كشفت الجولة الأولي للانتخابات عن تجذر الفساد وتشعبه في التربة المصرية حتى
انه يعيد تشكيل الخريطة السياسية توطئة لعودة الحكم العسكري مرة أخري علي يد الجنرال شفيق ، أثبتت الأيام أن
التسامح مع الماضي في الثورات له نتائج كارثية علي مستقبل البلاد ، والثورة
البيضاء أثبتت أنها كانت كذلك للفلول و كانت دامية للثوار . أثبتت الجولة الأولي أن
الفساد تسرب إلي بنية المجتمع و غير تفكير المصريين بالنسبة للحرية التي باتت
مستقطبة إما للتيارات الدينية التي أرهبت المجتمع بفتاوى انتخابية من الطراز الأول
وبأداء خائب في البرلمان و استعراض للقوة في فترة الدعاية الانتخابية للمرسي أو ما
يسمي ( الاستبن ) ، أو حكم العسكر الذي صدر كوارث طوال فترة حكمه للبلاد في عقب
خلع مبارك .. بنية الفساد تلك لها صوت انتخابي يستطيع الحشد والتمويل و له آلته الإعلامية
الجبارة ، وهو متشعب داخل كل مؤسسات الدولة من محليات و وزارت ورجال أعمال و تجار و شرطة وجيش و عصابات منظمة ، إنهم دولة داخل الدولة تم تكوينها علي مدار عقود
طويلة وتستطيع أن تقدم وجهها القبيح وتصدير الأزمات للشعب مثل أزمة البنزين والغاز والعيش و الخطف و
التصفية و الحرائق التي اشتعلت في ربوع مصر فينشأ رأي عام مرتعش يتمني أن يعيش في
ظل حاكم ظالم أفضل من حرية منفلته ، كما
تستطيع أيضا بنية الفساد إن تقدم الوجه الأخر
المثقف الذي يبدأ عملية غسيل مخ للشعب من خلال أصحاب الياقات البيضاء في الإعلام
و المؤسسات الحكومية والخاصة التي تلعب علي وتر لقمة العيش و الأمن ، يساعد
تلك البنية غياب خطاب موحد للثورة و للنخبة المثقفة ، كذلك إقصاء الثوار عن
الساحة بعد انتهاء الثورة وظهور وجوه
قديمة من المعارضة فقدت مصداقيتها لدي الشارع السياسي . انتصرت تلك الفئة المفسدة
المنتمية الي عالم مبارك بتمويل آل مبارك و أصبحنا أمام خيارين أما شفيق أو تيار
ديني لا يعرف سوي التكفير للمختلف معه ، بأيهما نثق ويثق الشعب لست أدري ، ولكن ما
أراه أننا نتاج لثورة جديدة تعيد إلينا الثورة المفقودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق