انتهت صورة مصر الرائدة و صاحبة الخطوات الواثقة إلي
دولة الشحاذين ، ولم تعد أولويات الرئيس المنتخب مرسي رفعة مصر ، و الإعلاء من شأن
المواطن المصري ، بل رفعة الكائن الاخواني و تثبيت أقدامه في حكم مصر لسنوات
متواصلة . ضاقت دائرة العلاقات السياسة حتى أصبحنا فرعا لدولة قطر تشتري منه ما
شاءت ، و الحقيقة أنه لم يكن أحدا يحلم بأن قطر و نظامها العميل لإسرائيل سوف يكونوا
يوما ورثة نظام مبارك في مصر ، و تتحول السيادة المصرية علي أرضها مجرد سندات تشتريها قطر لتسهيل ابتلاعها وخدمة
المشروع القطري الإسرائيلي في المنطقة ، كانت قطر و ستظل ورم سرطاني في الجسد
العربي وراعي الفرقة بين الأشقاء و مصر ، و بين رئيس وزراء لا يصلح جليسة أطفال و
طاقم رئاسي مضلل وجاهل بأبجديات السياسة و مجلس عسكري معتكف في محراب الطاعة و
الولاء لحاكم لا يرعي مصالح الوطن ، و ينتهك القانون ، و الدستور ، و يصر علي تصدير صورة الدولة الفقيرة ، ويزرع
الفتنة بين أبناء الوطن لإنهاك الشعب في صراعات داخلية و إلهاءه
عن السياسات التقشفية التي يتبعها و بالتأكيد ستزيد معدلات الفقر و تضيق
الحال علي أبناء الوطن ، ولن يعترض الشعب
لأنه يدير معاركه بشكل خاطئ ويفسر أن نقد
النظام الحاكم هو أهانه للمشروع الإسلامي ! و عليه سيضيق الحال أكثر ، و أكثر إلي أن
يظهر بديل من المعارضة يثق به الشعب و يقوده للحرية . عودة إلي النظام المتسول في
مصر نجد أن قطر وليبيا و السودان فقط قبلوا إرضاع النظام الحالي و سيأتي يوما و
يفطم بعد أن يستفحل شره و عندها سيكون عليه رد الدين من دماء المصريين ، أو قبل
الخضوع و الولاء لسياسة العائلة المالكة في الدوحة ، و ستمر سنوات قبل أن نسترد حريتنا وربما خضنا
صراعا من أجل ذلك . كيف يرضي أبناء الذل أن يبيعوا وطنهم بكل خسة و بثمن بخس لقاء
السلطة و تحت شعار (الإسلام هو الحل) ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق