هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الجمعة، 2 فبراير 2024

درج الرحيل بقلم محمد خطاب

                 


اليوم استيقظت علي صراع شرس يتصاعد داخلي ، صراع دامي حيث قررت الروح فجأة أن تهجر جسدي البالي ، بحجة أن ارتفاع الضغط يقلق راحتها ، عدم خروجي - إلي الأماكن العامة و الحدائق و المتنزهات بحجة العزوف عن متاع الدنيا – أورثها الحزن في حين أن أرواح أخري في أجساد سليمة تعيش في نعيم و سعادة . حاولت إقناع روحي بالبقاء  لأيام أخري ؛رفضت ، وقررت الارتقاء في عالم الروح وسط أرواح من سبقوها من أيام سيدنا آدم و حتى اليوم . تمسك الجسد بالروح ورفض أن تتركه يواجه مصيرا موحشا تحت التراب ، صراع دامي فقرار الرحيل ليس سهلا بعد عشرات السنين بدءا من نطفة تتشكل كائن حي  يتغذي من مشيمة أمه إلي رضيع يشب  انسانا يواجه الحياة بقسوتها و آلامها، و أفراحها ، أحزانها و صراعات لا حصر لها ، و انكسارات أدمت الجسد و الروح معا ،  حتى نمت في ظل روحي وزوجتي أربعة زهور تفرقت فيهم روحي وروحها معا ، و اليوم حين أبدأ الحصاد تقرر روحي الرحيل .

 مميت الفراق و قاتل .. الرحيل سنة الحياة التي نؤمن بها  ، ولا ننصاع إليها بإرادتنا ، بدأت الروح الخروج من أطراف جسدي وكلما فارقت جزءا تجمدت الدماء في العروق و بدأ التلف ، ناور الجسد الخروج المقيت بطلب ظن أن الروح لن ترفضه ؛ شربة ماء ! توقفت الروح و تناولت شربة ماء فانزلقت الروح من الجسد أثناء انشغاله بالشرب ، توقفت الحياة في الجسد البالي .. سقط أرضا خائبا ، و الروح تحررت و لكنها رفضت أن تفارقه وودت لو عادت و ظلت تحرسه إلي أن تحلل ، وهنا بدأت حياة جديدة وسط عالم دون صراعات أو أحقاد تتمتع بحريتها المنتزعة .

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق