الدروس الخصوصية تكلف الأسر المصرية 12مليار جنيه .. من أجل تخريج ابن متفوق .. ولم تضع الوزارة ضمن أولوياتها خطة جادة للتصدي لها .. سوي تصريحات عنترية عن عقاب المعلم الذي يعطي دروسا خصوصية و التهديد بفصله .. وهذا ليس حلا .. الأمر لا يمكن حله إلا من خلال منظومة متكاملة تتناول المشكلة من جميع الجوانب .. طالب و معلم و منهج ومناخ تعليمي .. المناهج العقيمة والمتخلفة عن العصر .. الامتحانات بشكلها الحالي منفر .. لا تقيس سوي مهارة الحفظ .
الطالب المصري يأخذ دروسا خصوصية بداية من الروضة حتى نهاية الدراسة الجامعية و مع ذلك لا تفرق بين طالب و آخر في لجان الامتحانات إلا من رحم ربي من بعض المتفوقين .. كل الطلاب في انتظار لحظة الغش في لجان الامتحانات .. و كأن الدروس الخصوصية التي أخذوها كانت في مواد أخري غير تلك المواد .. ويصل الأمر لتهديد المراقب وإرهابه خارج اللجان !
لماذا يغش الطالب ؟
الغش لدي الطلاب اتخذ أشكالا أخري من التمرد علي المألوف .. البحث عن بطولة .. عدم وجود وازع ديني .. فقدان المثل الأعلى .. تحدي المؤسسة التعليمية التي يراها تقمعه حين تجبره علي مناهج لا تناسب عقله و لا زمانه .. الانفلات الأخلاقي في الشارع و الإعلام .. لم يعد الأمر مجرد سعي للنجاح .. بل تحدي ..
بداية الحل :
أصبح جليا أمام المجتمع والأسر المصرية في قلبه أن الدروس الخصوصية لا قيمة لها أمام شهوة الغش .. واستسهال النجاح .. علي الدولة توفير تعليم عالي الجودة يبدأ بمرتبات تكفي المعلم و تغنيه عن الدروس الخارجية .. توفير إمكانات مادية للمدارس و بشرية .. التدريب المستمر لأعضاء هيئة التدريس و البحث عن طرق أفضل لجذب الطالب للمادة .. مناهج مطورة يسهل علي الطالب الاستفادة منها و استيعابها دون الحاجة للحفظ .. توفير أنشطة طلابية تعليمية وترفيهية بشكل ممنهج لتفريغ شحنات الغضب لدي الطلاب .. تطوير مجالس الأمناء و الآباء و المعلمين من متفرج لداعم للتعليم و توفير آلية للرقابة علي أداءهم و محاسبتهم .. إدخال النقابة و منظمات المجتمع المدني كشركاء في تطوير التعليم و دعم المدارس باحتياجاتها الفنية و المادية .. الخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق