الجدار
الرابع هو حائط تخيلي غير مرئي بين الجمهور من المتفرجين وبين الممثلين على خشبة
المسرح . كسر الجدار الرابع في المسرح ، هو كسر حالة الإيهام التي تستحوذ على عقل
المتفرج ليخرجه من هذه الحالة إلى حالة المشاركة في الفعل الدرامي سواء كانت
مشاركة فعلية – أي بالتدخل في الحدث نفسه - أو فكرية عن طريق استثارة تفكيره في
الحدث الذي يقوم الممثلين بتمثيله على خشبة المسرح ، و عملية كسر الإيهام أول من
استخدمها هو الكاتب و المخرج الألماني بريخت، و من هنا أطلق على مسرحه مسمى
"المسرح التحريضي"، فهو لا يكتفي فقط أن يكون المشاهد جالس بشكل سلبي بل
يجب أن يكون مشاركا أو جزء من الحدث نفسه.. انتقل الأمر من المسرح ليشمل استراتيجيات التدريس الحديثة في
التعليم علي تنوعها :
الحوار
والمناقشة
-
التعلم التعاوني .
- لعب الأدوار
.
- العصف
الذهني .
- حل
المشكلات .
-
الخرائط المعرفية .
- الأسئلة
.
-
التعلم الذاتي .
- تعلم الأقران
-
الاكتشاف .
.. حيث
أزاحت الطرق التقليدية التي يقف المعلم فيها أما تلاميذه يلقي معلومات
إليهم وهم في مقاعدهم جالسون منبهرون بما يقال ..
ليصبح الطالب عنصر مشارك ومنتج في الفعل التعليمي .. طالب مفكر .. قادر علي
إيجاد الجديد و بذلك كسر الحاجز بين المتلقي (الطالب) و المرسل (المعلم ) .. أصبح
الطالب يري أن المعلم لا يحتكر العلم و أنه من الممكن أن يكون مشارك معه .. يقتسم
الواجبات و المهام .. ومنها انتقلت
الشراكة لبنية المؤسسة التعليمية ككل .. الموظف المنكسر الراضخ لرأي رئيسه في
العمل لا يلقي قبولا من زملاءه .. كسر
الحاجز سرعان ما انتقل إلي الحياة المدنية ، و لم يعد المواطن يري القداسة التي
وضعها الطاغية حول نفسه بل هو بشر عادي بل
و أقل من العادي .. يخاف و يخطئ مثلهم .. لم تعد هناك حواجز مصطنعة يختبأ خلفها
أحد .. اقتربت المسافات البينية بين الشخصيات و بات عليك أن تكون قائدا فعليا ..
تقنع قبل أن تأمر .. لان المتلقي لن ينفذ إلا عن رضا ذاتي .. المتلقي أصبح صانع
للأحداث .. و هو أمر بات صعب التعامل معه من قبل الأنظمة القمعية فتهاوت أما طرقات
البيئة المعلوماتية التي خلقت واقع مختلف
به الكثير من الأكسجين المعرفي .. لا يستنشقه أعداء الحريات .. الشعب يصنع واقعه و
يعيشه بنفسه دون حاجة لمن يرشده و يعلمه ..
نشرت في :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق