ثلاثون عاما وأنت تسكن الوريد مرضا خبيثا لا نبرأ منه أبدا .. تتحكم في نبضات قلوبنا وتحصي أنفاسنا و تتصنت علي شكوانا لأنفسنا .. و في عقولنا يمرح عسكرك بملابسهم القانية و وجوه عابثة .. يسألون خلايا المخ إذا كانت مست ذكراك أو دنست سيرتك ... عذرا أيها الزعيم المستلقي علي سريرك المصنوع من عظام ضحاياك .. لأننا أزعجناك بتذكيرك بشي غريب عنك وهو العدالة .. و جملة أكثر كرها من جانبك و هو أن البشر متساوون أمام القانون .. ذلك القانون الذي دهسته بقدمك الشريفة مرات ومرات .. عذرا سيدي الطاغية لأننا انبطحنا ثلاثون عاما تحت أقدامك المدنسة بدماء الفقراء ..
فكم وقفنا سيدي الطاغية المبارك في انتظار مرور موكبك الفرعوني ليس عشقا فيك ولكن خوفا ألا نخرج فيضعنا كلابك في السجون .. وقفنا ساعات طوال في الشمس داعين الله أن تذوق حرارتها يوما فتشعر بآلامنا .. ولكن هيهات فسجنك مزيف و محاكمتك غامضة .. الكل في انتظارك أمام المحكمة يحتفي بك وبكلابك و بأنجالك و الابتسامة تعلوا وجوه الجميع ولما لا ؟ والمسرح مهيأ للاحتفال .. لم ينقصك سوي الراقصين الكبار وهم يتمرغون في أرضك و يقبلون أياديكم البيضاء المغسولة بأرقي أنواع الصابون ..
سيدي الطاغية هل مررت يوما بمستشفي لتري ضحاياك ممن أصيبوا بالسرطان و فتكت بعهم أمراض العوز .. هل تأملت يوما وجوه رجالك وهم يصدحوا بصوت منبوذ بفضلك و أعينهم تحتقرك .. يا صاحب القداسة سقطت قداستك و غطي الوحل وجهك .. بدأت طيارا و انتهيت طائرا مكسور الجناح ..
صدقني أي سيدي كنت أكرهك وأنت في الحكم ولكني اليوم أحتقرك .. و أعجب بأي وجه تخرج علي شعبك المحتقن بأفعالك الكريهة لتنكرهما أنت صاحبها و فسادا أنت صانعه .. للأسف لم تفعل مثل الفرسان ممن ضحوا بحياتهم في سبيل هدف أسمي وهو الوطن .. أنت أصغر و أتفه من ذلك ..
العدالة سوف تأخذ حق شهدائنا منك وكل زبانيتك و لن يجدي أن يداريك أبنائك عن الحضور لان الثوب الممزق لا يجدي رتقه ثانية .. حتى وان رتقه الموساد أو والسي أي إيه .
نشرت في :
مواجهات
مصراوي
المصري اليوم
زمان الوصل
مصرس
شباب مصر
مصرس2
مصرس3
البداية الجديدة
yallakora
أخبارك
دنيا الرأي
الأهرام
" يعز ويزل من يشاء "
ردحذفصدق الله العظيم