(جماعة الإخوان المسلمين ) التنظيم الأكثر قوة و وصلابة علي مدي سنوات من تاريخ مصر ، تتعرض لهزة عنيفة بعد تخلي الجميع عنها بعد تخليها – هي - عن تعهدتها السابقة أمام الشعب ؛ أنها لن تسعي للاستحواذ علي السلطة من مبدأ المشاركة لا المغالبة ثم أقصت كل القوي السياسية ، و همشت دورهم وقررت أن تحول الدولة لعزبة للمرشد و من والاه ، و انطلقوا في حصد كل ما تطوله أيديهم من مقاعد في كل مكان واستبدلنا مقاعد الحزب الوطني بمقاعد الإخوان ، هل اكتفوا بما حققوه ؟ لا بل بالغوا وسيطروا علي اللجنة التأسيسية و نفر منهم الجميع قوي سياسية و شعبية وانسحب الكل و ظلوا هم علي غيهم بل ووصفوا كل من اعترضوا بأنهم أقلية ! و أن الشعب كله معهم . يا سبحان الله! نفس مصطلحات الحزب الوطني بالضبط ونفس الوصف لكل من عارضهم و علي رأسهم الإخوان ، كيف لم ينتبهوا إلي أنهم منذ قدموا إلي البرلمان لم يقدموا سوي عروض هزيلة وغير مقنعة ، كيف لم يدركوا أنهم انعزلوا داخل حصانتهم البرلمانية عن نبض الشارع و عن أي فاعلية سياسية و أنهم مجرد كومبارس يتم التلاعب بهم من قبل المجلس العسكري ، ولكن إصرار الإخوان علي الإطاحة بمجلس الوزراء الذي جاء علي جثث الشهداء في شارع محمد محمود و أمام مجلس الشعب و بذلك أخذوا حصانة الدم من أي مسائلة قانونية وبرلمانية هذا الإصرار كان مجرد مشاكسة و لي ذراع للمجلس العسكري حتى يضمنوا غض البصر عن فضيحة اللجنة التأسيسية للدستور و التي اصطبغت بلون واحد وتجاهلت كافة القوي السياسية ، و من يقرأ حديث الجنزوري الأخير
الذي قال فيه رئيس الوزراء : إنه لن يقدم استقالته، ولا يوجد أي سند قانوني أو دستوري للمضي قدما في إجراءات سحب الثقة من الحكومة من قبل مجلس الشعب، مؤكدا أنه لن يترك مسئوليته ويهرب بعيدا، ولن يترك مصر في هذه الظروف الصعبة. وهو تصريح أعقب تجاهله لاستجواب البرلمان مؤكد أن هذا لم يحدث صدفة وان الجنزوري أخذ ضوء اخضر من المجلس العسكري ليفعل ذلك باعتباره السلطة الأعلى من البرلمان . ماذا تبقي للإخوان سوي التصعيد والمبالغة في رد الفعل ضد المجلس العسكري مما يتطلب فعل من جانبه يرد به علي تجرأ الإخوان علي السلطة الداعمة له . انه صراع غريمين علي أشلاء أمة بارقة النور الوحيدة فيه هو بدأ التفاف الجميع حول فكرة الثورة الثانية لتصحيح فساد الثورة الأولي .. لأنه ثبت أن عامل الوقت ليس في صالح البلاد و إن الاستقرار في ظل أحزاب أيدلوجية نظرتها للأمور ضيقة سيؤدي لمزيد من الخراب ، ويكفي توتر العلاقة بين الإخوان والإمارات و دول الخليج بل واتهام الإخوان بمحاولة السيطرة علي دول الخليج و خلع لأمرائها وملوكها و هو ما يزيد من فرص عزلة مصر إذا ما حكم الإخوان مصر .
نشرت في :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق