ربما يخدمك التاريخ و يدفع بك لمقدمة المشهد في بلادك
كبطل قادم يحمل أمانة أمة و أحلامها وطموحها ، و تستقر فوق كرسي ملغوم غير آبه للأخطار
تفتح جاكت بدلتك لتري أنصارك أنك بلا قميص واقي ، و أنهم هم درعك و مطرقتك عند
اللزوم .. لكن في داخلك ترتعد فرائصك ، و أنت تري سجانك بالأمس وزائر الفجر هو حارسك الأمين
، و مُشرعك ، و مصدر معلوماتك الأمنية والاقتصادية و السياسية وهم من يحملون إليك
نبض الشارع . أي انك رويدا رويدا ترتدي نظارة قديمة أدمنت منظومة فاسدة ، لتري مستقبل
جديد خالي ممن طاردوك وسحلوك وسجنوا أحلام جماعتك وأعاقوا نموها ، مرحلة انتقالية
غاية في الخطورة تقود دولة بنصف شرعية و بفارق ضئيل عن ممثل الماضي وما يمثله ذلك من
ضغط نفسي بأنك أمام شعب لا يرغبك تماما ، أنت في قصر الاتحادية معزول وسط مشاكل
أمة لا تنتهي ، و أخطار إقليمية غير
محدودة ، و اقتصاد أعرج ، و صناعة هشة ، و عملة ضعيفة ، وحاجز نفسي بينك وبين
الليبرالي و العلماني و الثوري و المسيحي .. كلهم يخشون أن تكون قفاز جماعة الإخوان
المسلمين وانك مجرد بداية لمشروع كبير بالسيطرة علي مقدرات البلاد . كيف تتجاوز كل
تلك الصعاب و أنت مجرد بشر من لم ودم وكل أفعالك مرصودة وأنفاسك معدودة ودقات قلبك
محسوبة ، تركة ثقيلة تحتاج لمشروع حقيقي للمصالحة يطمئن الجميع وتكتسب ثقتهم حتى
تسير بالبلاد إلي الأمام دون أن تهتز الدفة بين يديك فتغرق وتغرق البلاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق