طبيعي أن تكون ولاية الرئيس محمد مرسي الأولي بها الكثير
من المشاكل ، خاصة بعد تحوله من رجل مطارد يعمل في تنظيم سري إلي رجل دولة بل
الرجل الأول في الدولة و الحاكم بأمره .
و يكفي أن نقول أنه من ايجابيات التجربة الانتخابية الأولي:
أنه أول رئيس مصري مدني يأتي نتيجة انتخابات نزيهة ، ولكن ما يجب المداومة علي
ذكره انه رئيس علي شعب منقسم علي نفسه وانه فاز بهامش أكثر 1% ، وهو ما يعد دليلا
انه لم يلق قبولا شعبيا كبيرا ، و انه رئيس شعب منقسم علي نفسه ، شعب له مخاوف
مشروعة من سيطرة تنظيم الإخوان علي مفاصل الدولة بما يسمي ( أخونة الدولة ) .
المخاوف الأكبر من وعود السيد مرسي لمناصريه – من خارج
الإخوان - في الجولة الثانية ، خاصة حين نري تحالف مع أنصار الدولة الإسلامية
وتحالف مع التيارات الدينية المتشددة و من المؤكد أن الوعود في الجانبين مختلفة كل
الاختلاف ، من وعد بدولة مدنية لا دينية ولا عسكرية .. وعد آخر بدولة إسلامية من
وجهة نظر الإسلاميين ؛ تطبق أحكام الشريعة الإسلامية .
أي الوعدين سيلتزم مرسي ؟ و كيف و تنفيذه لوعد لطرف يعني
تخليه عن أنصاره وخيانة العهد مع الطرف الأخر ؟
و لا ننسي أيضا وعده للأقباط بنائب رئيس قبطي و إعطاءهم كافة
حقوقهم التي طالما طالبوا بها وأهمها قانون موحد لدور العبادة .
علي الرئيس أولا اختيار فريق رئاسي لا ينتمي لأي فريق
وله قبول شعبي تكون مهمته إعادة رأب الصدع
وإصلاح ما أفسدته الانتخابات من انشقاقات داخل البيت المصري وهو ما يستلزم تجرع
الدواء المر و تبني سياسة إعادة إنتاج خطاب يليق
بالشعب المصري الثائر .. وتوضيح
موقفه بوضوح من ثورة 23 يوليو ومن الحضارة الفرعونية .
بعض الخطوات التي يجب أن يخطوها مرسي الرئيس :
الخطوة الأولي في
البناء تأتي من التفاف الشعب حول الرئيس مرسي و هو أمر لن يتم بدون مصالحة والتوقف
عن الهجوم الالكتروني علي كل من يقترب من اسم الرئيس مرسي وكأنه عيب في الذات
الإلهية . و أن يدرك أنصار التيار الإسلامي الذي يتزعمه مرسي الإخوان أن الاختلاف
مع الرئيس ومعهم طبيعي وليس فيه أي عداء للدين و أن الوطن متسع لجميع أبناءه .
الخطوة الثانية : تبني خطاب عاقل تجاه نصف الأصوات
الانتخابية المعارضة و التعامل معها بجدية و محاولة استمالتها لان من الصعب أن
تتخلص من أكثر من 12 مليون صوت معارض و
إلغاء كلمات مثل : التخوين والدسائس و الدولة العميقة والفلول و أنصار النظام
البائد .. فهي كلمات تصلح وأنت في
المعارضة أما الرئيس فهو رئيس للكل المؤيد والمعارض .
الخطوة الثالثة : أن يقوم حزب الرئيس وهو عضو فيه ما زال
.. بتقريب وجهات النظر بينه وبين الأحزاب و خاصة الليبرالية و العلمانية وتوضيح
موقفه منها كأحزاب مصرية .. و اخذ رأيها ورؤيتها لمستقبل مصر بجدية و التعاون
البناء من اجل رفعة الوطن و قطع الطريق علي المتعصبين من الجانبين ممن يرفعون راية
التكفير في وجه بعض الأحزاب .
أخيرا : نريد مستشار لرئيس الدولة للعدالة الاجتماعية لا
الانتقالية لان المجتمع يحتاج للأخذ بجدية ؛ عدالة المرتبات و إعادة توزيع الدخل
وتوفير المأوي و الملبس و العيش والغاز و العمل بكرامة . كما نريد مستشارا للرئيس
لعلاج كل من يعمل مع الرئيس من توابع
الحقبة المباركية المتمثلة في أسلوب اختيار
الوزراء و المحافظين و المستشارين
المبني علي الولاء لا الكفاءة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق