مفتش المادة هو مصطلح قديم يعرفه جيدا المعلمين القدامى و هو مصطلح بوليسي يعني كثيراً بالرقابة الحازمة والقاسية علي مخلوق اسمه المعلم ، مهمة المفتش الأولي أن يأتي المدرسة لتفتيش أشبه ما يحدث عندما تدخل منطقة أمنية ، يمسك دفترك وهو يرتدي النظارة الطبية حتى و إن كان نظره 6/6 يتفحصها متجهما وينتقدك لنقطة أو فاصلة ، يدخل الفصل ويقف في آخره يراقب تحركاتك جيدا و كل كلمة تكتبها أو تقولها يحاسبك حساب الملكين ، إذا أخطأت ينبهك لخطأك بعنف و ربما ينبه العالم أجمع ، يفتش أثناء شرحك في كراريس التلاميذ بحثا عن خطأ ، ومهما كان أداءك جيدا لا يشكرك لان الشكر لا يوجد في قاموس هذا المفتش الأمني ، وعندما يمسك دفتر الزيارات يكيل لك و أجدادك كل التهم التي تثبت جديته و حزمه مع معلميه ، فيكتب أنك لا تتابع الطلبة الضعاف أو أن الطلبة يثيرون الهرج والمرج أثناء شرحك و غيره الكثير وربما يتهمك بترويج المخدرات . تطور التعليم (شكليا) وكان يجب أن يتغير مفهوم المفتش وتغيير اسمه فقط من مفتش لموجه وهو تغيير في المسميات دون تغيير المضمون و طريقة الأداء المفتش الأمني هو موجه اليوم ، والكارثة التي يواجهها المعلم هو الموجه الذي يعمل في مجال الدروس الخصوصية وهو شخص لا يمكن أن تطيقه أو يطيقه أحد لأنه سيدخل عليك الفصل ويستعرض عضلاته ويهيج التلاميذ و يتعامل معك كمنافس لا كزميل ، وتجد المفهوم الأمني في التفتيش علي المعلم مستمر لليوم في التشكيلات التي تأتي من الوزارة للتفتيش علي المدارس !!
مفتش المادة أو ما يسمي بالموجه حاليا منصب اصطلح عليه في العميلة التعليمية كي يكون أحد عناصر تدعيم المعلم وزيادة خبراته ، و هو من المفترض شخص أقدم سنا ، أكثر دراية ، أكثرا علما ، أكثر تطورا ، و خبرات عملية فائقة في مجاله ، مطلع علي الجديد يوميا في مجال مادته ، هذه الصفات التي تؤسس لذراع المؤسسات التعليمية علي مصر و علي أساسها قمت عملية تطوير التعليم في مصر ، وهو من المفترض أن يدفعك دفعا للأمام لا أن يجرك للخلف ويغرقك في تفاهات لا علاقة لها بالعمل الجاد ، هو يقوم أخطاءك بشكل مهني لا جلاد يصطاد الأخطاء ، ولكن لأنها لم تدرس بعناية و لم ينظر لها جيدا وذلك لان من يديرون العملية التعليمية أما أنهم من خارج العملية التعليمية مثل دكتور الأطفال السابق د/حسين كامل بهاء الدين أو قانوني مثل فتحي سرور أو مستثمر مثل يسري الجمل أو أشخاص لا فكر لهم من مدرسة الطاعة العمياء ، أما العلماء أو المخصص فلا مجال لهم في مجال التعليم ، لذلك تري آلاف النظريات التربوية التي تؤسس لنهضة شاملة في مجال التعليم لا يأخذ بها أحد و لا يدري بها أولي الآمر فبالله عليكم كيف نخرج منتج متعلم جيد في ظل تلك المعوقات
كتبها: محمد خطاب
نشرت في المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق