هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

البرلمان المقدس بقلم : محمد خطاب




السلطة والنفوذ هما مدخل الشيطان إلي النفس البشرية وهو ليس حكمة متعالية بل واقع معاش ، و ينطبق علي الانتخابات الحالية التي فرقت التيارات الدينية و شقت الصف بين الإخوان والسلفية و بين السلفي والسلفي ، حتى بين الإخوان هناك من شق عصا الطاعة ليترشح لمنصب الرئيس ، و من يتابع الجولة الأولي والثانية يجد حربا شرسة لا هوادة فيها بين التيارين الإسلاميين ، بل و تجاوزات انتخابية تم رصدها بين جميع الإطراف ، و تقولات بين الحزبين ؛ الحرية والعدالة والنور ، تنبئ بصدام قادم بينهما ، إذن في الطريق للبرلمان لإقرار الدولة الديني سقط الجميع أخلاقيا ولم ينجح أحد ، شهوة السلطة جعلت الكنيسة والجامع معقلا للدعاية الحزبية و الانحياز الواضح للطرف الذي يلبي طموحها السياسي ، فقد انطلق رجال الدين من الطرفين ولن يعودوا ، و عليك التزام الصمت تجاه ما يحدث لأنك إن تحدثت ضد صعود التيار الإسلامي للسلطة فأنت كافر و تناصر الكنيسة ضد الجامع ، وان قلت بوجوب ابتعاد الكنيسة عن الانتخابات فأنت طائفي ، إذن فالانتخابات بين جميع الإطراف الدينية يمثل سلطة الدين علي الدولة ، و هو كلام جميل ولكن أية سلطة و بأية طريقة ، ثم هل تتقبل الأحزاب الدينية حال السيطرة علي السلطة النقد ، هناك تيارات تري ذلك خروج علي الحاكم يستوجب القتل و هناك من ينفي ، من نصدق ؟
المتحدث باسم حزب ديني يدعوا لإعطاء الفرصة لحزبه خمس سنوات ثم الحكم علي الأداء السياسي لحزبه! و هو أمر غريب لان الصراع أصل في العمل السياسي و ستظل هناك حكومات لها سياسات و شعب وأحزاب تعارض تلك السياسات فماذا نحن فاعلون ؟ هل نصبر علي قرار نراه ظالما خمس سنوات وإلا اعتبرنا خوارج نستحق القتل ! لقد قررت عن نفسي عدم الإدلاء بصوتي خوفا من الندم علي اختيار خاطئ ادفع ثمنه خمس سنوات انتظار ، هذا لا ينفي قناعتي وربما يبدوا هذا تناقض في الرأي ، أن التيار الإسلامي المعتدل هو المناسب لمرحلة بعد الثورة لأنك إن أردت إزاحة طبقة سياسية متعفنة ، عمرها أكثر من نصف قرن فعليك بتيار مختلف ، ينظف النهر سياسيا من الرواسب  ، ثم تأتي انتخابات لاحقة نختار فيها دون التقيد بنوعية التيار المرشح للانتخابات ، لان الرؤية ستكون أوضح عندها سنختار بإرادتنا الحرة ، ربما الطريق للاستقرار طويل جدا و مليء بالبارود .  

هناك تعليق واحد: