هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الأحد، 29 أبريل 2012

الكرامة المصرية و الاستعلاء السعودي بقلم : محمد خطاب





بعد وفاة زعيم العرب  عبد الناصر و صاحب الكاريزما الخاصة بين الزعماء العرب و انتهت ريادة مصر في أفريقيا و بين الدول العربية ، و استلمت الراية بعدها السعودية ودول الخليج بصفتهم الدول صاحبة القدرة علي العطاء المادي ،  وأصبح المواطن الخليجي والسعودي بشكل خاص يشعر بتميزه عن غيره من أبناء الجاليات الوافدة من دول العالم الثالث بالطبع لان أبناء دول العالم الأول  لا يستطيع احد الاقتراب منهم أو المساس بهم وإلا كانت العواقب وخيمة ، ولان الدبلوماسية تتلون بنفس ألوان نظامها فقد غضت الخارجية المصرية الطرف عن الانتهاكات المستمرة من جانب المواطن السعودي لأخيه المصري و الكوارث التي يواجهها أبناء مصر في السعودية من اعتقال بدون محاكمات تصل لسنوات ، ومنها قضايا ملفقة نتيجة خلاف مع  الكفيل  ، وبعض منها حقيقي نتيجة أخطاء يرتكبها المواطن المصري ، ولكن في كل الأحوال يجب أن يعامل المواطن المصري بشكل آدمي أثناء التحقيق معه و توفير محامي ومتابعة الخارجية فإذا تم كل شيء تحت مظلة الحكومة المصرية اطمأن الجميع لنزاهة الأحكام ولكن هيهات فقد أغلقت السفارة المصرية و الحكومات المتعاقبة في ظل نظام مبارك آذانها لعقود عن صرخات واستغاثة أبناء الجالية المصرية في السعودية للمعاملة السيئة في السجون و التحقيقات و في العمل و جبروت الكفيل كل هذا لم يلفت انتباه السادة المسئولين خشية انقطاع المعونات القادمة من السعودية و تدفق الدولارات علي خزائن الكبار في مصر ، ولما كان من العادي أن يهان المصري في السعودية و الطبيعي ان تصمت مصر فقد فوجئ السفير السعودي والشعب السعودي بأكمله ( في أزمة الجيزاوي) بثورة غضب مصرية ضد هذا الأسلوب و مظاهرات تنال من ذات الملك السعودي ، بعد سوء إدارة الأزمة من قبل السعودية والخارجية المصرية القابعة في الكهف المباركي ، ليس قضيتنا إدانة الجيزاوي أم لا فالجيزاوي يقف في آخر طابور المعتقلين في السعودية و قضيته ليست إلا رمز لباقي أبناءنا المصريين التائهين في رمال السعودية ، الغريب ان الدبلوماسية والقيادة في مصر ركعت أمام قرار السعودية سحب سفيرها و أرسلت رسائل استجداء و استرحام للملك السعودي ليتراجع عن قراره وكأن علاقة السعودية بنا أمر يخصنا وحدنا ولا يخصهم هم ، كان الأولي أن تهتز السعودية لان حليفتها مصر بدأت تنتفض و ترفض أسلوبها في معاملة المصريين فتصدر قرارات عنترية بالإفراج عن المعتقلين لديها أو تسوية عادلة لقضاياهم و لكنها فعلت العكس بكاء و استرحام مما يهدد بالسكوت عن ملفات المصريين في السعودية وربما تنكيل وتلفيق قضايا لمن تبقي منهم هناك  ، لم تصل رسالة الشعب المصري جيدا للعالم بسبب الركوع الرسمي ( المصري كرامته فوق كرامتكم و اغلي من كل أموالكم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق