سكتت طويلا
قبل أن تقول له أنه آخر انسان تحبه في هذا الكون و لم تكن تدري كيف تقول الكون و
تلعثمت بها رغم أنها أعادت نطقها مرات عديدة .. حتي شعرت أن الكلمة تحتاج الي خيال
أكبر من خيالها ولسان آخر بجانب لسانها .. وقفت أمام المرآة و أخرجت لسانها و هي
تقول الكو .. الكوو .. الكووون .. ضحت و هي تري نفسها تقف كالبلهاء أمام المرآة
تضبط انفعالات و جهها و مخارج الحروف و كأنها مدربة تنمية بشرية .. انزلق لسانها
خارج فمها دون قصد ليلعق كلمة كوووون وهي تقول : يا إلهي ثلاثة حروف فقط .. تفعل بي كل هذا . ما
هذا الكون الغريب سأستبدل الكلمة الحمقاء بكلمة أخري و لتكن كلمة الدنيا نعم
الدنيا أفضل و أسهل ولن أعاني في نطقها سأقولها و أنا أظهر كل حرف من حروفها
برومانسية حالمة لا بل بقسوة و بلادة .. انزلقت تحت بطانيتها الثقيلة لتشعر بالدفأ و
تنام و هي تكرر نفس الجملة وكلمة الكون تغازلها وترسم حولها أفقا ملييء بالنجوم ..
أضواء تسربت من شيش الشباك تنعكس علي سقف حجرتها راسمة دوائر و خطوط من الضوء و
كأن مجرة تحتفي بها في حجرتها .. العتمة مسحت ما رسمه الضوء فجأة ، أغمضت عينيها و
هي تردد كلمة الكووون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق