سياسة النظام الواحد المهيمن علي البلاد و العباد ظلت متوارثة جيلا بعد جيل في مصر المحروسة ، و لم يغير منها قيام ثورة 25 يناير شيئا فها هم الإخوان يكتسحون كل شيء من نقابات لجمعيات لمجالس محلية و مجلس الشعب القادم و بالطبع مجلس الشورى ، النتائج مذهلة بشكل كبير ، ولكن تحول الدولة من سيطرة الحزب الوطني لسيطرة مكتب الإرشاد المحرك الرئيسي للإخوان و سيطرته علي كل مصادر صنع القرار في مصر ، هو تطور سياسي أم انقلاب علي أهداف الثورة ، وهنا لا نتحدث عن تيار ديني يسيطر علي كل شيء بل من وجهة نظر سياسية ، تخيلوا مثلا قام فصيل سياسي بالاعتصام احتجاجا علي قرار سياسي اتخذه حزب الحرية والعدالة الحاكم و هذا وارد ، هل يقبل الإخوان بذلك وهل يغلبوا منطق الحوار أم سيتم إطلاق مصطلحات مثل : عملاء وخونة و أجندات خارجية و الامبريالية الخارجية و الصهيونية العالمية إلي آخر تلك المصطلحات سابقة التجهيز ، و قد نال شباب التحرير الكثير منها بعد أن استتب الأمر للإخوان و خافوا من أن تصاعد العنف قد يؤدي لإلغاء الانتخابات و ما إلي ذلك من فقدان الإخوان للسيطرة الشاملة والقبضة الحديدة علي أمور البلاد ،
ليس معني ذلك الخوف من دولة الإخوان القادمة لأنها ستكون خطر عليهم أنفسهم ، و تهدد بانشقاقات كثيرة بينهم ، لان ليس كل ما يتخذه مكتب الإرشاد يعجب كل أعضاء الإخوان .
وقد تظهر تيارات أخري من داخل الإخوان تناوئ سياساتهم ، و هو أمر طبيعي فبعد الوصول للقمة يبدأ التصدع ، والسياسة هي طموح بشري محض و هي كفيلة بانقلاب الأخ علي أخيه ، لقد نزل الإخوان البحر بكامل الجسد و لم يتأن كما أعلن بعد الثورة حين أراد أن يطمأن الجميع وقال ( مشاركة لا مغالبة) لتنكشف الحقيقة بعد ذلك وهي اكتساح و لا مجال للمشاركة . غدا ينبلج الصبح إما عن تكون فيه مصر القادمة بلون واحد لا مجال للتعدد أو الاختلاف ولا مجال للثورة أو الاعتراض لأنك بذلك قد تكون امبريالي صهيوني أو علماني كافر ، أو مصر التعاون والألفة ، متسعة للجميع ، وهو ما نتمناه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق