هنا كل ما كتبت من مقالاتي وما نشرت هو عالمي مفتوح أمامكم أتمني اقامة طيبة


الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

رجال العادلي و استهداف الثورة بقلم : محمد خطاب


لكل عصر رجاله و لكل حاكم أدواته التي يحركها و يتحكم بها مثل قطع الشطرنج ، فتكون اليد التي يبطش بها و ينفذ سياساته  ولكن مع الوقت يزداد نفوذ رجال الحاكم و سدنته ليسيطروا علي البلاد ويشكلوا مراكز قوي تدور في فلك الحاكم تدافع عنه و عن بقاءه لان وجودها مرتبط بوجوده .
والشرطة – باستثناء كثير من الشرفاء منهم - تم تدجينها في عصر مبارك لتكون دعامة الحكم فمن يتنفس يعتقل بتهمة تلويث الهواء بزفيره ! كم من الرجال تحسروا علي عمرهم وهو يضيع أمام أعينهم وهم يفترشون الذل في حجرات قذرة تليق بالطاغية وأبناءه ، ضعفت قدرة الشرطة علي و ضع إستراتيجية للأمن في ربوع البلاد لأنها انشغلت بمطاردة رجال الفكر لا البلطجية ، و كم اشتكي المواطن من التعذيب داخل السجون والمعاملة الغير آدمية من رجال الشرطة و تلفيق القضايا ولم يهتم أحد ، وكان طبيعيا استقطاب بعض قيادات الشرطة لأدوات خارج القانون لتسهيل عملهم ، فتم استخدام البلطجية في الانتخابات و غيرها مما يلزم لدعم التوريث و تدجين الشعب المنهك من أعباء المعيشة أصلا . و نري معظم رجال الشرطة حاليا متعاطفة مع قادتهم و تري أنهم كانوا يؤدون واجبهم ، ويبدوا هذا جليا في تصوير المحاكمات التي شهدت مهازل مثل إعطاء بعض رجال الشرطة تحية عسكرية لحبيب العادلي و هرولة بعضهم لتحيتهم و كأننا في حفل تكريم لا محاكمة ، ومن يري ثقة جمال وعلاء و اتزان مبارك يشعر بأن الثورة في خطر فعلي لا مجرد أوهام . فكل نظام فاسد حين يشعر بقرب نهايته يضع الخطط البديلة لذلك مثل إغراق البلاد في الفوضى و بث الرعب في الشارع   و بما انه لا يفل الحديد إلا الحديد فقد وجدنا بروز ظاهرة  أبناء مبارك و الاستقواء علي الحركة الوطنية و تحرشهم بأسر الشهداء مع كل محاكمة لمبارك أبوهم المزعوم ، فمن هم ؟ ومن يساندهم  ؟ فهناك عدة أفكار تجول بخاطري نوهم :
* ربما يكونوا فعلا تعاطفوا مع مبارك و فترة حكمه الكئيبة
* تم تمويلهم من الخارج فإسرائيل ودول الخليج لا يمكن أن يفرطوا في حليفهم الاستراتيجي .
 * تم استقطابهم و تمويلهم من قبل رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني المنحل .
* هل نصنفها مرضيا بأنها مازوخية أو عشق الضحية لجلاده ؟

لا يمكن الجزم بشيء من كل ذلك فالقادر علي الإجابة لن يجيب و لا يهتم بالإجابة . حقيقة إن ضعف الروح الثورية و انحسار الضوء عن الحركات الأكثر تأثيرا مثل 6 أبريل و كفاية و كل الحركات التي شاركت في الثورة و ربما ظهور الإسلاميين علي الساحة السياسية بقوة وانحيازهم لأجندتهم الخاصة دون النظر للخطر الفعلي الذي يهدد البلاد هو ما فتت الجهود و أفقد الشارع ثقته في الجميع فعادوا للبيوت لمشاهدة نتيجة ما يحدث حولهم دون تدخل . مصر ما بعد ثورة 25 غامضة و مستعصية علي الفهم   و تفتقد للمنطق و العقل . إلي أين تسير البلاد ؟ لا أعرف .


نشرت في :
مصراوي
دنيا الرأي
أخبارك
مجلة الفكر الحر
المصري اليوم

شباب مصر
مصرس
الديوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق