ما الذي تقدمه تلك الإذاعة سوي دردشة لا تتناسب و التطور الذي طرأ علي شخصية أبناء الوادي الجديد من حيث الثقافة والانفتاح علي الآخر ، للأسف الإذاعة لم تتطور مع الأحداث الثورة و لم تستوعبها و لم تقدم أي مردود عنها ، أنها إذاعة صحراوية الفكر ، منعزلة عن الواقع ببعض البرامج التقليدية فلا تجديد ولا ابتكار ، وان كانت هناك بقاع خضراء و أمل يتمثل في الفكر المستنير لأيمن الصفتي و علي عبد المعطي و أحمد نافع علي سبيل المثال ، وهي إذاعة تتخلف عن الأحداث السياسية عمدا خوفا من تأنيب أولي الأمر ، و مما زاد الطين بلة تواطؤ الإذاعة و محاربتها للمعلمين في كل المواقف ، فقد وقفوا ضد إضراب المعلمين الأول و الثاني دون ادني وعي بأسباب الإضراب و حاجة المعلم لتحسين أوضاعة حتى يتفرغ للعملية التعليمية و زاد من تآمرهم علي المعلم فتح الاتصالات لبعض المأجورين من سدنة النظام القديم و من أفسدوا في السابق ليهاجموا الإضراب و لم يتصدي لتلك الحملات الشرسة و يفتح عقله و قلبه للمعلم سوي البعض ممن يدركوا رسالة الإعلام الحقيقية داخل الإذاعة ، لم يسلط الغائبون عن الوعي .. الضوء علي انجازات المدارس المتمثلة في حصول أكبر عدد منها علي الجودة في ظل ظروف عصيبة تمر بها البلاد و إضرابات متواصلة في كل القطاعات و ضعف الأجور و إهانه يومية للمعلم في مدرسته و امتهان كرامته علي أيدي رؤساءه وتدخل مجالس الأمناء بشكل يخل بالعملية التعليمية ، كل هذا لم يلفت السادة السائرون نياما ، يجب علي الإذاعة أن ينالها التطوير و التثقيف المستمر لأعضائها ليفهموا كيف يتحدثوا بضمير متجرد عن ألهوي ، و التعبير عن تطور الوعي الجمعي من بلاد الطيف الواحد إلي بلاد متعددة الأحزاب .. من بلاد تخاف انتقاد الحاكم لبلاد ثائرة لا تخشي في الحق لومة لائم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق