انتفض القضاة لأول مرة في تاريخ القضاء المصري و أقالوا المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة الاستئناف بعد أن لوث ثوب القضاء الناصع البياض بكارثة السماح بسفر أمريكيين متهمين في القضية بالسفر لأمريكا مما وضع القضاة كلهم في دائرة الاتهام و التواطؤ علي العدالة ، اليوم بدأ القضاة عهدا جديدا يشبه في بدايته ثورة القضاة في ايطاليا التي أطاحت بكل رموز الفساد في ايطاليا و علي رأسهم رجال المافيا والموالين لهم من رجال السياسة ، فهل تستمر الصحوة لتمتد إلي كل القضايا العالقة و المحاكمات التي تم اللعب في أدلتها و التلاعب بدماء الشهداء ؟ أم أن خيال السادة القضاة توقف عند مكتب رئيس محكمة الاستئناف ! لقد أثبتوا أنهم عند مستوي المسئولية و عليهم تطهير كل مؤسسات الدولة من الفاسدين الذين أضروا بأمن البلاد و شنوا اكبر حملة تجويع وإنهاك للبلاد و إصابتها بالشلل بعد أن سيطروا علي وقودها و الغاز والسولار و البنزين و تاجروا بأقوات الشعب المسكين في غيبة أي رقابة من برلمان يخوض حربه الخاصة بالسيطرة علي اللجنة التأسيسية للدستور ليضع دستوره الشخصي لا دستور الشعب ، برلمان لا يناقش سوي توافه الأمور مثل أنف البكليمي و سب زياد العليمي للمشير و القسم الشرعي واللاشرعي و دقيقة الحداد علي البابا تجوز أم لا تجوز ، إنهم مجموعة من المراهقين في مجال السياسة أغرقونا في مشاكل الصغار و ها هم يزحفون نحو مجلس الوزراء و من بعده معركة الرئاسة حتى يكتمل سيناريو الإقصاء و الانحدار بالبلاد في غيبة المجلس العسكري الذي يواجه أسوأ التحديات ويعمل بأقصى طاقته علي حفظ الأمن بالبلاد لكنه لم يعالج المشاكل منذ البداية من جذورها ، و يدفع المجلس ثمن إقصاءه لمن قاموا بالثورة مثل كفاية و الجمعية الوطنية للتغيير و 6 أبريل واتهام الأخيرة دون دليل بالتمويل بالخارج وأنا لست في حاجة للدفاع عنهم ولا انتمي إليهم ، إلا أن كل من ساهم في رفع الوعي بأهمية تداول السلطة وتصدي لمشروع التوريث في وقت كان الشعب خاضع تماما لأمن الدولة - الذراع الحديدية للنظام - يتلاعب به كيفما شاء ، يحتاج لكلمة شكر لا تخوين مها يكن فمن قاموا بالثورة ليسوا من حكموا البلاد ومن افتعلوا أزمة البنزين و الغاز و تاجروا في الأقوات هم من أثروا في عهد النظام البائد و لم يصدقوا أن عهدا جديدا بدأ ، فهل ما يحدث سيناريو لعودة مصر للحكم العسكري و الدولة البوليسية و انتهاء دولة المؤسسات؟ أم حملة تأديب للتأثير علي القرار القادم بخصوص اختيار الرئيس القادم ؟ تلك مهمة القضاة بعد اعتلائهم لمنصة محكمة الاستئناف و إرسالهم إنذار شديد اللهجة لكل القضاة المتعاطفين مع النظام السابق بأن رصيدهم قد نفذ ، و أن مصر لن يعتلي منبر العدل فيها سوي أبناءها الشرفاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق