لا أدري سر اندهاش البعض من لقاء أحمدي نجاد
ومرسي ، فهذا اللقاء روتيني بين من رجلين من اكبر مصاصي الدماء في المنطقة ، الأول
حليف بشار و يستخدم الحرس الثوري و عصابة حزب الله الشيعية لقتل أبناء الشعب السوري ، بجانب الضغط الدولي
عليه و العقوبات الاقتصادية ، أما الثاني
وهو رئيس مصر فهو يائس من تدهور الأحوال في مصر و صلابة المعارضة و نفور الدول
الخارجية منه ، و ضيق ذات اليد بجانب إراقة دماء الشباب و تصفيتهم .
لقاء يظلله اليأس و القلق من الغد و بلغة السياسة
لأجل أن تتمكن من كرسي الحكم عليك أن تتخفف من أوجاع الضمير ، وتفعل ما كنت تنكره
حتى ولو كانت تصريحات نارية تجاه عدو الأمس .
حميمية اللقاء أعطت إشارة سلبية للمعارضة
السورية التي تتمني مزيد من العزلة علي إيران ، و لكنه أعطي رسالة ايجابية و ترياق
الحياة لبشار و الذي يتمني أن تدخل مصر بشكل من الأشكال في حلف مع سوريا وإيران و
حزب الله و تكمل الحلقة حماس و بذلك يدعم كل نظام الآخر و يمده بأسباب البقاء .
كذلك من أسباب التقارب ازدواجية الحكم في
البلدين في إيران بين القيادة الروحية و السياسية و التداخل بينهما .
الغزل الاخواني لإيران بدأ منذ فترة بعيدة و
كانت ذروته حين صرح الكتاتني بكل وقاحة عن أن الثورة المصرية استمدت روحها من
الثورة الإيرانية في أواخر السبعينات ، وبذلك أساء كعادة كل قيادات الإخوان للشعب
المصري العظيم الذي ضحي بكل ما يملك من أجل الحرية .
كل خطوة يفعلها الإخوان تدمر جزء من بناء الثقة
بينهم و بين الشعب المتهدم أصلا ، و بدون ثقة الشعب بأكمله لا يمكنك أن تؤدي دورا
رائدا أو حتى متميز ومستقل في السياسة الخارجية ،الشعب هو المحدد الحقيقي للعلاقات
الخارجية و الرفض الشعبي لنجاد واضح بشكل جلي .. و علي الرئيس أن يستمع إلي نبض
شعبه و يعيد لحمة البناء الداخلي بدلا من مغامرات يستنكرها الكل .
إيران ستظل علي عدائها لكل ما هو عربي ، و
طموحها في السيطرة علي المنطقة متنامي ، والقلق الذي تبعثه في دول الخليج و اليمن
يجعلنا نصطف معهم ضد إيران و نظامها العدواني و الكارثي ، و دعم شعب سوريا ضد
مرتزقة الدخلاء من ايران أو كلاب نصر الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق