منذ سمعنا بتولي د/جمال العربي منصب وزير التربية و التعليم و نحن في شوق لسماع رأيه في القضايا الحساسة التي خرجت من أجلها جموع المعلمين في مصر من أقصاها لأقصاها ، مثل قضية الحد الأدنى في المرتبات و مشاكل التعليم وعودة هيبة المعلم ، و لأنه أول وزير تربية وتعليم منذ ربع قرن يتولي المنصب من أبناء المهنة فقد استبشرنا خيرا ، وكان أول تصريحاته انه جاء للوقوف مع المعلم في مطالبه المشروعة و لأنه تحدث كثيرا و في كل القنوات فقد اختلفت الأقوال المنسوبة إليه ، علي سبيل المثال قال الحد الأدنى للمرتبات 1200جنيه وعاد ليؤكد أنها 1500 جنيه و كأنه لم يطلع علي ما توصلت إليه لجنة تعديل الكادر ، ومنها جلوسه مع حركات المعلمين المستقلة و معلمون بلا نقابة واتحاد المعلمين و المجلس الوطني للتعليم ثم عاد لينفض يده ويقول اجتماعي بهم ليس معناه إعطاء الشرعية لهم و الشرعية للنقابة و هو أمر غريب فحركات المعلمين اكتسبت الشرعية منذ حركت جموع المعلمين في مليونيات ليس لها نظير و إضرابات عمت أرجاء البلاد ، أليس هذا كافيا ، وهو تصريح مؤشر علي صدام قريب مع الوزير نتمنى ألا يحدث ، أما التصريح الأسوأ فهو تصريحه بعودة الجولات المفاجئة دون رعب ! وهو يهدم أهم أهداف ثورات المعلمين ؛ وهي احترام المعلم و الثقة المتبادلة بينه وبين هيئته و إلغاء التفتيش المفاجئ واستبداله بالثقة المتبادلة والتوجيه الهادف لتطوير العملية التعليمية ، بمعني أن تكون الوزارة و الهيئات التعليمية شركاء في التطوير لا استعلاء من طرف علي طرف ولا جولات بوليسية تعيد للأذهان الجولات البوليسية / الاستعراضية للوزير السابق احمد ذكي بدر .. الأمر يبدوا (وكأنك يا بو زيد ما غزيت ) هل هي مؤشرات سلبية أم أن التصريحات المتتالية لمعالي الوزير جعلته يقول أشياء لم يقصدها ، هل عصر الدكتور جمال يشبه عصر الدكتور أحمد جمال أم إننا سنري شيئا مختلفا في المستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق