قاعدة لا تنساها : انتقاد مواقف نظام حاكم في دول العالم
الثالث يرسلك للجحيم ، المطلوب منك فقط التصفيق و الصفيق الحاد و الفرحة التي تصل
لحد الإغماء .. فنحن متحذلقون في انتقاد أسباب هزيمة 67 و حرب اليمن رغم أن وقتها
الشعب دعم و ساند وبكي ولم يجرؤ أحد علي الاعتراض ، و نتفلسف حين نتحدث عن اتفاقية
السلام وضرورتها و الانفتاح و سلبياتها ، ثار الشعب صدفة حين قرر إنهاء
30 سنة حكم مبارك رغم أن سلبية الشعب سببا في المأساة ولكن الأنظمة الشمولية تجد
الهاء الشعوب و التلاعب بمشاعرها و تفرقتها عند اللزوم لشعب متصارعة أهلاوي
وزملكاوي و الترس إلي آخر الحيل ، ثم يأتي
الوقت الذي يتعب النظام من التلاعب بالعقول فتقوم الثورة ، و هو ما يحدث اليوم حين
تحولت أنظار الشعب المصري عن كارثة تمس
أمنه المائي بشكل خطير – سد النهضة- إلي
فنانة قصت شعرها ، و مسلسلات مرتضي منصور الهزلية و دائرة اللجان و العالم علمين و تخفيض الضرائب ديون الزمالك من مليار و
200مليون إلي 40 مليون ! رغم أن الضرائب تنهش جيوب المواطن البسطاء و لا تلقي بالا
للتخفيض أو التقسيط !
نحن في أزمة و سد النهضة أصبح واقعا و من يلوم ثورة يناير مخطئ لان الرئيس
عبد الفتاح السيسي حكم مصر تقريبا 10 سنوات ماذا فعل منذ إعلان المبادئ سوي حظر
الحديث عن الأمر لنجاح المفاوضات و رغم الاهانات إثيوبيا لمصر المتكررة و تأكيدها
أن النيل إثيوبي و سيقيمون خلفه عشرات السدود حتى يتحول النيل لترعة لا ماء فيها تعبرها علي قدميك مثلما يحدث في العراق و سوريا
لم نتعظ ، غياب الضغط الشعبي الواثق في السلطة السياسية إما ثقة وإما خوفا أدي
لترهل المفاوضات و تلاعب إثيوبيا بمصر و السودان و ها نحن نستيقظ علي مرحلة
جديدة من عبث المفاوضات وفشلت وستفشل و ستذهب بلادنا لمصير مظلم لا شفاء منه ، و
سيصبح النيل تاريخا و الشعب منشغل بالعالم علمين و بتوافه مواقع التواصل
الاجتماعي، للأسف الاعلام لون واحد ويكرر انجازات هائلة حدثت في مصر في فترة حكم
الرئيس السيسي و لكن كيف تختفي مشكلة السد من الاعلام و لما لايوجد ضغط شعبي ولا
برلمان يتحرك ويطالب بموقف واضح للدولة التي تكتفي بالفرجة علي ما يحدث و استعطاف
اثيوبيا لتقديم تنازلات ولو بالكلام
الحكومة الحالية ضعيفة لا قيمة لها و هو بمثابة شركة مقاولات تبني مشاريع
وتهدر المليارات و لا تملك حلول اقتصادية أو سياسية و لن يرحمنا التاريخ و لن يرحم
الصامتون علي المهزلة حين يجف نهر النيل و نعاني الأمرين مثلما يحدث في سوريا و
العراق .
من يملك مجري النهر يملك مقدراتك و يملك السلطة عليك و
عليك أن تزحف علي بطنك حتى أديس ابابا أو أبو ظبي عاصمة القرار في موضوع السد.