هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الجمعة، 27 يناير 2012

الإخوان وفاتورة السلطة بقلم : محمد خطاب





الإخوان بعد أن اكتسحوا الانتخابات ودانت لهم البلاد بمباركة الشعب الثائر ضد فساد مبارك ، والذي اختار بملء إرادته  الفصيل الذي عاني الأمرين علي يد الداخلية اليد الباطشة لمبارك ، و يبصم بكلتا يديه علي مرشحي التيار الإسلامي ،   أملا في غدا أفضل أو آمن ، لماذا انقلب علي الإخوان وتحرش ببعض ممن ينتموا إليهم  ، بعد يومين فقط من اعتلائهم منصة البرلمان ، في لحظة تاريخية مميزة في العصر الحديث ، و ما يميزها هو خلو البرلمان من نواب القروض والمخدرات و حثالة الحزب الوطني ، وجبروت احمد عز و من قبله كمال الشاذلي ، بجانب رجل مبارك الأول في البرلمان  فتحي سرور ، ولكن لم تكتمل فرحة الشعب حين قرر الإخوان  التمتع بأكثريتهم البرلمانية و السيطرة علي لجان المجلس ، و لم يهتموا كثيرا بمشاعر الأحزاب الأخرى والتي و صف ما حدث أحد أقطاب المعارضة عز الدين الحريري بأن الإخوان استنسخوا الحزب الوطني بكل ممارساته ، ربما يكون متعجلا في حكمه ولكنه تصريح يحتاج من الإخوان لمراجعة الذات حتى لا يغتروا بالسلطة و ينتهي بهم المآل إلي حزب سري غير معترف به ، مطارد من الشعب والسلطة بعد أن كان عدو السلطة و قريب لقلوب الشعب  ، السلطة كرسي دنيوي مراوغ مما يتعارض مع مبادئ التي قامت عليها الجماعة ، و عليهم إعطاء دروسا في العمل الجماعي و المشاركة الحقيقية مع الأحزاب الأخرى وعدم الاكتفاء بما يراه مكتب الإرشاد ، لان القرارات التي تحظي بإجماع من كل ألوان الطيف السياسي تسرع باستقرار البلاد ، أما التحصن بصندوق الانتخابات و الأغلبية البرلمانية و اعتبار هذا صك علي بياض من الشعب للجماعة لتسير الشعب كما تريد فهذا وهم كبير ، ويؤدي لكارثة محققة .
كم أتمني كغيري أن يعمل حزب الحرية والعدالة في مجال السياسة دون تدخل جوهري من مكتب الإرشاد  ويستمر العمل الدعوي للإخوان بمعزل عن إغراء السلطة وهو اقتراح مستحيل تنفيذه لان  إغواء المناصب اكبر من أن يقاوم !
الإخوان و التيار الإسلامي باعتبارهم الأغلبية عليهم مسئولية جسيمة للنهوض بالوطن بالتعاون مع التيارات السياسية الأخرى  من منطق الندية لا منطق الأغلبية التي تفرض وصايتها علي الأقلية الحزبية أو الدينية .

نشرت في :
مواجهات
مصراوي
مجلة الفكر الحر
دنيا الرأي
الديوان


أخبارك
رقيب نيوز
شباب مصر
مصرس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق