لم تيأس
حركات المعلمين بمختلف أسماءها و انتماءها الجغرافي و لم تكل عن المناداة بالتغيير بمفهومه الشامل
تغيير قيادات أفسدت التعليم و إصلاح مالي و تطوير المناهج لتواكب التقدم في العالم
و تغيير أساليب الرقابة الإدارية سواء من الوزارة أم من المديريات والإدارات
التعليمية بما يلاءم كرامة المعلم ... الخ وذلك إيمانا من تلك الحركات بأن التغيير
يأتي من الرأس إلي القاعدة لان القاعدة دائما لا تملك الفكر والإرادة الجمعية
للتغيير ولكنها تري من يملك القرار أن كان حكيما زايدت عليه في حكمته وان كان
جاهلا أصبحت أكثر جهلا إلا من رحم ربي من المخلصين لمهنتهم ودينهم من المهمشين ،
مما يتطلب مشرط حكومي يطهر جسد التعليم من سرطانات نخرت في عظامه و لم تبقي منه
سوي اسم الوزارة : تربية والتعليم .
كابر
الدكتور أحمد جمال الدين قبل أن يرضخ في النهاية ويجلس مع حركات التعليم و يعدل
قانون الكادر ويضيف من كانوا محرومين منه إلي آخر التعديلات المقترحة ، ثم يأتي
الدكتور جمال العربي ليبدأ عهده بلقاء تلك الحركات و يستمع جيدا لمقترحاتها قبل
عرضها علي مجلس الشعب الذي بدوره وضعها في الأدراج و ناقش توافه الأمور ، واهتم
بالقضايا التي تخلق شعبية زائفة مثل حذف اسم الرئيس المخلوع من المناهج ! و نسوا
المشاكل الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها فئة المعلمين !
ولكن
جمال العربي بدأ عهدا بوليسيا بإرسال قرار بعدم خروج معلم من مدرسته طوال اليوم
إلا بتصريح والتصريحين بيوم اعتيادي و عدم الحديث في السياسة إلي آخر تلك الأمور
التي نظن أن من أوقعه فيها المستشارين المتكدسة عقولهم بالخطط البوليسية لعصر
مبارك .
كان
لزاما علي المعلم المصري أن يخرج مرة أخري ليطالب بحقه المهدور وسط انشغال
التيارات السياسية بالصراع علي كرسي
الرئاسة .. ليذكرهم بتواجدهم و مطالبهم المشروعة و التهديد بالانقطاع عن أعمال
الامتحانات هو واقع فعلا حال الاستمرار في الاستهزاء بتلك المطالب كما أكد وكيل النقابة المستقلة أ / أيمن البيلي
في أكثر من تصريح .
التعليم
ليس علي رادار الحكومة الحالية المنشغلة بأمور أهم من وجهة نظرها و هي حكومة عاجزة
عن فعل أي شيء ، أما مجلس الشعب فلنا الله لا دور سوي محاولة تكديس السلطات في
جيبه الخاص دون ادني اهتمام بالعباد ، فقط عبارات جوفاء دون مضمون حول معارك
مختلقة حول الدستور وإقالة الحكومة .. و ثالثة الأثافي تجاهل المجلس الموقر للمعلم
علي طاولة الدستور بعد أن تجاهل القوي السياسية الأخرى المناوئة له وتجاهل الأزهر
المؤسسة الدينية الشرعية و التقليل من انسحابها .
المعلم
ما زال ينبض بالحياة و التغيير سيكون أكثر قوة وربما قسوة في مجال التعليم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق