طبيعة الانسان تنزع الي الحرية و الترحال و البحث و الاستقصاء كلا حسب
قدرته وعلمه و اهتماماته .. وكلما ارتفع سقف الفهم و العلم ارتفعت طموحات الانسان
في تغيير العالم حتي أنه يقاوم طواحين الهواء ببضعة كلمات ظننا أنها تغير شيئا أو
اعتقادا منه أنه نصل حديد .. ليفيق أن المجتمعات لها تنظيمها الموافق لطبيعتها
فمنها المجتمع الحر ؛ وهو مجتمع حريص علي الانسان و المشاركة في صنع القرار و السماح
للمقيمين علي ارضه من الغرباء بابراز طاقاتهم العلمية و الفكرية لدفع المجتمع
للامام .
أما المجتمعات الاستبدادية القائمة
علي القهر و قصم ظهر كل من يفكر أو يقول رأيا مخالفا فهي تريدك انسانا مجردا من
العقل و الفكر آلة تنفذ ما تؤمر به و تشيد بمن وضع القرار و تخرج لسانك لكن من
يعارض الهام قياداتك وتبصق عليهم .. الانسان المجرد هو كنز الامم الغائبة عن الوعي
والتي تظن أنها طالما أن أحدا لا يتكلم فهي ناجحة .. لتكتشف ان تلك الدول تمر
بمغامرات فاشلة في كل المجالات الاقتصادية و السياسية و في مجالي الصحة والتعليم ..وذلك
بفضل الطاعة العمياء للانسان المجرد و اقصاء كل من يفكر، أو يفكر أنه قد يفكر، أو
يدلي بدلوه يوما ما في قضايا بلده .. التنفيذ الاخرق للانسان المجرد يرضي و الفشل
مقبول فقط لا تقل رأيك حتي لا تجرح أحدا .. التخلف ثقافة مثل التقدم فهناك دول
توطن التكنولوجيا و العلم ودول وطنت منذ عقود الذل و القهر و عصا الطاعة لكل من
تسول له نفسه تعديل المسار !!