السلوك السلبي لا يغيره القوة بل الفهم ، وإدراك أبعاده و خطورته علي النفس
و المجتمع المحيط ، ووزارة التربية والتعليم تتجاهل هذا و تصر علي أن الدروس
الخصوصية حلها في قانون رادع و قبضة حديدية علي المعلم ، ونسيت أنها ثقافة مجتمع
مثلما أصبح الإنتاج الرديء و الإهمال في العمل و انعدام الضمير و الأغاني الهابطة
جزء من ثقافة مجتمعنا إلا من رحم ربي ، إننا ضحية أنفسنا و ضحية تعليم مترهل مسيس
وضعه خبراء التعليم أو خبراء التزوير في كل عصر حتى يرضي الحاكم ، إذن إفقار
المجتمع فكريا و تفريغ المناهج من كل مفيد كان هدفا لكل الأنظمة التي حكمتنا
والنتيجة أجيال غير قادرة علي البناء ، وحكومات ليس لديها برامج للنهوض بالبلاد و
الاستفادة من علماءه ، حتى الأحزاب التي
تنفق الملايين علي التلميع والمؤتمرات الفارغة لا تقدم برامج تنمية أو حتى صورة واضحة
لما يجب أن تكون عليه مصر .
إننا أجيال افتقدت للقدوة ، أو تم تجسيد قدوتنا في شخصيات غير منتجة مثل
نجوم الكرة والأغاني ، غيب الشباب و نطلب منهم اليوم أن يكونوا جزءا من
النهضة بالأمر المباشر لا ببرامج تنمية
ترفع من وعيهم وتعيد تركيب البناء الفكري لهم .
أما عن الثورة فقد حدثت نتيجة تغيير ايجابي لا في الفكر بل بالرفض لاستمرار
عملية الإفقار المتعمد للشعب و الإقصاء السياسي و تضخم الفساد من هنا ثار الشعب
نتيجة الرفض لا نتيجة تغيير حقيقي في تفكير المجتمع .
المشكلة أن التغيير لن يأتي من قيادات تنتمي لنفس العهد الفاسد بل يجب أن
يشعر أبناءنا بتغيير حقيقي علي مستوي القيادة في الصف الأول والثاني من شخصيات
تتميز بالتفكير و العمق شخصيات تسعي
لإصلاح البلاد من أجل صالح أهلها لا من أجل كرسي في برلمان و منصب زائل ، شخصيات
تري مستقبل البلاد في خطر داهم وتضع برامج مجتمعية للنهوض قبل أن نغرق جميعا ،
تغيير حقيقي لا يأتي بقرارات قاسية بل
بتفهم و مشاركة مجتمعية و مشاركة الشباب في وضع و تنفيذ تلك الخطط ، يحتاج الشباب
أن يحس أنه صاحب المبادرة والمبادأة و أنه مسئول بشكل أًصيل عن مصير أهله و ووطنه
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق