طارق شوقي من الوزراء القلائل جاء للوزراة وله رؤية متكاملة للتخطيط و تطوير التعليم و مكافحة الفساد داخل الوزارة و خارج الوزارة و إعادة ترتيب فوضي التنقلات و التكليفات ...الخ و هو أمر من الطبيعي أن يخلق له أعداء خاصة من بعض الاباطرة داخل الوزارة وهم قد عاصروا العديد من وزراء التعليم و يعرفون أن كل وزير يقول شيئا وهم يفعلوا شيئا آخر .. قد يعترض الوزير علي أسلوب عملهم ولكنه يستسلم للتيار الجارف خشية الغدر به .. ويبدو أن طارق شوقي لا يأبه بهم .. ولكنه في طريقه لخلق مساندين لسياساته الجريئة في تحسين الأوضاع لحين التغيير الشامل .
الاسترضاء كان نهجا للوزراء السابقين كي يطفئوا نيران
النقد لسياسات الوزراء السابقين
مغلولي اليد بقوانين عتيقة و روتين
حكومي قاتل ..وهو ما دعا شوقي للاعلان عن
انتهاء عصر التكليفات الباب الخلفي للفساد و المجاملات و للاسف مازال مستمرا
في المديريات المختلفة بشكل أو بآخر.
لأول مرة القضاء علي سبوبة تسريب امتحانات الثانوية العامة والتي
جعلت هيبة الدولة علي المحك و أخذت طابعا سياسيا ووضع المسئول موضع الاتهام .. و
لكن مازال الطريق شاقا لتطوير الثانوية العامة مصدر الرعب للطالب و الأسرة معا
.. و التي تكبد الأسرة المصرية مبالغ ضخمة لقاء الدروس الخصوصية و تهدر
قيمة المدرسة و المدرس معا و تجعل المدرسة خالية من الطلاب علي مدارس العام .
منظومة الفساد تضرب بجذورها في التربية و
التعليم و أصبح المفسدين عائقا أم تحقيق أحلام أي وزير يحمل أًصعب حقيبة التعليم
في مصر .
أما بخصوص ما جاء في الحديث الصحفي بالأخبار يلفت النظر الألفاظ
الحادة و التي أثارت الرأي العام ضد الوزير بوص كل من في الوزارة بأنهم حرامية و
أن المعلم أصًبح عبئا علي الوزارة .. و هو أمر من الصعب أن يصرح به وزيرا أيا كان
بهذا الشكل الفج و الارجح انه دردشة علي هامش اللقاء استغلت بهذا الشكل !! .. كلنا
يعلم حجم الزيادات في أعداد المعلمين مع سوء التوزيع وهي مسئولية الدولة لا المعلم
و الدولة أيضا مجبرة علي التعيينات حتي تستوعب حجم البطالة الرهيب بين الشباب ..
انها معادلة محيرة و يجب علي الوزير التعامل معها دون أن يطول الاذي أي طرف ..
أخيرا : علي الوزير أن يشرك المجتمع بكل أطرافه فيما يفكر و يخطط
لانه بدون دعم الاسرة المصرية و المعلم لن يتنجح أية فكرة .. كما يجب أن تسارع
الدولة بتعيين مفوضية للتعليم تتولي هي التخطيط وتبني السياسات التعليمية علي
المدي البعيد و القريب و تخفف بذلك العبأ علي الوزراء وعناء الحديث المتواصل ليل
نهار عن مستقبل الوزارة .
و أضم أحد
الاطراف التي تأذت من كلام الوزير لمقالي وهي الدكتورة محبات أبو عميرة التي علقت علي كلام الوزير :
((جامعات
مين قال ان كليات التربية ليست بحاجه الى تطوير ....ارجعوا إلى مقالاتي
وكتاباتي ....اقراوا اعتراضاتي على الدكاترة ممن يطبقون المذكرات الجامعية ويفرضونها
على الطلاب .....ولكن السيد وزير التعليم لم ينتقد كليات التربية ...ولم يصرح ان
بعض من اساتذتها هم من لهم دور في فشل منظومة التعليم ....ولكنه اصدر تعميم على
جميع أساتذة التربية ....ومنهم لم يشارك في تاليف المناهج.. ومنهم لم يدخل الوزارة
منذ عشرات السنوات ...والغالبية من أساتذة التربية لم يستعين بهم وزراء التربية
والتعليم...اضافة الى ان المراكز التابعة للوزارة مثل مركز تطوير المناهج ....يستعين
ببعض الشخصيات التي توافق وتعتمد ما يتفق وسياسة الوزير والوزارة))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق