اليوم استيقظت علي صراع شرس يتصاعد داخلي ، صراع دامي حيث قررت الروح فجأة
أن تهجر جسدي البالي ، بحجة أن ارتفاع الضغط يقلق راحتها ، عدم خروجي - إلي
الأماكن العامة و الحدائق و المتنزهات بحجة العزوف عن متاع الدنيا – أورثها الحزن
في حين أن أرواح أخري في أجساد سليمة تعيش في نعيم و سعادة . حاولت إقناع روحي
بالبقاء لأيام أخري ؛رفضت ، وقررت الارتقاء
في عالم الروح وسط أرواح من سبقوها من أيام سيدنا آدم و حتى اليوم . تمسك الجسد
بالروح ورفض أن تتركه يواجه مصيرا موحشا تحت التراب ، صراع دامي فقرار الرحيل ليس
سهلا بعد عشرات السنين بدءا من نطفة تتشكل كائن حي يتغذي من مشيمة أمه إلي رضيع يشب انسانا يواجه الحياة بقسوتها
و آلامها، و أفراحها ، أحزانها و صراعات لا حصر لها ، و انكسارات أدمت الجسد و
الروح معا ، حتى نمت في ظل روحي وزوجتي
أربعة زهور تفرقت فيهم روحي وروحها معا ، و اليوم حين أبدأ الحصاد تقرر روحي
الرحيل .
مميت الفراق و قاتل .. الرحيل سنة
الحياة التي نؤمن بها ، ولا ننصاع إليها
بإرادتنا ، بدأت الروح الخروج من أطراف جسدي وكلما فارقت جزءا تجمدت الدماء في
العروق و بدأ التلف ، ناور الجسد الخروج المقيت بطلب ظن أن الروح لن ترفضه ؛ شربة
ماء ! توقفت الروح و تناولت شربة ماء فانزلقت الروح من الجسد أثناء انشغاله بالشرب
، توقفت الحياة في الجسد البالي .. سقط أرضا خائبا ، و الروح تحررت و لكنها رفضت
أن تفارقه وودت لو عادت و ظلت تحرسه إلي أن تحلل ، وهنا بدأت حياة جديدة وسط عالم
دون صراعات أو أحقاد تتمتع بحريتها المنتزعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق