أن تكون رئيسا ليس بالأمر السهل في دولة من العالم الثالث ، تحتاج لكاريزما وإذا لم تتوفر تحتاج لمن يسوقك ويقدمك في صورة منتج قابل للهضم والاستعمال و الأهم يمكن الاستغناء عنه واستبداله ، الحالة في الرئيس مرسي تأتي من حالة فريدة لأن الرجل لا يمتلك حضور قوي و لا يملك فكر خاص به يميزه عن باقي رفاقه في جماعة الإخوان ، وهو لم يكن خيار أساسي أمام المرشد و قادة الإخوان وفضلوا رجل الأعمال الناجح خيرت الشاطر و خرجت الآلة الإعلامية للإخوان و بكثافة تروج للشاطر و نزلت صوره في كل مكان إلي أن أدركت جماعة الإخوان أن فرصة مرشحهم ضعيفة ، بحثوا عن رجل آخر ليترشح و بعد بحث استقروا علي مرسي ، رجل يخرج من الظل إلي النور المبهر للسلطة ، من غياهب السجون إلي قلاع السلطة ، من رجل مطارد ينتظر زوار الفجر إلي الرجل الأول في مصر و الحاكم بأمره ، هكذا وجد ووجدنا رئيسا من تركيبة غريبة علينا ، رئيس ثرثار يتحدث في كل المناسبات وإذا لم يجد مناسبة اخترعها ، حتى مل السامعون و المشاهدون متابعة ما يقوله لأنه كلام بدون جدوى و لا انعكاس حقيقي له علي الشارع وحياة المواطن ، البلاد تغرق و سيادة الرئيس يتكلم علي غرار خطباء المساجد لا الساسة ، و يوزع التهم دون دليل يقدمه للمجتمع ! رجل يخترق منظومة الجيش ليعيد تركيبها و يترك الشرطة دون تطهير و تستمر قرارات البراءة لكل المتهمين ، ثم يصدر إعلان دستوري لإعادة المحاكمات بشرط وجود دليل جديد ، و هو أمر مستحيل بعد أن دمر الطرف الثالث و أتلف الأدلة ! رجل يحصن لجنة وضع الدستور و القوي السياسية و الفاعلة في المجتمع تنسحب منها دون أن يهتز له جفن ! ولم يفكر في لم الشمل وتقريب وجهات النظر وترك الأمور لعشيرته من الإخوان يديروا كل شيء فعزلوه عن المجتمع ، رجل يحصن مجلس الشوري وهو عالة علي المجتمع ويكلف ملايين الجنيهات الدولة في أمس الحاجة لها ، رجل لديه نواب و جيش من المستشارين و لا يأخذ رأيهم مجتمعين في قراراته المصيرية والنتيجة التخبط والاستقالات و الخروج للشارع و امتعاض الجميع ، إذا كان الرئيس يحكم كديكتاتور فما الداعي لكل مستشاريه ؟! وإذا كان ديمقراطي كيف لا يأخذ رأيهم وهم جزء من نبض الشارع ؟
الدماء تسيل في الشوارع و رئيسنا يتحدث عن متآمرين دون دليل ، ثم يخرج ليعدهم 2 او 3 او 4 و يعين نائب عام ملاكي و تكون أول تصريحاته تهديد ووعيد لمن يدعو للخروج علي مرسي !!!
اقالة النائب العام و تقديمه كبش فداء للجهات السيادية المسئولة بشكل مباشر عن كل الأحداث الماضية مثل الشرطة والمجلس العسكري السابق و أمن الدولة المنحل هو تضليل للرأي العام !
انه انقلاب علي الوطن وعلي الثورة و إنكار لدماء الشهداء و لن ينفع الرئيس او يشفع له في الخارج توجيه بيان بالانجليزية لتوضيح ما تم من أمور قبل أن يخاطب الداخل الملتهب! الرئيس لا يري المشهد جيدا مثل المخلوع تماما حسني مبارك الذي اجزم انه يجلس مبتسما أمام التلفاز و هو يري الشعب الذي خلعه يعاني ممن أتي به بالانتخابات .. أخيرا يا سيادة الرئيس لتكن رئيسا للشعب المصري أو لتعود لعشيرتك و تترك الكم لمن يحب بلده و لا يراهن علي ذكاء الشعب و إرادته الحرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق