الفلول هي بقايا نظام تم إزاحته بإرادة شعبية أو بانقلاب عسكري ، وهو يشمل أيضا كل من عاونوه بشكل مباشر مثل كوادره الحزبية و قياداته ، بجانب كل الأحزاب التي قامت بتمثيل دور المعارضة و هي في الحقيقة احد المنتفعين من وجود النظام و في اعتقادي أنهم الأخطر علي الإطلاق لان المعارضة الديكورية هي معارضة ابتزت النظام من اجل الحصول علي مكاسب سياسية و مالية ، و ضللت الشارع المصري باعتبارها قلعة الإصلاح و الجانب الخير من السياسة ، ومن يري المشهد السياسي يجد أن الحراك الحقيقي ضد النظام السابق جاء من حركات شعبية مثل كفاية و 6 ابريل و الجمعية الوطنية للتغيير ، أمام الأحزاب الديكورية فهي لم تفعل شيء سوي مؤتمرات تقام بإذن النظام وتحت رقابته ، مؤتمرات لا يشاهدها سوي السادة المنتفخة جيوبهم و شباب مخدر بشعارات الإصلاح ، أحزاب شاخ قادتها ولم يفكروا في أي تداول للسلطة لإعطاء القدوة للحزب الحاكم ، بل إن تداول السلطة في حزب الوفد كادت تنتج عنه كارثة ، إذن فهي أحزاب لم تقدم شيئا ، و المبادرات كان يغلب عليها الشباب مع بعض المفكرين مثل عبد الوهاب المسيري رحمة الله عليه ، حتى الإخوان لم تكن لهم أي مبادرة لإسقاط النظام ، و كانت تصريحهم الرسمي عندما علموا بخروج الشباب يوم 25 يناير ، إن يؤجلوا الموعد ليوم الجمعة حتى نعطي للبلاد الفرصة للاحتفال بعيد الشرطة ! وهي تمثل مع أمن الدولة رمز القهر لدي مصر بأسرها . إذن فالثورة وقعت رغما عن السادة المرتجفين المسكونين بوهم الثورة والثورة منهم بريئة ، ثورة تحملها الشباب ولم يجني من وراءها سوي التخوين والتشكيك و إهالة الغبار علي انجازه ، ثورة أحيت العظام وهي رميم ، فأخرجت أناس من مرقدهم كانوا قد فاتهم قطار السياسة فلمعهم المجلس العسكري ودفعهم من جديد ليقودوا مصر الثورة !
رجال تربوا علي الخوف و رضعوا الذل ، و اقتاتوا فتات النظام البائد ، فمن ينظر لكل الوزارات السابقة واللاحقة و المستشارين لا يجد سوي رجال مبارك و سدنة امن الدولة في العهد القديم في مقدمة الركب ، بل و يجدهم بعثوا من جديد في انتخابات مجلس الشعب و يطلوا علينا بشكلهم القبيح في الإعلام المأجور يعطونا النصائح حتى نخرج من أزمتنا السياسية والاقتصادية الخانقة ، يا ليت تسمعوا يا نعال النظام القديم ندائي و تخرجوا من الركب و تتركوا رجال الثورة يقودوا البلاد لنخرج من أزماتنا ، فمن كسرت هاماتهم ثلاثة عقود من الزمان لا يعرفوا معني الكرامة حتى يعطوها لشعبهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق