في ليلة غربية الأطوار .. أظلم الكون فجأة و بدأ الظلام يتشكل لوحوش ضخمة مرعبة مد احدهم يده في جسدي- ينتزع أحلامي و ذاكرتي و بضغطة مؤلمة أوقف خفقات قلبي- ليصبح قطعة لحم بلا روح أو احساس .. جليد يلفني .. وزمان مستلقي علي أريكة الانتظار . فجأة بدأ جسدي يرتفع في الفضاء، وعيني تلتقط بقعة ضوء قادمة من اللاشيء ، ليتشكل داخلها جنين نابض بالحياة و ذكري الميلاد الأول لأول شعاع نور حدد ملامح الأشياء .. شعاع كان جسرا نعبر عليه فوق خوفنا .. رعشة الأحساس الأول بالألم ، اللذة ، الفقد، الحب، الانجذاب ، التعلق .
الجسد المستسلم للسبات الأبدي .. لا يقوي علي خفقان الروح و عذوبة المعني و تسلل الحياة لكل خلاياه .. ومطاردة الظلام في غيابات الجب ، و تراتيل الحياة تسحق جمود الموت .. عادت الحياة كتيار عاشق يسري في جسد حبيبة .. لكنها ليست روحي انها روح سجينة مملوءة بالألم و اليأس و الحزن و خيبة الأمل ..و عويل الريح في كهف مهجور .. و أنفاق حفرتها أحزان ما فات ولن يعود .. وانكسار إنسان بات أشلاء ملقاة في ماء آسن تتحلل خلاياه ويذوب في غبار الكون السرمدي.