الوثائق عقد اجتماعي مكتوب بين أطراف تملك التمويل
والفعل و الاحتضان وسلطة ضامنة و يبدو الأمر من الوهلة الأولي أن وثيقة أمل الأمة
تبدو كذلك و هو أمر يحتاج إلي كثير من التمحيص و الدراسة و السؤال : هل نحتاج
لوثيقة لتطوير التعليم ؟
الوثائق ما أكثرها والشعارات التي أطلقت أكثر من طاقة
وزارة التربية و التعليم علي استيعابها .. و في صلب عمل الجودة الذي تعمل به
المدارس هو مشاركة المجتمع المدني و فلسفة وجود مجلس الآباء و الأمناء هو مشاركة
مجتمعية لتطوير التعليم و الحقيقة أن هذا المجلس عبأ علي التعليم ولم يقدم أي جديد
في أية محافظة في الجمهورية .
مصر دولة الشعارات لا الأفعال وكنا ننتظر من الثورات
المتلاحقة أن يتغير الحال و لكن ما حدث أن الأحوال تغيرت ولم يتغير الأشخاص !
مسئولية التطوير و منصب الوزير :
إرادة الدولة في
الارتقاء بالتعليم يجب أن تنعكس علي الدستور وهو ما لم يحدث إلي الآن . الدولة
ثابته و الوثائق متغيرة و يجب أن يضمن الثابت تنفيذ تلك البنود و تضمينها بالدستور
و هو أمر مستحيل لان الدستور سيصدر خلال أيام قليلة . دستور او تعديلات دستور 2012
لا جديد إلي الآن في الأفق و التعليم في آخر سلم اهتمامات الدولة . و الالتزام
بالتعليم و تطويره يظل خاضعا لكرم الحاكم و بالطبع سيأتي من يحقق أيدلوجيته الضيقة
زمنا و فكرا . ومن ينسي خضوع التعليم لعبث سوزان مبارك و شعار براق : مدرستي نظيفة
وجميلة و متطورة و الحقيقة أن المدارس لا هي متطورة و لا جميلة و لا نظيفة إلا
فيما ندر ومن جيب المعلم بمرتبه الضئيل . الدولة لديها التزامات يجب إشراك المجتمع
المدني و الأحزاب فيها و هو أمر مطروح من
زمن و هو يشابه خروجنا لتفويض القوات المسلحة لحماية الثورة رغم أن الأمر تحصيل
حاصل و طبيعة عمل القوات المسلحة حماية الثورة و البلاد !
لقد ظل منصب
وزير التربية والتعليم منصب ترفيهي للمرضي عنهم . و هو أمر مستحيل أن يستمر و يجب
أن يخضع المنصب لشرط أساسي لمن قدم خدمات تربوية أو لديه مشاريع تعرض علي لجنة من
كبار التربويين
و الوزير الغير التقليدي يكون لديه فلسفة عابرة للزمن
تستمر لأجيال
مبدع و مستنير مثل طه حسين الذي أعطي شعارا حقيقيا نفذه
باقتدار و هو : التعليم يجب أن يكون كالماء و الهواء
إذن شعار واحد حقيقي يطور و شعار مزيف يعود بنا إلي
الوراء
حقائق :
* الوزير الحالي مجتهد ويسعي إلي تطوير الوزارة و لكن
الوزارة كالعادة
مغنم لكل ذي هوي و مرتع لكل متكاسل و باحث عن الشهرة وهو
أكثر قدرة علي تغيير مسار الوزارة في الاتجاه الذي يرغبون فيه .
*الوزارة غنية و لكن توزيع
المال به الكثير من الثقوب و المخالفات
بدليل إرجاع 3
مليار للدولة في الوقت الذي تحتاج فيه الوزارة لكل مليم .
* الدستور الحالي إذا لم يشهد ثورة حقيقية من ناحية بنود
واضحة تتحمل الدولة فيها مسئولية التعليم بشكل كامل فلا رجاء و لا أمل .
* هناك قوة ناعمة موجودة داخل التربية و التعليم تتمثل
في عدد ضخم من حملة الماجستير و الدكتوراه يجب أن يتم الاستفادة بهم .
* يجب تشكيل مجلس استشاري في كل محافظة من المعلمين و
المجتمع المدني و الأحزاب و حركات المعلمين والنقابات و حملة الماجستير و
الدكتوراه المهمشين في وزارتهم ………الخ يكون عليهم عبأ تقديم مقترحات تطوير التعليم
بدأ بمحافظاتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق