لا تناغم أبدا بين خطاب المسلماني الفلسفي و المجافي للواقع حين يتحدث عن النهضة بثقة وكأنها ستحدث غدا وهو ما يعلي طموحات المصريين مثلما حدث في ثورة 25 يناير و نتج عنه آلاف الإضرابات ، و خطابه المتعالي علي الدول المعارضة لثورة 30 يونيو و توجيه رسائل تتخطي سقف الدبلوماسية لتدخلنا في نفق العداء المباشر وهو أمر غير مطلوب في وقت تعاني مصر من مشكلات طاحنة و تحديات جسام .. ثم يأتي حديث الرئيس عدلي متوازنا يوجز كل القضايا و يضع كل أمر في موضعه وهو أمر مخيف لان التناقض الواضح بين أركان دولة ما بعد الثورة يدل أنها حكومة أفراد غير متناغمة و استقالة البرادعي ليس أولها بل هي استقالة لدولة تدار بفردية و أنانية مطلقة .. كيف تنجز دولة وسط هذه الحالة الفريدة من التضارب و التناقض في الفكر والاستراتيجيات و حتى الرؤية للمستقبل القريب و البعيد .
المركب لم تعد تحتمل التوجهات الذاتية مصر تغرق بالفعل في الفوضي و علي من يتصدر المشهد أن يدرك ذلك و يتأني في الحديث و يجب أن يكون هناك مايسترو يفرض شخصيته علي الجميع .. لان العاصفة شديدة و كل فرد في الحكومة جزيرة منعزلة و المحصلة صفر في كل شيء ، الاقتصاد والسياحة و الزراعة و ......الخ
مصر في أمس الحاجة لرؤية شاملة تكون مظلة للحكومة و المتحدثين باسم الدولة حتى لا يحدث التضارب كوراث ينفذ منها أعداء الأمة .. و علي الرئيس أن يخفف قليلا من القامات الكبيرة لأنها استطالت حتى أصبحت لا تري سوي نفسها ممثلا وحيدا للدولة .
نشرت في :
الحوار المتمدن
دنيا الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق