كانت جمعة الأمس بقعة سوداء تضاف لثوب دامي لبسته مصر في عهد أول رئيس
منتخب بعد الثورة ، تراجعت مصر الي نقطة الصفر بسبب الضباب السياسي الذي نعيش في
ظله ، في الوقت الذي يزور الرئيس موسكو لطرق أبوابها كشعب متسول يستجدي العملاق
الروسي الغذاء مقابل تقارب يعني ضمنيا السقوط في الشرك الايراني البعثي و غض الطرف
سيكون مقابل جيد لروسيا خوفا علي النظام الاسدي المتهاوي في سوريا ، لكن الرئيس
الذي لا يثق شعبه فيه كيف يثق فيه العالم ؟!
سقط الرئيس مرة أخري رغم الهالة الاعلامية من عشيرته بأنه حقق اتفاقات غير
مسبوقة ولم يأتي بالمال أو حتي القمح ، وكأنه كتب علي الرئيس أن يهوي بمصر للدرك
الاسفل بواسطة مستشارين بلا عقل عششوا في القصر الجمهوري ، كيف يمكن لرئيس تقوم
عشيرته بثورة علي المعارضة بغرض تصفيتها و اسقاط دولة القانون و اهدار كرامة
القضاء و يروجون لشعارات لا يصدقها غيرهم ؛ مثل تطهير القضاء الفاسد هذا القضاء
الذي ابتلينا في عهده بفوز الرئيس المذكور عاليه !
قد يظن الاخوان أن اكاذيبهم قد تخيل علي العالم كما شربها دروايش المقطم ،
وأن العالم سيبسبح بحمد الرئيس الذي أره رفقاءه و يدفع ما زال ثمن عدم الانسلاخ عن
الجماعة التي أصبحت عبئا ثقيلا عليه ، وتعوق أي تقدم علي المستوي السياسي و
الاقتصادي و لا يمكن لاهداف الثورة أن تتحقق في ظل وجودهم ! و أصبت كلمات مثل دم
الشهداء و العدالة الناجزة و العدالة الانتقالية كلمات متحفية تم سحلها علي يد
عصابات يقودها المغير و عبد الرحمن عز وابو اسماعيل لا هدف لهم سوي فرد عضلاتهم
علي بني وطنهم و الفتك بالمعارضة و يستلهمون الثورة الفرنسية و البلشفية التي
اطاحت برقاب الملايين من المعارضة ! و لا يدركون أن الزمان اختلف و أننا في عصر
لتقنيات الحديثة التي تنقل للعلم كل كبيرة و صغيرة ، و لا حل آخر أمام الرئيس مرسي
سوي التخلي عن جماعته أو التخلي عن السلطة من أجل انقاذ مصر .