لم تتعلم مصر من ماضيها ولم يقرأ شعبها التاريخ جيدا حتى تستفيد منه في بناء حاضر قوي و مستقبل عظيم ، ربما بحكم العادة تحولت مصر من حالة الثورة لحالة الانكسار ، فما أشبه الليلة بالبارحة حين ثار جنود مصر العظام بقيادة عرابي ضد التمييز ضدهم داخل الجيش و عدم صرف رواتبهم فقاموا بثورتهم علي الخديوي توفيق و كادوا يتسلموا السلطة إلا أنهم تراجعوا وهدءوا و تركوا كل شيء للخديوي الذي خانهم وخان البلاد وجلب الاحتلال الانجليزي لمصر والذي استمر أكثر من ثمانين عاما ! و قبلها أمسك السلطة عمر مكرم بعد خروج الفرنسيس من مصر وسلمها للقائد الألباني محمد علي لتفقد مصر في أكثر من مناسبة فرصة حكم نفسها من خلال أبناءها ، هل هي جينات العبودية نتوارثها جيل بعد جيل ، هل أدمنا الذل ؟ فأصبح لتاريخنا قرينا و لحكامنا دستورا ، حتى ثورة الشعب الخالدة في يناير 2011 تركناها لمن خلعناهم لقمة سائغة يمضغونها كيفما شاءوا .. و عدنا لمرابضنا قططا سيام تتمسح في أقدام سادتها علهم يتعطفوا و ينعموا علينا بما لذ وطاب ! مصر التي عاشت تحت حكم 40 أمة احتلتها لا تستطيع أن تنفض ذل حكامها . حين قامت الثورة و أحس رجال أحزاب المعارضة بالخجل من أنفسهم وكفاحهم المزيف ضد السلطة في العلن وقبض ثمن الطاعة في الخفاء ، حاولوا استقطاب الشباب حتى أنهم عرضوا عليهم مفتاح مقرات أحزابهم و لكن اليوم بعد أن قفزوا فقد أطلقوا كلابهم تنهش أجساد الشباب المستنير الذي أعطي درسا في التغيير السلمي لديكتاتور شرس مثل مبارك . أخطأ الثوار حين تركوا المجلس العسكري ينفرد بحكم البلاد دون مجلس رئاسي فيه مدني علي الأقل من رجال الثورة الحقيقيين لا أهل الزيف . لأن الدقائق لا تعود للخلف التاريخ لا يرحم فالعقاب المتوقع سيكون قاسيا جدا .
نقطة ومن أول السطر ، نبدأ عهدا جديدا ما ملامحه ؟ لا نعرف !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق