انقلبت الأحداث في مصر رأسا علي عقب و انتهي شهر العسل بين المجلس العسكري و الشعب و انقلبت المحبة لعداء شديد بين الجانبين ، ولا نعرف هلي احتكاك الجيش بالشرطة بعد الثورة أثر علي تعاملهم الأمني مع المواطن المصري ، أم دخول الجيش طرفا أصيلا للعبة السياسية جعل طموحهم في الحكم يتغلب علي مصلحة البلاد ، من يري الأمور في بداية الثورة يجد وعودا براقة بحياة رغدة ومحاسبة كل من أساء لشعب مصر من الساسة و الشرطة ، ثم نجد تقاعس مريب من الشرطة تجاه عمليات البلطجة و ترويع المواطنين وعودة التعذيب لأقسام الشرطة تأديبا للشعب ، ثم نجد عمليات طائفية نوعية تحدث بنفس طريقة النظام السابق و اتخاذ قرارات و التراجع عنها في نفس الوقت ، هذا إلي جانب تزايد الأسعار و انفلات السوق و انهيار الاقتصاد ، تحولت مصر في التسعة شهور الماضية إلي غابة حقيقة ، المواطن فيها هو الفريسة التي يقتسم جسده فلول الوطني و فلول الشرطة و البلطجية و الساسة علي حد سواء ، و كانت ثالثة الأثافي هي المحاكمات العسكرية للمدنيين والمدنية للنظام السابق و طول فترة المحاكمات وغموضها مما يعني عدم وجود أي ضوء في نهاية النفق المظلم ، و تورط الجيش في عمليات فض مظاهرات بالقوة مما عرض المواطنين للسحل والقتل و هو ما حدث في ماسبيروا بشكل بشع وكان علي الجيش التأمين لا الدخول طرفا في الصراع بين الفلول والشرفاء ، ضج الناس بحكم العسكر الذي استنسخ النظام السابق بقراراته و انتهاكه لحقوق الإنسان و عدم وجود جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين مما يعني بقاء العسكر مدة أطول و عدم قدرة المجلس العسكري ولا حكومة ألدمي علي إدارة الأزمات و حلها قبل أن تتفاقم أكثر ، لا جديد في مصر بعد 25 يناير فقط العقاب المستمر للشعب علي ثورته ، ولهذا كان علي الشعب أن ينتفض و علي الحاكم أن يصمت ويستجيب لكم الشعب .
اللهم احفظ مصر وأهلها من كل الشرور والفتن
ردحذف