استنزفت الثانوية العامة موارد الاسرة المصرية بجانب الجهد و الارهاق و القلق و التوتر و الاجهاد الذهني للطالب و الاسرة ، و عذاب التنقلات والاقامة و المصاريف اليومية للمراقبين ، و اهدار الملايين من قبل الدولة علي جيش المراقبين واعداد اللجان و المصحيين وطباعة اوراق الأسئلة وتأمينها ، و عقد مئات المؤتمرات حول الاسئلة وتبرير تسريب أوراق الاسئلة من اللجان والغش و كشف الطالب الجاني و هو مجني عليه في الحقيقة لان نفس الطالب كان يغش منذ نعومة أظافره حتي أصبح الغش حقا مكتسبا و يسحق أي معلم يقف في وجهه فقط لأن الغش يحدث بالتراضي بين المجتمع خارج المدرسة و داخلها .. الغريب أن التسريب يحدث يوميا و لم تقف قيادات الوزارة المدججة بالفكر لتفكر لحظة في دراسة حالات التسريب و عمل خطط وقائية بدلا من التتبع و التنكيل بالطالب المسرب .. يضاف الي تلك الصورة السوداوية لجان أولاد الأكابر و انتحار الطلاب – ضحايا مجتمع فاشل - خشية عار السقوط في الامتحان .. نحن في مجتمع لا يفكر و لا يهتم بوضع حلول دائمة أو حتي مؤقته ، وغدا يبدأ نظام جديد لثانوية العامة دون أن نكون فهمنا ما يحدث في الثنوية العامة بشكلها الحالي لماذا يحدث كل عام دون دراسة او فهم .. لماذا تتكرر نفس المآسي كل عام دون حلول و هل النظام الجديد قد تم تأهيل المجتمع للتعامل معه ؟
مذا تفعل مراكز البحوث و ما أكثرها وما دور خبراء التربية في تمهيد التربة لتكون صالحة لاحتضان نظام جديد ووضع ضمانات لنجاحه وتلاشي سلبيات النظام القديم و احتمالية الفشل و المشاكل المتوقع و الحلول العاجلة والضوابط الحاكمة .. نحتاج لأكثر من تغيير نظام تعليم نحتاج لاطلاق يد العلم في اختيار الكفاءات وفي التخطيط و الأهم نحتاج لادارة أزماتنا بشكل احترافي بدلا من السقوط المتكرر لكل خطوة نطوها دون مبالاة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق