدي الي تعليم جديث يعتمد علي التكنولوجيا و البحث العلمي و التعلم عن بعد .. و اتاحة التكنولوجيا و التعليم الالكتروني علي مدار اليوم .. ومن الروضة والصفوف الاولي الابتدائية بدأ التغيير و لاحظنا جميعا كيف يتم التفاعل داخل الفصول بين الطفل و المعلم .. وتحول عملية التعليم لتعلم شيق و لم يعد اليوم الدراسي عبأ علي طلاب تلك المرحلة .. بالطبع تمهيد الأرض البور من أجل غرس الفكر الجديد واجه صعوبات مادية و فنية و لكن الصعوبة الاعظم في مقاومة المجتمع التقليدي و المحافظ للتغير خشية عدم نجاح الابناء و انتقالهم من مرحلة لاخري دون عناء او فهم!
والتصريحات اليومية من الوزير الفنان للرد علي حملات التشكيك في جدوي التالبت و نظام الاسئلة الجديد المصاحب له و ضرورة عودة الثانوية للشكل التقليدي الذي أرهق الاسرة المصرية سنوات وسنوات .. و يشاء الله أن تأتي أزمة جائحة كورونا لتتوقف الدراسة داخل المبني المدرسي و تنتقل اجباريا التعليم عن بعد عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي و التفاعل الهائل و الاقبال من المعلمين علي نشر فيديوهات تعليمية بدلا من منشورات لا طائل من ورائها .. ووجدنا كنز هائل يتلخص في القدرة علي نقل المدرسة للمنازل .. وهو مأزق تحاول الجامعات المصرية الاقتداء به خاصة مع الازمة الحالية .. التعليم الالكتروني أصبح كالماء و الهواء وأي حديث عن قلة الامكانيات سيتم تجاوزه في عصر السماوات المفتوحة .

الأربعاء، 29 يناير 2020

صفقة القرن وتأثيرها علي المناهج الدراسية بقلم : محمد خطاب


هل كتب التاريخ الحالية تصلح للتدريس ؟
 هل لدينا أمجاد نحكيها للاجيال الجديدة من الطلاب ؟
هل نحن أمة تستحق الحياة  ؟
 هل العروبة شرف ننتمي اليه أم عار علينا التخلص منه ؟
الصراع العربي / العربي  و تآكل الانظمة العربية بفعل التآمر العربي أسبابه و نتائجه و الدروس المستفادة .
أسئلة كثيرة تتهادي الي عقلي تبحث عن أجوبة .. عن حضارة عربية .. بنيت علي الكره و التآمر العربي/ العربي  .. كيف نشرح أن دولا عربية تفككت  بفعل تكالب أعداء الامة مع حلفاء عرب .. و فاتورة الحرب تدفعها دول عربية  أخري .. توظيف الثروة العربية و النفوذ السياسي ضد مصلحة الأمة ذاتها .. أمة حملت بذور فنائها بداخلها .
ماذا سنكتب عن سوريا التي تفككت ؟ و المعارضة التي جمعت كل ذئاب العالم لتنهش جسد أهلها و التمويل و المشاركة في العار عربية/ اسلامية / غربية و الجيش السوري الحر اكبر اكذوبة لمرتزقة بشعار وطني لاقتلاع الارض السورية و اهدائها للوالي العثماني الجديد في تركيا .. وحين انتهت مهمتهم و استولت اسرائيل علي الجولان بشكل نهائي و تركيا علي اجزاء واسعة من سوريا وايران وروسيا و التحالف الدولي ذهب الجيش السوري الحر الي ليبيا تاركا بلاده و القيام بغزوة مدفوعة الثمن لصالح تركيا !!
كتب التاريخ الحالية لا تصلح لوصف الحال العربي .. ان قوس الفناء فتح ولم يغلق بعد .. العراق – ليبيا – سوريا – اليمن ...الصدام بين قطر و الرباعي العربي و تحالف قطر مع الاتراك والايرانيين بشكل فج ضد الامة و تورط الجيش السعودي و الاماراتي في اليمن و تفكك اليمن ..  وما تبقي من العرب محاصر في كانتونات و يجثم علي اراضيه جيوش غربية .. واليوم تنتهي صفحة النضال العربي في فلسطين بعد ضعف الامة وهوانها و انشقاق الفلسطنيين أنفسهم  و تكالبهم علي المغانم علي حساب الوطن .
الاندلس سقطت و اليوم تعود تسقط الامة في حضيض التناحر و التمزق و الكل عاجز عن اتخاذ موقف ضد المحتل الاسرائيلي او التركي و النهب الغربي عامة و الامريكي خاصة لموارد الامة و تظل مصر سفينة قوية موحدة  تواجه مصيرها بثبات و عزيمة  و لكن مصر جزء من الامة وليست كل .. مصر النواة الصلبة و لكن المصير العربي المشترك يستلزم اعادة كتابة التاريخ وتدريسه بشكل مختل او أونلاين .. حتي نشرح للطلاب كيف وصلت الامة الي الحضيض ؟ بشكل عجز مفكرينا و قاداتنا عن التنبؤ به .. بعد النصر التاريخي لدولة اسرائيل و الفاتورة علي حساب الدول العربية نفسها !!
  و كأننا أما تاريخ كارتوني لا ينطق و ينبأ بحاضر .. و اعادة كتابته و تدريسه واجب للفهم و التعلم من دروس الماضي و مواجهة مستقبل بات مجهولا و مرعبا


الأحد، 19 يناير 2020

ازالة العثرات حتي ينجح النظام الجديد للثانوية العامة بقلم : محمد خطاب





متى يستقيمُ الظلُّ والعودُ أعوجُ ينطبق  قول الشاعرعلي النظام الجديد للثانوية العامة .. حيث تتعاظم مشكلات تحول دون نجاحه منها أن التغيير الثوري في نظام الامتحانات سواء الورقي أو التابلت و الذي يقيس المهارات العليا عند الطالب مثل الفهم و البحث والاستقصاء .. الخ و هو الذي أتي الي الثانوية من المرحلة الابتدائية و الاعدادية غير معد و لا مؤهل تماما للتعامل مع النظام الجديد .. حيث الامتحانات تقيس مهارة واحدة وهي الحفظ و التدريس يتم باستراتيجية أساسية وهي التلقين .. اذن الثورة يجب أن تبدأ بالمرحلة الابتدائية و هو ماتم للصف الاول و الثاني الابتدائي ولكن هذا الجيل أمامه سبع سنوات حتي يصل للمرحلة الثانوية .. اذن علينا تغيير نظام الامتحانات من المرحلة الاعدادية و تدريب المعلمين و الطلاب عليها و ذلك حتي يحدث موائمة بين متطلبات النظام الجديد للثانوية العامة و الذي يتطلب طالب دارس وباحث في نفس الآن .. طالب لديه القدرة علي فهم العلومة و تجذيرها من خلال الاطلاع علي معارف مختلفة .. و هو يتطلب منهج يتناسب و المستهدف من التطوير و أساليب تدريس حديثة و معلم معد جيدا و مدرب عليها .. تحفيز المعلمين من خلال المكافآت المالية و المعنوية .. كثافة التدريبات للمعلمين لانه بدون معلم متحمس و واع و فعال يتحول التطوير سراب .
الصف الاول الاعدادي و الثاني الاعدادي لو بدأ تطبيق النظام عليهم ورقي مع توافر النماذج الامتحانية مرتين كل تيرم دون ربط ذلك بالنجاح بل بالحضور و المشاركة في جميع اعمال الامتحانات و المشاركة في الابحاث بجانب تطوير مكتبات المدارس لتكون الكتب بها مناسبة لما يدرسونه لا كتب قديمة عفا عليها الزمن لاتسمن و لا تغني من جوع .. عنده ستكون الثانوية العامة مرحلة عادية يستطيع الطالب /الباحث تجاوزها  دون ضغوط نفسية كالتي نشاهدها هذه الايام .
أخيرا :
 النوايا الطيبة لا تكفي لنجاح المنظومة بل تفهم ولي الامر و من قبله الطالب و المدرس له
وهو أمر ما زال بعيد المنال .