مجرد حلم ! يا الهي ! لم أفعل شيء سوي أنني حلمت بأن أكون إنسان حر ، لأجدهم أمامي يحاسبونني ،
يقول الأول :
هل جننت ؟ حرية ! أنت مجنون
قام الثاني بالبصق علي الأرض ، و احدي عينيه محمرة و الأخرى؟ لا أستطيع أن أحدد ، لكني لا أراها .. ربما سقطت منه في لحظة انفعال .
اشتعل رأسي بالأسئلة عن حقيقة ما يحدث .. من أين جاءوا ؟ ومن هم و لما أزعجتهم كلمة حرية رغم أن الكلمة لم تفارق شفتي !
قال الأول : لما تفكر ؟
الثاني : وفيما تفكر؟
الأول : لماذا أنت صامت؟
الثاني : هل تدبر أمرا؟
الأول : لا تعجبك أحوال البلد ؟
الثاني : لم يبق إلا أمثالك ؟
الأول : احمد ربك أنت حي حتى هذه اللحظة
صرخت بأعلى صوتي : من أنتم؟
الأول : نحن من نسأل بل نحن السؤال و أنت الإجابة
الثاني: أري انك تأخذ علاج الضغط
قلت : أهي جريمة؟
الأول : طبعا
الثاني : لما يرتفع ضغطك
الأول : تبدوا حانقا ، غير راضي عن أحوال البلاد
الثاني : أنت تكره الحاكم
الأول : لا تعجبك سياسة البلد .. أنت نكرة لا يحق لك التذمر أو الشكوي
قلت أجيبوني أولا: من أنتم ؟
الأول : من أعطاك حق السؤال ؟ أنت مجرد مواطن تنفذ ما يأمرك به قادتك .. أنت آلة لا يقيم لها أحد وزنا .. فقط تنفذ
قلت : طبعا .. تخت أمركم و أمر قادتي و أعتذر لأنني حلمت بالحرية .. شيء فظيع أن تكون حرا
الثاني : أخيرا اعترفت بخيانتك
نفد صبري و صرخت بأعلى صوتي : خائن لأني أحلم
استيقظت علي دف شعاع الشمس وصوت المنبه المزعج ، ليبدأ روتيني اليومي بالذهاب للعمل و تنفيذ الأوامر.. مجرد ترس لا يحق لك الشكوى أو التذمر أو حتى الحلم !