هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

مشهد سريالي لمصر بعد الثورة بقلم : محمد خطاب




اجتمع الثوار في ميدان التحرير و قرروا أن يقوموا بعملية إحصاء لمكاسب مصر بعد الثورة و بعد مشادات و مناوشات كلامية وجدوا انهم أزاحوا مبارك من قصر العروبة لجناح فخم بمستشفي الشرطة ، هناك حيث يأخد الطاغية أنفاسه قبل العودة لسدة الحكم مرة أخري ، وجد الثوار ان المجلس العسكري وثقوا به ، وها هو يكهربهم ، و يسحلهم ، و يدخل البلاد لبحر متلاطم من الفتن بين أبناء الشعب الواحد و فعل أمور لم تكن موجودة سابقا ، مثل اختراع الأغلبية الصامتة  ومقرها العباسية مقر وزارة الدفاع !! لينقسم الشعب بين ثلاث فئات : الثوار من قدموا التضحيات ولم يجنوا شيئا ، الأغلبية الصامتة ( أو جمعية المنتفعين من النظام السابق ) ، أخيرا التيار الإسلامي الذي انغمس في الانتخابات لذقنه و هو مشغول الآن بإحصاء دقيق بمقاعد انتزعوها في الانتخابات بجانب الصراع السلفي / الإخواني علي مقعد دنيوي ، جلس الثوار في الميدان وقرروا الاستمرار حتى التغيير و بالفعل انتهي المجلس العسكري إلي أن ورقة عصام شرف احترقت تماما ولم يعد في حاجة إليه ، فرح الشعب و لم يفرح الثوار لان القادم كان أسوأ ، و لان الإعلام المصري منحاز بطبعه للحاكم في كل وكان وزمان ، فقد صور مجرد خلع شرف انجاز ضخم يعادل انجاز الثوار في 25 يناير ،  و أوهموا الثوار بأنهم أصحاب القرار و عليهم اختيار من يخلف شرف في نفس الوقت أجروا مباحثاتهم ونقبوا في دفاتر مبارك القديمة فلم يجدوا أفضل من الجنزوري و قرروا التسويق له ، وهلل كالعادة ابناء مبارك في كل مكان لان الجنزوري حتى وان عارض مبارك فجذوره ضاربة في تربة عصر مبارك الفاسدة ، رفض الثوار و اقر المجلس العسكري في تحد صارخ لرغبة الثوار ، وكما هي العادة انتم تثورون و نحن نختار ، اعتصم الثوار و انفض الشعب المغلوب علي أمره والغرق في المشاكل المادية و المعيشية ، وهي امتداد لمشاكل عصر مبارك ، نفس الشعب ما زال يسقط صريع طابور العيش و الغاز . ولان الشرطة العسكرية عاشرت الشرطة المدنية واحتكت بالمدنيين وهو ما لم تكن مؤهلة له فقد أصبحت أكثر شراسة و عنف تجاه المدنيين ، ولأن القبضة الأمنية لا تفهم لغة العواطف فقد القوا التهم علي الطرف الثالث و الأجندات  ، فقدت مصر زهرة شبابها علي ارض التحرير أما  ارض النفاق ما زالت يانعة و رجالها في أبهي حللهم يتفلسفون و سخروا قنواتهم الإعلامية صوب الميدان رمز الإرادة و صمود الشعب المصري . لقد القي المجلس خطب رائعة في التخوين و الأطراف الخفية دون أية دلائل أو قرائن وهو ما لا يلق برجال الحكم المنوط بهم إظهار الحقائق لا إلقاء بيانات غامضة ، تخفي اكثر مما تكشف .
الحقيقة الواضحة للعيان :
1 - المجلس العسكري فشل في إدارة البلاد بل و يصر علي فرض القرارات الفوقية دون روية أو دراسة .
2 – المجلس العسكري بشكل مباشر أو بغير مباشر قسم البلاد ؛ مؤيد / معارض ، تحرير / عباسية .
3 – المجلس العسكري مسئول عن كل قطرة دم سقطت علي ارض مصر منذ تسلمه السلطة إلي الآن .
4 – رغم أن عدد المرشحين للرئاسة يفوق عدد الناخبين إلا أنهم لا وجود لهم علي ارض الواقع و لا يستمع احد لهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق