الثورة في التعريف الاكاديمي (هي مصطلح سياسي يعني الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم ) وهي اما ثورة شعبية مثل مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر 2004 ، أو عسكرية وهي التي تسمى انقلابا مثل الانقلابات التي سادت أمريكا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات الستينات من القرن العشرين، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل الثورة الجزائرية { 1954-1962} . و الثورة هي حد فاصل بين حاضر ماضي مؤلمين و مستقبل واعد محفوف بالمخاطر. و للثورة نقطة حرجة عندها تضمن نجاحها شريطة أمساك الثوار أنفسهم بمقاليد الحكم و تطبيق الشرعية الثورية ويقوموا بتطهير مؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة التي زرعها النظام فيها ليضمنوا ولاء تلك المؤسسات لسياساتهم ، والثورة تغيير شامل لا يعرف الممالئة أو الأجندات أو الحلول الوسط و لا كما قال شرف (عفا الله عما سلف ) ، و ثورتنا فشلت عندما جعلت أهل الثقة نقطة الارتكاز فوضعوا من لا يؤمنون بالفكر الثوري و يجرهم الحنين للماضي لاتخاذ قرارات ضد الثورة ، عن طريق إضعاف قبضة الدولة علي الأمور وترك الشارع ينفلت أكثر من الناحية الأمنية و السوقية من خلال احتكار أعمدة النظام السابق من رجال الأعمال للمنتجات الغذائية والتحكم في الأسواق و رفع الأسعار فتتآكل المرتبات فيعود المواطن مستكينا مطيعا و مهيئا لتقبل الوضع الجديد الذي دفع إليه دفعا . اخطأ الثوار حين لم يستقروا علي شخصية قيادية يساندوها ويفرضوها فرضا علي المجلس العسكري - الذي لم يكن ليمانع أمام رغبة الشعب صاحب الثورة أصلا - لتقود البلاد في المرحلة الانتقالية الأخطر في تاريخ البلاد . أخطر العمليات الجراحية التي تفتقر إلي فترة نقاهة جدية ، للأسف فرطنا في ثورتنا كما فرط أحمد عرابي في ثورة الجيش المصري من قبل حين أخلص النية في الخديوي و استسلم للوعود البراقة و لم يسأل نفسه من الأقدر علي قيادة البلاد الثوار أم من خربوا البلاد وافسدوا فيها و أذلوا شعبها ، فمن ينقذ ثورتنا من أيدي من حكومة الطغاة العمياء و التي تأتمر بأمر خفافيش الظلام ، حكومة تصر علي ترك شعبها في العراء لا أمن ولا غذاء و لا حياة كريمة . . من ينقذ الثورة الدخلاء و الجهلاء .. من ينقذ الثورة من حكومة قررت إغلاق التحرير و عمل جدار عازل في سابقة تاريخية لم تحدث في تاريخ الدول الأكثر تخلفا لحماية عدو قتل أبناءنا و جيش الجيوش علي الحدود و نحن نبتسم ونرتعش و نقيم جدار عازل لحمايتهم و توفير الأمن لهم ! و حين يثور أهالينا إمام مجلس الوزراء مطالبين بشققهم المنهوبة يطلب لهم السيد عصام شرف الشرطة لتطردهم ! عدنا من حيث بدأنا و تحولت الثورة لذكريات جميلة نحكيها لأبنائنا عن شعب ثار علي النظام الفاسد و حين نجح في إزاحته أعاده ثانية للحكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق