حدثت تلك القصة مع مدرس وهي كما ذكرها لي و ادعوا له بالشفاء :
( ليلة صيفية أخري تحقن الجسد بحرارتها ، و تلسعه بحبات العرق التي تغرق ملابسه ، تكييف !! قام مفزوعا بمجرد أن واتته الفكرة ، فمن أين لمدرس لا يعطي دورس خصوصية بثمن تكييف .. نظر الي وجوه أطفاله العابثة تي أثناء نومهم و قال : الأمر يحتاج تضحيات . أحضر ورقة وقلم و أخذ في حساب التكاليف مع زوجته وهي عملية معقدة جدا
المرتب : 720 جنيه بالكادر !
ايجار : 400 جنيه
+ مصاريف الطعام ( رز و خضار و كل ما يلزم ) : 200 جنيه
+ لحوم : تؤجل
+ سمك : 40 جنيه
+ فرخة علي ما قسم : 35جنيه
+ ملابس : تؤجل
+ تنقلات : 150جنيه
________________
الباقي من المرتب : - 105
ظل الشد و الجذب بينه وبين زوجته لتخفيض المصاريف حتى تتساوي مع الدخل و لكن صورة أطفاله وهم يـتأففون من الطعام و عدم شراءهم ملابس جديدة يمزق قلبه
و لكن ماذا يفعل أمام موازنة محدودة و غلاء فاحش.. ارتفع ضغط الدم عليه و قضي ليلة عصيبة في العناية المركزة و رغم ذلك كان عقله يدور في فلك الأرقام و حصاد العمر ، لا شيء .. لا شيء .
تعافي بعد يومين حيث الطبيب المعالج أنه بخير ، وحين دخل المدرسة وجد المدير قد حوله للشئون القانونية لأنه لم يبلغ المدرس بالتلغراف بمرضه .. سقط مغشيا عليه . )
يكفي هذا الجزء لان ما حدث له يمثل فاجعة لا أريد أن أثقل علي أحد بذكرها و لكن تخيلوا معي أن من يطالبوا المعلم بالعمل و الاجتهاد و المذاكرة والتحضير اليومي و المشاركة في أنشطة المدرسة و احتواء الأجيال الغاضبة من الطلاب و تحمل كوارث لجان الوزارة وسخافة لجان الإدارات و كآبة لجان المديريات و سوء معاملة ألياء الأمور و مصاريف الجودة التي يجب أن يدفعها المعلم من جيبه الخاص للمساهمة في فوز المدرسة ....... الخ لم يلتفتوا إلي أن مرتب المعلم لا يسد الرمق و لم يهتموا بتوفير جو آدمي محترم .. و أسال الوزير كم معلم سقط جوعا و مات كمدا و أكل جسده المرض و لم يجد من يطيب جراحه و لا يواسيه حتى !
لماذ لم يفكر معالي الوزير في حال المعلم و يضعه في الحسبان و كان الأجدر أن يفكر في عدم خضوع التربية والتعليم لقانون المحليات و مساواة راتب المعلم برواتب نظرائه في هيئة الكهرباء أو البترول لان التفرقة ضد مبادئ الدستور فكيف يقبض المعلم جنيهات قليلة و يقبض نظيره في المؤسسات الأخرى بالآلاف .
خروج المعلم يجب أن يتفهمه المجتمع و يجب علي حركات المعلمين مخاطبة المجتمع بجدية و إيضاح ما استغلق علي الفهم و الإجابة علي سؤال : لماذا نحن غاضبون ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق