الموظف الحكومي في مصر شخصية نمطية و هو كائن هلامي
، لا إرادة له و لا قدرة علي التفكير بل هو متلق للأوامر ، مسلوب الإرادة
في مواجهة قياداته ، وهو نمط تم تعميمه علي الشخصية المصرية و كأنه مقرر مدرسي
يسير الكل عليه خشية فقدان الوظيفة وهو هم أول ، و الإقصاء هم ثان ، لذلك نادرا ما تجد ثورة قام بها موظف لأنه
خروج علي قواعد اللعبة التي لا تتيح لك سوي رفع اليد بالدعاء علي من ظلمك سرا ،
تخيل لو قال رئيسك في العمل اقتراح خاطئ و
اعترضت عليه أو اقترحت رأي أفضل ستجد عشرات العيون المصوبة نحوك وكأنك ارتكبت إثم
، لان قواعد اللعبة تمنع التجاوز في حق رئيسك و التي تقتضي :
* عدم التفكير إلا في كيفية تنفيذ أوامر مرؤوسيك
* محاولة إرضاء
رئيسك دائما بالطاعة العمياء و التبجيل المخلص
* ستر عيوب مديريك و التغطية علي أخطاءه
* لو أمرك بشيء يخالف ضميريك خذ مسكن و افعله و الا أخذت
كارت أحمر
* لو ابتكرت شيئا انسبه لرئيسك لأنه ربيب نعمتك
* سخر كل إمكانياتك المادية و العقلية له ( ستجد موظف
يمتلك سيارة سخرها لرئيسه في العمل و جعل نفسه سائقه الخاص )
* اعمل لإرضاء مديريك تنل نعيمه ، واعمل لإرضاء ضميرك
تنل جحيمه
* العمل لا يصبح جيدا إلا بالطاعة العمياء
* كن مرنا و متغيرا في فكرك بحيث تجعل عقلك ملعبا فارغا
تراك القيادة الجديدة و كأنك خلقت لأجله
* نعم ، حاضر ، أوامرك يا فندم ، من غيرك مش عارفين كنا
عملنا إيه ، كلامك حكم .. كلها طريق ذهبي
يجعلك تخطف عقل و أذن رئيسك و حينها تصبح الرجل الأول .
القواعد الذهبية للموظف الحكومي تقتل داخله الابتكار و
تخل بكرامته و من هنا كانت ثورة 25 يناير التي قام بها جيل من الشباب الثوري لم
يتربي علي تلك المدرسة و رفض قواعدها المخزية .. و انقلب الشباب لقائد لجيل السمع
و الطاعة وستجدهم في الطليعة و قد خرج من جيل الموظفين الحكومي جيل جديد يثور و
يطالب بحقه في كل المهن من المعلم ، المهندس، الطبيب إلي العامل لم يعد يخاف أحد
من الغد لأن من ذاق مر الطاعة عليه أن يهنأ بلذة الرفض لأي خطأ ، و إذا كان اليوم
الموظف الثوري منبوذ من أقرانه من الخانعين فغدا ينقرض جيل المنبطحين ليخلي الطريق
للرجال أصحاب الإرادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق