لإصلاح حال التعليم علينا أن نفكك منظومة التعليم و نقيمها و ندرس بواطنها قبل أن دمجها مرة أخري في بناء متماسك لا يستثني أحد و أري و قد يختلف معي فيها الكثير أن عناصر المنظومة تبدأ من المحيط الأعظم و هو
أولا : العالم المحيط بنا :
العولمة و ما يشوب العلاقات الدولية من تطورات و صراعات و تأثير ذلك علي الأمن والسلم الدوليين وتبعات العولمة و الذوبان الثقافي لمجتمعاتنا في ثقافة مسيطرة و أقوي ثقافة الغرب التي استقطبت شبابنا و غسلت عقولهم وباتوا جزءا مدمجا في قيم و فكر مختلف الجذور مما كانت تتعامل معه المؤسسات التعليمية من قبل .. الطالب الموجود في المقعد أمامك منعزل كلية داخل شبكات التواصل و مفردات العولمة لا يري ما تراه كتب الوزارة العقيمة من وجه نظره و التي لا تواكب التطور في المجالات الثقافية و الاجتماعية و الفكرية و العلمية .. مناخج لا تشبع ميول الطلاب النهمة لمعرفة يسبروا غورها لا تغرقهم في بئر الحفظ والتلقين و التقييم بالدرجات و الحصيلة العلمية صفر .. وهو ما جعله ينصرف كلية بروحه و عقله ووجدانه عن المدرسة و يبقي فقط جسدا ثائرا ساخطا يقاوم أية محاولة لتغييره.
المعلم في مفترق طرق حقيقي بين وزير يهينه و يراه غير مفيد وزير يري أن المعلم الحديث عجينة قابلة للتشكيل أما القديم فقد عفي عنه الزمن و يجب اسبتداله حتي يأتي جيل قادر علي التعاطي مع المنهج المطور الذي يضعه الوزير و هو ما يعني اننا نحتاج لنص قرن ليأتي معلم يرضي عنه الوزير و يخضع لسلطان التطوير .. عندها تكون خطط الوزير قد اندثرت و باتت متخلفة عن عصرها و يكون الكوكب قد عمر بجيل لا يعرفنا ولا نعرفه مما يعني استحالة التطوير بالاغراق في سيستم غير مدروس جيدا .. وخطط الوزير الطموحة نقلة نوعية و هائلة لو تم اخضاعها لعامل الزمن و التدرج في تنفيذها لا اخضاع الزمن لها .. المدارس الحالية من حيث هي مبني و أجهزة و المناهج أيضا لا تخدم ما يفكر فيه الوزير و لا يدري أحد هل التطوير سيظل شكليا فيما يخص الامتحانات أم جوهريا يخص بمضمون المنهج واسترتيجيات التدريس و آليات التنفيذ و المشاركة المجتمعية من أهل التخصص علي الاقل و المطحونين في ترس التعليم.. والتوقف عن توجيه الاتهام لهم بأنهم سبب البلاء زالتخلف الذي وصلنا له .. لان المعلم لا يدير المنظومة بل يتلقي الأوامر .. ممنوع أن يفكر أو يبدع و إلا.. وهو اما انعكس أيضا علي الطالب النمطي في التعليم و التعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق