ميدان التحرير صينية الحلوى التي يسعي الجميع لالتهامها بعد أن غيرت وجه مصر السياسي و الحضاري ، تربص بها المجلس العسكري و الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ، بالتودد تارة و بالبطش و التخوين تارة أخري ، وحين فشل كل هذا أطلقوا عليهم البلطجية يندسوا بينهم و يسكنوا جوارهم فلا يميز احد بين الثوري و البلطجي ، ويكون هذا الأمر مثار انتقاد المجتمع و حنقه ، ومع الوقت أصبح الهجوم علي التحرير هو بمثابة تطهير من البلطجية والحقيقة انه تصفية للثوار الشرفاء ممن ضحوا بحياتهم من اجل غد جديد ، غد خرجت فيه التيارات الإسلامية والحزبية تتنافس علي الانتخابات بشكل متكافئ لأول مرة في تاريخ العمل السياسي المصري ،
و لان ميدان التحرير هو القلب النابض و الضمير المتوهج في الجسد المصري فأصبح مثل المسمار في عقل كل سياسي يسعي للتواجد علي الساحة منفردا دون رقيب او حسيب ، وهو ميدان لا يمكن التلاعب به من قبل المرشحين و لا يمكن قولبته ولا تأطيره و لا استقطابه لصالح أي فصيل ، كان الحل هو البلطجة وغرس فئة تقابلهم و تناطحهم في ميدان الخزي والعار ميدان العباسية وراعيه الرسمي عكاشة و أمثاله من عبيد مبارك ، لقد تلاعب الساسة كثيرا بميدان الشرف و حاولوا التحدث باسمه دون جدوى ، الميدان باق للأبد عين علي كل الجبناء ، سينبض أبدا حب ووطنية لا عمالة و خيانة ، أما دعاة العباسية فستظل رمز للانقسام والتضليل و مناطحة الشرفاء بدلا من الانضمام لهم ، و لا اقصد كل من في ميدان العباسية فيجب أن نستثني البسطاء و أصحاب المحلات و أهل العباسية أنفسهم من هذا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق